مزاجك أغلى ما تملك ، حافِظ عليه مرتفعًا لتعمل ، لتتقدّم ، لتُنجِز

بالمزاج الهانئ تستطيع أن تُنجِز أكثر مما لو كنت في مزاج سيء

فالمزاج السيء يحيطك بهالة سوداء سلبية تغمرك بالإحباط والكسل

تدفعك للتسويف وتأجيل المهام حتى تتراكم عليك فلا تدري بأيها تبدأ !

بينما المزاج السعيد يدفعك للعمل ، للنشاط، للتفاؤل الذي يشعل في روحك جذوة الحماس، لترى في حصيلة يومك نتاج أعمالك وإنجازاتك التي تزيدك إصرارًا وتفاؤلًا في مُقبِل الأيام .

قد يتساءل البعض: حين تنتابني حالة إحباط وتشاؤم ويضرب المزاج السيء بسياطه على ذاتي ويقيّد إرادتي، ما الذي أفعله حياله؟

كيف أتخلص منه؟

فأجيب عليه وأنصحه باتباع الخطوات التالية فهي ليست أسسًا علمية بل خبرات شخصية وتجارب واقعية ملموسة وهي خير علاج للمزاج السيء :


- تعرّف إلى ذاتك أولًا: اعرف ما تحب وما تكره، اعرف ما يسعدك وما يحزنك، اقترب من محبوباتك والأشياء التي تبعث السعادة إلى قلبك وابتعد عن كل ما يجلب الإحباط والتعاسة لنفسك وحياتك .


- جلساؤك يشكِّلون فاعلية مزاجك، فمن حيث لا تشعر: ينقلون إليك طاقة أرواحهم، فعاشِر السعداء لتسعَد، وتجنّب المتشائمين لتنجو من الكآبة والنكد، فاستماعك الدائم للمحبطين والمتشائمين ومجالستك لهم يُحمِّل قلبك ما لا يطيق من الحُزن والكدر، فتخفت نور البهجة في روحك جرّاء ركامات الشكوى والتململ المستمر، بينما السعداء يفيضون على روحك من منهل السعادة، تقتبس روحك شعلة من ضيائهم، يؤنسون قلبك، ويُشرقون على نفسك بشمس السعادة الوهاجة .

فاختَر من تجالسهم بعناية فائقة إذا أردت سلامة نفسك وسعادة مزاجك .


- التأمل، الهدوء، الاسترخاء:

وصفة ثلاثية للهناء وراحة البال، فلا تجعل الحياة وضغوطها ومشاغلها المستمرة اللامنتهية تسرقك من نفسك وراحة بالك، اسرق لنفسك لحظة للحياة من بين ضجيج الحياة!

اقتطع وقتًا ولو قصيرًا من يومك للتأمل بعيدًا عن كل شيء، بعيدًا عن الضجيج، وتنبيهات وإشعارات الهاتف الجوال، بعيدًا عن نشرات الأخبار والحروب والرصاص والدماء، بعيدًا عن ضغط العمل، استرخِ وخُذ نفسًا عميقًا بطيئًا بهدوء تام وازفُر معه كل تعب .


- السجود والناس رقود:

حين يغمر السواد كل شيء، ويملأ الظلام أركان الأرض، وتأوي الطيور إلى أوكارها، وتركن النفوس إلى وسائدها، وتغمض العيون أجفانها، ويسكن كل شيء، ويغمر الهدوء هذا الكون، ولا تسمع سوى حفيف الشجر في وقت السحر، هذا وقت قلبك وروحك، وقت ثمين لشحن روحك التي استهلكت طاقتها في يومٍ ثقيل طويل، يمِّم وجهك لرب السماء، وارفع له كف الدعاء، وكافئ نفسك بالانطراح بين يدي الله لتعيش في ذلك الوقت المميز عيشة السعداء .


- كافِئ نفسك على أبسط الأشياء:

عامِل مزاجك معاملة الطفل الـمُدلّل، كافئه حينما ينجز مهما كان الإنجاز بسيطًا وضئيلًا، كافئه بأصغر الأشياء التي تجلب الفرحة له، كافئه بكوب قهوة لذيذة تصنعها بإتقان وحُب، بقطعة شوكولا فاخرة، بوقتٍ للراحة تمارس فيه هوايتك التي تحب، بمشاهدتك لبرنامج أو مقطع نافع ممتع، اجعل المكافأة ثواب له على إنجازه ليتحفّز مزاجك للإنجاز في المرات القادمة ويعلم أن شيئًا جميلًا ينتظره بعد العمل والصبر .


- توقع الخير دائمًا واستجلبه بالحديث عنه:

لتحفز مزاجك وتجعله جيدًا هانئًا ابتعد عن التشاؤم واطرده بحسن الظن بالله وبالتفاؤل وتوقع الخير دائمًا، ديننا دين التفاؤل ونبينا و رسولنا محمد قدوة لنا في التفاؤل، كان يحب الفأل الحسَن ، وتذكّر أن البلاء موكّل بالمنطق، فلا تنطق إلا خيرًا ليأتيك الخير في حياتك راغمًا .


- ثمة وصفة أثرها ملموس ومحسوس ومجرّب لجلب السرور للنفس، ألا وهي "الإحسان" أحسِن واعمل خيرًا خفيًا لأحدهم، أعرف شخصًا عندما يحزن يسعى لزرع السعادة في قلب غيره بما يستطيع فتأتي السعادة لنفسه. يقول أنه كلما حزن أو تألم

سعى لرسم الابتسامة على وجه غيره، وبذل ما يقدر عليه لإدخال السعادة على قلب أحدهم -أيًا كان- فيجد أثر ذلك في نفسه مضاعفًا، فأسعِد أحدهم لتأتيك السعادة فما تزرعه في هذه الحياة من خير تجنيه خيرات في حياتك .


- ابتسم ، تفاءَل ، وأقنِع نفسك بأنك سعيد فالحياة افتراضات تتحوّل مع العادة والتكرار لحقائق وواقع ، فافترض أجمل الأشياء لتحيا الحياة بجمال وأمل وسعادة ، فبيدك الخيار وأنتَ من تختار كيف تكون حالة مزاجك .



بقلم: شروق القويعي .

Twitter: @shrooqAlquwaie