كنت أمضي قُدماً لأردع هذا الثبات الماثِل أمامك ولكنني أعود ،

أعود لأقع أمام عينيك تحديداً ..

وأنا التي كنت أظنُ بأني نزعتُك من قلبي كهزيمةٍ كثيفة مازلتُ  أشعرُ بك الآن !

وكأنك تُسرّع نبضات قلبي ..

مشكلتي معك كبيرة وضخمة ،

وأشعر أحياناً بأن اسرائيل تقفُ   بيننا ..

كلما تقدّمتُ  إليك بخطوة أبتعدت أميالاً ، وعندما أُقرر العودة إلى ذاتي ، تباغتني لتسرقني مرةً أُخرى ..

كُنت دائماً كالوطن ، يسمح لنا بأن نُحبه ونعلن انتمائنا إليه ، ثمّ يقايضنا على عيشنا فيه ..

كنت دائماً كالذنب ، كلما أستغفرتك وأغتسلت منك أعودُ لأرتكبك مرةً أخرى ..

كنت دائماً كالحرب ، تجيءُ إلى فراغ قلبي لتستحيلهُ فوضى عارمة وذكرى مأساوية والكثير الكثير من الخسارات !

كنت أخسر دائماً ،

أخسرُ رسائلي التي ترميها أمّي ظنّاً منها بأنها ليست مهمة ..

أخسرُ دوري في طابور انتظار المطعم !

وأخسرُ أحياناً فردة حذائي لأرمي بالأخرى ..

لم أعلم بأن هذه الخسارات طفيفة جداً إلى أن خسرتُك / أنت ..

خسرتُك بعد أن علمتني الحُب ، علمتني الكتابة ، علمتني الكلام بعد سنواتٍ من صمتي الحاد ثم تركتني في هذا الزحام ، وحيدة ، هزيلة ، وقلبي مخروق ، وأُشبهُ إلى حدٍ ما الأغاني والقصائد التي لايسمعها أحد .

كنت أوّد أن تعيرني أنتباهك ، أن يمتلئ قلبك باليقين بي ..

أن تثق بشعوري ، أن أُمسك بيدك مدى الحياة .

ولكن عزائي الوحيد أن هذا الخراب وهذهِ الخسارة سيتكفل بمرورها الوقت ، سيتكفل بمرورها : الله .