أننا نعيش في بلد مخطوف من قبل الامريكان والانكليز والقوى الدولية والاقليمية , وشعب يتوق إلى الحرية الكاملة والديمقراطية الحقيقية والسيادة الوطنية التامة ، ويسعى للتخلص من منظومة فاسدة ومرتهنة إلى الخارج ، استباحت العراق وأوصلته إلى الانهيار والفشل الذريع ، وتصرفت بأموالنا و خيراتنا وثرواتنا بالباطل والتبذير والنهب والسلب والاستنزاف ... ؛ ومنذ 20 عام تقريبا ؛ وهم يشكلون حكومات ضعيفة وفاشلة وتتصرف بمقدرات البلاد كيفما تشاء ؛ من دون حسيب ولا رقيب ولا محاسبة ولا متابعة ، لذا يصح تسميتها بحكومات تبادل المنافع الحزبية والمحاصصة الطائفية والقومية و وكلاء المصالح الدولية ؛ على حساب حقوق و احقية ونسبة ابناء الاغلبية الاصيلة و الامة العراقية ... , ولكن هذا لا يعني ان كل الحكومات بعد سقوط النظام الهجين على حد سواء , وكذلك لا يعني ان كل من شارك فيها يشمله التقييم السلبي , بل اقصد من ذلك ان كل تلك الحكومات لم تخلو من شبهات الفساد او الشخصيات الفاشلة والمسؤولين الفاسدين والمرتبطين بالاجندات الخارجية .
فقد وصلت بلاد الرافدين إلى هذا الدرك من الانهيار الاقتصادي والصحي والتربوي والتعليمي بفعل فاعل , وضمن اجندات ومخططات خبيثة دبرت بليل , واكمل هذا الخراب واستثمر هذا الدمار ؛ العملاء الانفصاليون ودعاة التقسيم والطائفية والارهاب , وزادوا الطين بلة , وعلى الرغم من اختلافهم واختلافاتهم ؛ كان ولا زال هدفهم واحد الا وهو القضاء على اخر مظاهر الاشتراكية والحكومة المركزية والدولة القوية ؛ وايقاف الدعم الحكومي للمواطنين في كافة المجالات ... , وتبني الرأسمالية بصورتها القاسية والسلبية وليس كما هي في الدول الغربية . ولو كان الامر كله بيدهم لباعوا علينا الهواء ... , وتحويل العراق الى اقطاعيات و (كانتونات ) عائلية وحزبية وفئوية وطائفية وقومية ؛ وكل اقطاعية يرأسها زعيم هو من يختار النواب والمحافظين والمسؤولين والوزراء ... ؛ وهم لا يريدون بناء دولة المواطنة والعدالة والمساواة والديمقراطية الحقيقية و الحكومة المركزية المقتدرة ذات السيادة والاستقلال ... ؛ لذلك ساعد هؤلاء العصابات والمافيات , وعملوا على انتشار المخدرات والجريمة المنظمة والجرائم الجنائية والموبقات والظواهر السلبية في المجتمع , و جراء ذلك هرب العلماء والمختصون والمثقفون والاغنياء , والاطباء والكوادر الطبية من البلد حتى بات بلدنا مكشوف صحيا , واضحى المواطن العراقي يسافر للعلاج في الدول المجاورة عندما يصاب بأبسط الامراض والعاهات احيانا , وانهار السلم الاهلي والامن المجتمعي وذلك بسبب انتشار النعرات القومية والطائفية والعشائرية , والتجييش السياسي والحزبي والاعلامي بين الاطراف المتقاطعة ... ؛ ولم يحركوا ساكنا امام كل هذه التحديات والمخاطر التي واجهت العراق والامة العراقية ؛ بل فرحوا واستبشروا بذلك لان وجوهم رهين بقاء الخراب والدمار .
ولكن هذا لا يعني سكوت الشرفاء والغيارى من ابناء الاغلبية والامة العراقية تجاه هذه التحديات والازمات والمؤامرات , بل عمل الساسة الوطنيون والمسؤولون المحترمون العراقيون , على افشال تلك المخططات واحباط هذه المؤامرات , والعمل على انقاذ العراق والعراقيين من كل هذه الازمات والصعاب والمشاكل والنكبات , و استعادة حقوقنا الوطنية واموالنا المسروقة والمنهوبة , والتخلص من الوصايات الاجنبية وقطع دابر التدخلات الدولية في الشؤون الداخلية العراقية ... , والنهوض بالبنية التحتية وتطوير مجالات الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة , وتوفير فرص العمل للشباب والعاطلين عن العمل , وحل مشكلة السكن , وغيرها من الملفات الحساسة التي يعمل عليها احرار وشرفاء الاغلبية والامة العراقية .