أن عقود الاجرام والاقصاء والتهميش والحرمان الثمانية العجاف -1920 الى 2003- التي طالت المناطق الجنوبية والجنوبيين ؛ قد تركت أسوء الاثار والتداعيات وعلى مختلف الاصعدة والمجالات , بالإضافة الى الإهمال اللاحق بسبب الامريكان والانكليز والفاسدين والفاشلين , والذي زاد من معاناة الجنوبيين الاصلاء وفاقم مشاكلهم وهمومهم ؛ نعم والحق يقال : قد حدثت تغييرات كبيرة على المستوى المعيشي وغيره الا ان هذه التحولات الايجابية ليست بالمستوى المطلوب فهي دون الطموح .

ولا يفهم من كلامي هذا الدعوة الطائفية او المناطقية الضيقة ؛ لان العراق يعني الوسط والجنوب , والامة العراقية تساوق الاغلبية الاصيلة وفقا للمنظور التاريخي  والهوياتي المعروف والمتفق عليه قديما , اي ان الهوية العراقية العريقة  تنطلق منهم وتعود اليهم ؛ مع حفظ مقامات واصالة  باقي مكونات الامة العراقية طبعا , اذ ان المقصود من كلامي ان الثقل السكاني والحراك الثقافي والاجتماعي محصور في تلك المناطق العراقية , وهي المقصودة بالدرجة الاولى من كل مخططات الاعداء ومؤامرات الاجانب والدخلاء والعملاء ؛ وعليه تعد قضية الجنوب ؛ قضية وطنية وليست مسألة مناطقية أو فئوية او طائفية ، فأن اردنا استقرار العراق فلابد من العمل على نشر الامن والامان والازدهار والاستقرار في الجنوب اولا , وبناء الدولة القوية والمستقرة يجب ان ينطلق من ارض الجنوب ارض الخيرات والثروات والموارد البشرية والاصالة والتاريخ والاثار ... .

فأهل الجنوب حقهم الطبيعي ان يعيشوا كجيرانهم الخليجيين ويتمتعوا بثروات ارضهم وخيرات مناطقهم , ويحكموا محافظاتهم وعاصمتهم , فأهل الثروات الوطنية  والنخوة والغيرة العراقية الاصيلة أولى بحكم العراق من غيرهم , وهم  القادرون على بناء الدولة وحماية الحكومة والدفاع عن العراق , ولعل في التجارب التاريخية ادلة  حق وشواهد صدق على ما ذهبنا اليه . 

ومن الحيف والغبن , ان يطلب الجنوبي الخير من الغير ,  والخير يبدأ منه ويعود اليه , اذ لا زال المواطن الجنوبي يحلم بالبنى التحتية الرصينة كالجسور والمطارات والمستشفيات والجامعات والمجمعات السكنية الحديثة والمكتبات والملاعب الرياضية والمصانع والمعامل والمزارع والمحميات الطبيعية  ... الخ ؛ الكبيرة والعملاقة , والتي تليق بقامة الجنوبي الاصيل , لاسيما وان ارض الجنوب متهيئة لاستقبال المشاريع الزراعية والحيوانية والصناعية والتجارية والسياحية . 

فهل من العدل والانصاف  ان يحلم الجنوبي بإرواء اراضيه  وماء الفراتين بقربه , وان يعاني من البطالة والعوز والفاقة وتحت اقدامه النفط , وان يعيش وسط الظلام وانقطاع الكهرباء وهو المالك لكل مصادر الطاقة , و يطالب باكساء شوارعه ومدنه وقراه بالإسفلت وهو صاحب القير, ويستورد الاسماك والاجبان والحليب وهو ابن الاهوار , ويطمح لتطوير القطاع التربوي والتعليمي وهو من علم البشرية القراءة والكتابة ...؟! . 

ومن الواضح ان من اهم  اسباب دمار الجنوب وخراب الوسط ؛ سيطرة الغرباء والدخلاء والاجانب او عملاءهم ومرتزقتهم من ابناء تلك المناطق ؛ على هذه المحافظات وطوال عقود طويلة من الزمن , والى هذه اللحظة تتحكم القوى الغريبة وذات الجذور غير الجنوبية بمقدرات الوسط والجنوب عن طريق اتباعهم واذنابهم الفاسدين والفاشلين بحجة الحزبية وتحت ذرائع الشعارات والدعوات الدينية ؛ وعليه ينبغي توعية جماهير الوسط والجنوب بضرورة انتخاب ابناءهم واخوتهم ورجالهم من الشخصيات الجنوبية الاصيلة والوطنية الغيورة  , والذين لم تتلوث  اياديهم بدماء العراقيين والجنوبيين  ولا بسرقة ثرواتهم و استنزاف موارد الدولة , ومن الذين لم  يتآمروا يوماً لضرب استقرار العراق والجنوب  ونهب خيراته وتدميره  ... ؛ ولم يفضلوا مصالح الدول الاجنبية على مصالح الوطن والجنوب الكريم  , ولم يحرضوا الشباب  الجنوبيين على الفتن المحلية والحروب والصراعات الاهلية , ولم يغرروا بأولادنا وشبابنا لزجهم في معارك النيابة والوكالة والتضحية بهم من اجل الاجندات الخارجية  او تنفيذا للأوامر الاستعمارية والاستكبارية والمعادية .  

عزيزي القارئ العراقي الاصيل والجنوبي الكريم  ؛ ان واجبك الوطني والاخلاقي والتاريخي يحتم عليك مقاطعة  الجهات والاحزاب والتكتلات  والشخصيات السياسية ذات الاجندات الخطيرة والارتباطات السياسية المشبوهة  والتوجهات المنكوسة , والتي ترتبط بالجهات الدولية والدوائر المخابراتية الخارجية , وتتبنى الولاءات الاجنبية وتفضلها على المصالح الوطنية والجنوبية ؛ والمعروفة بالفساد والفشل والتبعية والطائفية والمتهمة بالإرهاب والاجرام والتآمر ... ؛ وقد قيل قديما : ما حك جلدك مثل ظفرك , واهل مكة ادرى بشعابها , فانتم اولى الناس بحكم الجنوب والعراق ... ؛ لأنكم تعشقون الوطن وتضحون من اجله ,  والغيرة والحمية  العراقية تجري في عروقكم , والشيم والقيم  والكرم والروح الرافدينية تنتقل اليكم بالجينات الوراثية . 

ان المطلوب منكم اخوتي الجنوبيين ؛ الخروج من صمتكم وترددكم والتخلص من احباطكم الذي سببته الحكومات  الطائفية الهجينة السابقة  , والاحزاب والكتل والشخصيات  الفاسدة والمنكوسة  اللاحقة ، والتوجه إلى صناديق الاقتراع لإحداث التغيير، فكما ان السياسي والمسؤول له يد في ازماتنا ومشاكلنا ؛ كذلك الناخب الفاسد والجاهل والمقاطع ؛ فكلاهما سبب الازمة  ايضا ؛ الاول بسبب فساده وبيعه لصوته الانتخابي  وجهله  , والثاني بسبب تقاعسه وكسله ومقاطعته وعدم مشاركته  . 

فأن كنت معارضا حقيقيا ؛ مارس دورك الوطني من خلال المشاركة الايجابية والمساهمة في صنع القرار السياسي والخدمي ؛ فقد حان الوقت لاستبعاد الفاسدين واصحاب الولاءات الخارجية ؛ واختيار ابناء الجنوب الاصلاء ؛ لان انتخاب غيرهم ؛ يعني استمرار المعاناة وتوالي الازمات والانحدار وتمدد الفساد والجريمة  ... الخ ؛ فلا خيار لكم سوى انتخاب المرشح الجنوبي الاصيل والشريف والمعروف بخصاله الحميدة وكفاءته واخلاصه , والذي يسعى لإنقاذ الوطن وبناء دولة القانون والمؤسسات والمواطنة والرعاية الاجتماعية، والقضاء العادل والنزاهة والتنمية  ... .

  فالمطلوب  منا الان وقفة جادة  للعودة إلى الانتماء الوطني العراقي فحسب وخدمة محافظاتنا واهاليها  ، ورفض الإرتهان إلى الخارج بكافة صوره واشكاله ، او التلاعب بمقدرات الجنوب وثرواته لصالح الغرباء والدخلاء والاجانب , والتزام القوانين واحترام الحرية والعدالة والانضباط الوظيفي ... , و ان لا نكون العوبة بيد الاخرين   ؛ وانما يتم ذلك من خلال انتخاب الجنوبي العراقي الاصيل .