يعد يوم الأول من رجب, مناسبة لاستذكار شهداء العراق, الذين ضحوا من اجله, وبذلوا دمائهم في سبيل الدفاع عنه, ويوم الشهيد العراقي أقرته الجمعية الوطنية السابقة, ليقترن مع ذكرى الحادث الأليم, الذي أدى الى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم, عام 2003 .

    وطوال ثلاثة عشر عاما, دأب الكثير من العراقيين, على الاحتفال بهذه المناسبة, واستذكار شهدائهم وبطولاتهم, وكتابة تاريخهم, وفاءا للدماء الطاهرة, التي دافعت عن حرية هذا الوطن وكرامة شعبه, ولأن الأمة التي لا تحتفي بشهدائها وتخلدهم, هي أمة ميتة, ولكن وللأسف رأينا إن البعض, يتعامل بنفس حزبي مع هذه المناسبة, وكأنها لا تعنيه, وذلك لأنها جعلت من شهادة السيد محمد باقر الحكيم, ذكرى لهذا اليوم, الذي أقرح عيون العراقيين, والشرفاء في العالم .

   ويبدو أن جهاد شهيد المحراب, لمدة نصف قرن, وتضحياته التي قدمها من اجل الشعب العراقي, من سجن وتعذيب وغربة, وإعدامات طالت حوالي السبعين من عائلته الكريمة, جلهم علماء ومفكرين, كلها لا تكفي للاحتفاء بيوم شهادته, فتغيب الإعلام الرسمي عن هذه المناسبة, ووضع رأسه في الرمال, خشية من رؤيتها, وحرص البعض على تغيبها من ذاكرة العراقيين, محاولا حجب الشمس بغربال, ومتنكرا لدماء طاهرة, سالت على هذه الأرض, لم يكن همها منصب أو جاه, أو مصالح دنيوية .

   بل إن البعض, وصل به الأمر, الى التشويه على هذه المناسبة ومحاولة تسقطيها, والانتقاص من الذين يستذكرون شهداء العراق, ببث دعايات السخرية والاستهزاء, بأن الذين يحضرون لهذه المناسبة, يحصلون على أموال ووجبة سمك, ثمنا لإحيائهم هذه المناسبة, لا لشيء إلا لأنه يختلف سياسيا مع المحتفلين, وكأن شهداء العراق, لا يستحقون أن نستذكرهم, ونباهي العالم برجال أحرار, بذلوا دمائهم من اجل أن تعيش هذه الأمة .

  إن محاولة تغيب هذه الذكرى, هو استهانة بهذه الدماء الطاهرة, وتشويه لتاريخ ناصع, صنع بهذه الدماء, ووقوف في صف البعث وإجرامه, الذي استباح دماء العراقيين وشوه تاريخهم, وهو نكران لدماء لازالت تسيل على سواتر الجهاد, تدافع عن هذا الوطن, ملبية نداء الجهاد الكفائي, الذي أطلقته مرجعية النجف المباركة .