كثيرة هي الاموال التي تنفق على الحملات الانتخابية , والحملات الانتخابية متنوعة الانشطة ومختلفة الفعاليات ؛ بدءا من اقامة المهرجانات والاحتفالات واللقاءات الجماهيرية الحاشدة , مرورا بتبليط الشوارع وانشاء شبكات الصرف الصحي , وانتهاء بتوزيع الدجاج و(كارتات) الرصيد ... ؛ بل وصل الامر ببعض المرشحين الذهاب للمشعوذين والاستعانة بالسحرة ...!! .
وكثيرة هي ايضا , اشكال وصور وطرق و وسائل الانفاق الانتخابي ؛ واليكم بعضا منها : الدعايات الانتخابية واعلانات المرشحين في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية و وسائل التواصل الاجتماعي ؛ و الفضائيات والاذاعات ؛ وطباعة ( الفلكسات والبوسترات والصور ) والملصقات الضخمة والكبيرة , بالإضافة الى طباعة ( الكارتات التعريفية ) وبرامج المرشحين والكتل وكتب الزيارات الدينية وغيرها كنوع من الدعاية , وتوزيع الملابس المطبوعة عليها صور المرشحين , واعداد الولائم والعزائم الكبيرة وتوزيع الاطعمة والمواد الغذائية والمنزلية , وتقديم الخدمات كإصلاح مولدات الكهرباء او ( تبليط ) تعبيد الشوارع , وكذلك شراء الاصوات ودفع الاموال للشخصيات المؤثرة كالإعلاميين وشيوخ العشائر والوجهاء ... الخ .... , وقد ذكر رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني قبل ايام : ان البعض يقايض المشمولين بالرعاية الاجتماعية للضغط عليهم من اجل سحب بطاقاتهم الانتخابية وقد شجب هذا الفعل رئيس الوزراء واستنكره ... ؛ وهذا لا يعني ان هذه الظواهر موجودة الان في انتخابات مجالس المحافظات كلها او اغلبها , فأنا اتكلم بصورة عامة عن الانتخابات السابقة والحالية واللاحقة ؛ عن الظاهرة وليس الحدث المعاصر والممارسة الانية , فما اذكره قد ينطبق على هذه الانتخابات ولا ينطبق على غيرها وقد يكون العكس صحيحا , وقد ينطبق عليهما معا , الا انني لا ادعي معرفة نسب هذه الظواهر بالتحديد في هذه الانتخابات او التي سبقتها , ولا اتفوه الا بما هو موجود على ارض الواقع ومنشور في وسائل الاعلام , كي لا يتهمني البعض بالتهم المعلبة الجاهزة والاتهامات السمجة المتشابهة , اذ ان لغة الارقام والنسب تحتاج الى دراسات ميدانية موثقة .
ما أن انطلقت الدعاية الانتخابية لانتخابات مجالس المحافظات "الحكومات المحلية" في العراق ، حتى امتلأت الشوارع بالآلاف من صور المرشحين ووعودهم المكررة وشعاراتهم القشرية , والاف ( الفلكسات والبوسترات ) الانتخابية بمختلف تصاميمها و حجومها و اشكالها و انواعها , التي ملأت الشوارع والطرق و اسطح المنازل و العمارات الشاهقة , و السيارات والمحلات , وان حشر معهم الكثير من الشرفاء والنزهاء واصحاب الكفاءات , والكثير من الوجوه الجديدة بل لعل الاغلب منها ؛ الا ان الاخضر ( صار ) بسعر اليابس بنظر الناس وللأسف , ولعل المثل الشعبي المصري ينطبق على هذه الحالة : (( ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة )) فقد تضررت سمعة المرشح الناجح والنزيه بسبب الصيت السيء للفاشلين والفاسدين .
و يشاهد سكان مدينة بغداد وبقية المحافظات العراقية، عند انطلاق كل دورة انتخابية عشرات الشاحنات وسيارات الحمل وهي تنقل آلاف الملصقات الدعائية للمرشحين وبمختلف الأحجام، وتقوم عبر مجاميع من الأشخاص بلصق وتعليق صور المرشحين في الساحات والشوارع العامة ... ؛ وينظر طيف واسع من الشرائح الاجتماعية العراقية بعدم الارتياح لامتلاء مدنهم بصور وجوه سياسية مكررة ومتهمة بالوقوف وراء حالة الفشل التي تمر بها البلاد منذ سنوات ... ؛ ففي كل دورة انتخابية ؛ لا تترك الكتل والتحالفات والشخصيات المرشحة مكاناً في شارع أو وسيلة مواصلات عامة أو جدران إلا وتركت عليها أثراً دعائيا .
ويرى مراقبون للشأن الانتخابي في بغداد، أن الموجة الأولى من الحملة الانتخابية المكرسة للترويج في الطرقات والساحات العامة، تظهر حجم الموارد المالية التي يتمتع بها هذا الائتلاف أو تلك الشخصية السياسية، لجهة سعة المناطق التي تغطيها الحملة الانتخابية وطبيعة المواد المستعملة في «البوسترات» الدعائية وحجمها، إلى الأماكن المعلقة فيها... ؛ وفي تصريح سابق - واثناء اجراء احدى الانتخابات السابقة - للمرشح زياد العرار عن القائمة «الوطنية» التي يتزعمها إياد علاوي ؛ قال فيه : إن الحملات الدعائية تكلف ما لا يقل عن 50 مليون دينار عراقي في حدها الأدنى بالنسبة للمرشحين العاديين، وتصل ملايين الدولارات للأثرياء ورؤساء الكتل والمسؤولين السابقين ... , واشار العرار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» وقتذاك : إلى أن حملات الوزراء والمحافظين وكبار المسؤولين في الدولة تكلف ملايين الدولارات، بعضها تأتي عن طرق صرف أموال الموازنات المالية المخصصة لمشروعات الدولة ... ؛ و اضاف : في أحيان كثيرة يستغل المرشح منصبه الرسمي للعمل على مشروعات تصب في صالح هدفه الانتخابي ... ؛ وكشف العرار : عن أن أغلب الكتل والائتلافات الكبيرة تستعين بشركات خاصة للترويج لحملاتها الانتخابية، وهناك من يستعين بشركات عربية، وبخاصة من لبنان .
بدوره، يرى خبير الحملات الانتخابية قاسم محمد جبار : أن «هجمة الكتل والشخصيات الانتخابية على الأماكن العامة هدفها ، وبخاصة الأماكن الجيدة منها، الوصول إليها قبل المنافسين الآخرين» ... , ويقول جبار لـ«الشرق الأوسط» : «الأماكن العامة شبيهة بالمال السائب المعرض للنهب في أي لحظة؛ لذلك تتعرض لحملة (نهب) من الائتلافات والشخصيات المرشحة، ولو أن أمانة بغداد والبلديات في المحافظات وضعت قوانين صارمة لاستيفاء أجور البوسترات الانتخابية لما تجرأ أحد على وضع دعايته فيها». ويرى جبار، أن «الملصقات والإعلانات الدعائية للمرشحين ربما لا تستنزف الكثير من الموارد المالية للمرشحين والقوائم، إنما يكون الإعلان التلفزيوني أكثر كلفة بما لا يقارن ... ؛ فالإعلان عبر وسائط الدعاية العادية مثل الفلكسات والملصقات والبوسترات ، وهي ذات أسعار منخفضة بشكل كبير قياسا الى الإعلانات عبر شاشات الفضائيات العراقية والعربية ؛ يعتبر خيار معقول للمرشحين من ذوي الدخل المحدود .
علما ان سعر ( الفلكس ) المؤطر بالحديد هو ستة دولارات للمتر المربع الواحد ؛ وفقا لاحدى الدراسات الميدانية والتقارير الاعلامية , و ان المرشحين قد تباينوا خلال حملاتهم الدعائية في الانتخابات الحالية والسابقة , و استعملوا أشكالاً متعددة من (الفلكس) فمن الجداريات الضخمة حجم 6م في 3م او اكثر او اقل ؛ و التي مثلت استثاء للقاعدة الغالبة و هي ان اغلب المرشحين استخدموا ( فلكس ) مؤطر بالحديد من حجم متر في متر ونصف والذي يبلغ سعره 9 دولارات , و هناك مرشحين استخدموا ( الفلكس ) بالاطر الخشبية او ربط ( الفلكس ) بحبال من دون اي اطار بالإضافة الى بعض المرشحون الذين استخدموا البوسترات الورقية اللاصقة بحلتها القديمة و لكن بلسقها على قطع قماش بعد قرار منع وضع الملصقات على الجدران بالإضافة الى القطع القماشية التي خط عليها باليد ناهيك عن بطاقات التعريف زهيدة الثمن ؛ بينما يقوم بعض المرشحين بطباعة ( البوسترات ) ذات الورق اللماع والذي يبلغ سعر البند الواحد منه مئة دولار ... , وعليه قد تباينت الحملات الدعائية بين المرشحين فمن حيث السقف الاعلى للإنفاق ايضا , فقد تجاوزت صرفيات بعض المرشحين المليون دولار بينما كان السقف الادنى لبعض المرشحين الذين لم يصرفوا شيئاً على حملتهم الدعائية غير مبلغ زهيد لطبع عدد محدود من بطاقات التعريف - زهيدة الثمن - ؛ و بين الحد الاعلى و الادنى تراوحت حملات المرشحين الآخرين ،وعلى هذا الأساس اعتبرت تلك الدراسة والتقرير الاعلامي : ان معدل صرفيات المرشح الواحد خمسين الف دولار , و لو ضربنا هذا المبلغ بعدد المرشحين الذي يتجاوز 6000 مرشح ؛ لكان الناتج تكون قرابة 300 مليون دولار... ؛ وفي احدى التقارير الاعلامية والتي رصدت الدعايات الانتخابية لانتخابات مجالس المحافظات لهذا العام , ومن خلال مشاهدة صور المرشحين والكتل والتحالفات , تبين ان لكل مرشح اكثر من 300 صورة , اي انهم حسبوا عدد الصور الموجودة وضربوه بعدد المرشحين , وخرجوا بهذه النتيجة .
و وفقا لمعلومات حصل عليها موقع "الحرة" سابقا , من إحدى شركات الدعاية والإعلان في العراق، يبلغ سعر المتر الواحد من اللوحة الإعلانية من نوع "فلكس" من دون إطار حديدي ثلاثة دولارات تقريبا، أما مع الإطار فالمتر الواحد يصل إلى سبعة دولارات.
اما اللافتات الاعلانية الكبيرة , فتتراوح كلفتها في بغداد بين ؛ 100 و1500 دولار، وعادة ما يربأ زعماء القوائم الكبيرة بصورهم عن اللافتات الرخيصة، ويختارون الأغلى ثمنا... ؛ لذلك تمتلئ شوارع بغداد وطرقها الخارجية بصور زعماء الكتل والتحالفات من الحجم الكبير... ؛ وتظهر صور الزعماء مع مرشحيهم الاغنياء ايضا ، و بأحجام كبيرة جدا ، في أعلى المباني التجارية وسط أرقى شوارع العاصمة ... ؛ ويمكن أن يكلف حجز موقع واحد من هذه المواقع، ليوم واحد، نحو ألف دولار ... , وهناك الآلاف من المواقع على هذه الشاكلة في بغداد لوحدها.
وتثير هذه الكثافة الدعاية الانتخابية وأيضا ضخامة عدد اللافتات والملصقات والاعلان بالصحف والفضائيات ... ؛ علامة استفهام بشأن المبالغ التي ينفقها مرشحون وقوائم انتخابية على هذه الإعلانات، خاصة إذا ما علمنا أن تكلفة بعض الإعلانات تصل إلى آلاف الدولارات وقد يبدو الحديث مع أي من المرشحين حول حجم المبالغ التي أنفقها هو أو كتلته على الدعاية الانتخابية، محفوفا بالكثير من علامات الاستفهام التي ليس لها أجوبة...؟! .
ومع كل دورة انتخابية ؛ تطفح على السطح ظاهرة اتلاف الحملات الانتخابية وتمزيق صور المرشحين وازالة الاعلانات الدعائية , والتي تحتاج الى بذل الجهود والمعدات والاليات احيانا ... ؛ الا ان بعضها قد يسقط بسبب العواصف والرياح والامطار , والبعض الاخر قد تزيله امانة بغداد والدوائر البلدية لمخالفته القانونية , ولكن الاعم الاغلب يمزق الصور متعمدا , ويتلف الحملات الانتخابية بنية مبيتة ؛ اذ يقوم البعض باحضار السيارات الرافعة والمعدات الثقيلة لازالة الدعايات الانتخابية من اعمدة الكهرباء وغيرها ... ؛ ومن المفارقات العجيبة ان المواطن العراقي قد يتوسل ببعض الدوائر من اجل ارسال رافعة لاصلاح مولدة الكهرباء ولا يجد من يلبي له طلبه المشروع , بينما يرى تلك المعدات تسرح وتمرح في تعليق الصور او ازالتها ...!!.
ومن السلوكيات السلبية والمرصودة في عدة دورات انتخابية , والتي تتزامن مع عملية تعليق صور المرشحين و( بوسترات ) الكتل والاحزاب ؛ ازالة صور الشهداء من الاماكن العامة , و وضع صور المرشحين مكانها .
ومن طرق الانفاق الانتخابي الاخرى , الاعلان في الفضائيات والاذاعات والشاشات المرئية الكبيرة , وقال الاعلامي هادي جلو مرعي – في وقت سابق فيما يخص هذا الموضوع - : (( أن معظم المرشحين لا يعرفون ربما حجم الاموال التي أنفقوها على الدعايات الإنتخابية ، كما أن بعضهم حصل على هذه الأموال من دول اقليمية تبحث عمن يمثل مصالحها في العراق ... ؛ و أن بعض الفضائيات تأخذ مبالغ خرافية عن الدقيقة الواحدة ، فضلا عن المبالغ التي صرفت على عدد من الإعلاميين الداعمين لبعض المرشحين ، فقد تكون كلف الحملات الانتخابية تجاوزت مئات الملايين من الدولارات ... )) .
وقد صرح احد المرشحين لاحدى الدورات الانتخابية السابقة ؛ انه بث دعايته على إحدى القنوات العربية بمبلغ مليوني دولار ... بينما اشترت كتل متنافسة مئات الساعات الاعلانية بملايين الدولارات، وقال عضو اللجنة التنفيذية الإعلامية لائتلاف دولة القانون قاسم جبار – في وقت سابق - : (( إن من المعروف أن كلف الحملات الدعائية تكون موزعة بنسبة 80% على الاعلانات التلفزيونية والباقي على الصحف والملصقات، حيث أن الكلف تكون في القنوات المحلية قبل فترة طويلة من الانتخابات بسعر يتراوح ما بين 40 الى180 دولارا للثانية الواحدة ، ولذلك فإن دولة القانون لم تستعن بالإعلان بالفضائيات، واقتصر نشاطها الاعلامي على القناة الخاصة بحزب الدعوة وهي قناة آفاق ... )) (1) ومن الواضح ان الكتل والاحزاب التي تمتلك قنوات فضائية تسخر تلك الفضائيات لخدمة حملاتها الانتخابية .
وقال مدير مرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي – في وقت سابق - : (( ان الإعلام العراقي كان المستفيد الاكبر ماديا من تغطية الانتخابات العراقية، يليه الإعلام العربي الذي استفاد من المواد الدعائية التي حققت له ايرادات كبيرة؛ أما وسائل الاعلام المستقلة "فلم تستفد من الناحية المادية )) ... ؛ أما تخمين المبالغ التي صرفت على الدعايات الانتخابية فيعتبرها العجيلي : "مهمة صعبة إذا لم تكن مستحيلة" مبررا ذلك بـ"عدم وجود شركات دعائية محددة أو طريقة ثابتة لصرف المرشحين لأموالهم التي خصصوها لجذب الناخب للتصويت، بل إن يعض صغار المرشحين باعوا بيوتهم لتوفير المال اللازم"... ؛ وحول رؤيته للمادة الاعلانية الانتخابية المقدمة في العراق واختلافاتها عن باقي دول العالم أشار العجيلي الى أن الحملات "تختلف من دولة الى أخرى وبحسب طبيعة الشعوب فلا يمكن ان تكون الدعايات في أوروبا شبيهة بالدعايات في العراق"، خصوصا وان الناخب العراقي "لم يركز على البرنامج الانتخابي بل على الشخصيات السياسية بحد ذاتها"، وبالتالي فإن "الشخصيات التي استعانت بخبراء أجانب لم توفق لإيصال برنامجها إلى الناخب العراقي، لانه بعيد عن فكره.
وأوضح أن "هناك شبهات فساد كبيرة وخطيرة في صرف الكتل والأحزاب المتنفّذة على حملاتها الدعائية للانتخابات"، مشيراً إلى صرف ملايين الدولارات مجهولة المصدر فضلاً عن استغلال موارد الدولة في الدعاية الانتخابية. وأضاف أن هذه الكتل والأحزاب "بدأت بحملات تعبيد الشوارع وغيرها من التصرفات غير القانونية، التي تدفع لمحاسبة تلك الجهات على الخروقات الانتخابية".(1)
وتختلف الأسعار وتكاليف الاعلان في القنوات الفضائية ، وتحتسب التسعيرة بالثواني، فسعر ثانية إعلانية واحدة على بعض القنوات تتراوح بين 10 و 50 دولارا، في حين ترتفع إلى نحو 125 دولارا في بعض القنوات العربية ... ؛ وتمثل هذه الأرقام المذكورة انفا ؛ أسعار شركة واحدة وربما تكون أقل أو أكثر من أسعار شركات أخرى تعمل في نفس المجال... ؛ وفي عملية حسابية بسيطة لنفترض أن مرشحا من قائمة ما أراد أن يبث إعلانا في قناة تفرض 50 دولارا للثانية الواحدة ومدة إعلانه هو 20 ثانية، فهذا يعني أن تكلفة بث هذا الإعلان لمرة واحدة فقط يساوي ألف دولار... ؛ وبالعادة تبث القوائم الانتخابية أو المرشحين أكثر من إعلان في اليوم، بالتالي يمكن ضرب الرقم في 5 أو 10 لتحديد التكلفة... ؛ وظهرت أرقام مخيفة لتكاليف بعض الحملات الانتخابية التي تجاوزت فيها قيمة الدعاية لإحدى الشخصيات المرشحة في انتخابات مجلس النواب العراقي السابقة الـ($5,000,000) خمسة ملايين دولار ... ؛ فيما تكشف مصادر مطلعة عن ارتفاع كبير في أسعار البث الدعائي الانتخابي حتى وصل إلى أكثر من (10,000 $) عشرة آلاف دولار أمريكي للبث الواحد... ؛ ولك أن تتخيّل أن إعلان شخصية مرشح في الانتخابات لا يتجاوز الدقيقة الواحدة قد تصل كلفة بثه لأول مرة (60,000 $).
وفي الإذاعات تحتسب قيمة الإعلان بالدقائق، حيث يبلغ سعر أقل دقيقة إعلانية في إذاعة محلية 40 دولارا، وترتفع في إذاعات أخرى لتصل إلى 75 دولارا للدقيقة الواحدة... ؛ وتتفاوت الأسعار بالانتقال إلى شاشات العرض الكبيرة من منطقة إلى أخرى، فمثلا سعر بث فيديو تتراوح مدته بين 10 إلى 12 ثانية لـ500 مرة في أوقات متفاوتة أو متتالية يبلغ في الجادرية عند تقاطع جامعة بغداد 2500 دولار، ويتصاعد تدريجيا حتى يصل إلى ثمانية آلاف في منطقة زيونة ... .
والحملات الدعائية في العراق لم تعد تكتفي بتعليق لافتة هنا أو تصوير مقطع فديو لمرشحي هذا الحزب أو ذاك ، بل إنها باتت تستخدم وسائل على شاكلة الولائم الجماعية وتعبيد الطرقات وتوزيع وجبات الطعام وحتى تخصيص قطع أراضي باسم الدولة لناخبي هذه المنطقة أو تلك كما ذكرنا انفا ... ؛وادعت بعض المصادر والقنوات الاعلامية ان تكلفة الحملات الانتخابية في احدى الانتخابات السابقة ولثلاثة زعماء فقط ؛ مليار دولار ...!! .
ويرى البعض : من الصعب في بلد مثل العراق تغلغل فيه الفساد وامتد إلى جميع مظاهر الحياة ومفاصل الدولة أنّ تكون العملية الانتخابية من الترشّح إلى الدعاية إلى الاقتراع، بمعزل عن تلك الظاهرة التي غدت لصيقة بالعملية السياسية الجارية في البلد منذ سنوات طويلة ؛ لذا قد يكون الإنفاق على الحملات الانتخابية وجه آخر للفساد في العراق .
.......................................................................
- 1-تكاليف الحملات الانتخابية تنعش الإعلام العراقي / ميادة داوود .