كان هناك شاب وسيم يعمل في بيع المراوح، وكان يتنقل بين البيوت، ويريهم المراوح التي عنده.

وفي يوم من الأيام ذهب إلى بيت امرأة تعيش وحدها، فلما رأته شاباً وسيماً اشترت منه مروحة، ثم أخذت واحدة أخرى، ثم قالت له: تعال ادخل إلى الداخل لكي أختار بنفسي.

فدخل، وأقفلت الباب، وقالت له: أخيرِّك بين أمرين، إما أن تفعل بي الفاحشة، أو أصرخ حتى يسمعني الجيران وأقول لهم إنك أتيت لتفعل بي الفاحشة.

فاحتار الشاب في أمره، وحاول أن يذكرها بالله وبعذاب الآخرة، ولكن بلا فائدة، فدله الله إلى طريقة، فقال لها : أنا موافق، ولكن دليني على الحمام لكي أتنظف وأغسل جسمي، ففرحت، ودلته على الحمام، فدخل وأقفل على نفسه الباب، وذهب إلى مكان الغائط ووضع منه على وجهه وجسمه، وقال لها : هل أنت جاهزة؟ وكانت قد تزينت وتجهزت، فقالت له : نعم، فلما خرج لها ورأته بهذه الحالة صرخت وقالت : اخرج من هنا بسرعة، فخرج وذهب على الفور إلى بيته، وتنظف وسكب زجاجة من المسك على نفسه.

وكان إذا مر في السوق تنتشر رائحة المسك فيه، ويقول الناس : هذا المكان مر منه فلان، وظلت رائحة المسك فيه حتى توفي، فقد أكرمه الله تعالى لأنه امتنع عن الفاحشة.
ـــــــــــــــ