فلسطينُ يا غصنَ زيتونٍ
كُسِرَ حينَ كانتْ الأرواحُ بعيدةً عن السطورِ
وإنْ كنتِ على بياضِ الظهورِ
توارى سلامُكِ
خلفَ حقيقةٍ كبلتْها القيودُ
وأمنيةٍ صدّقتْ العهودَ
وإنه خلفَ قصةِ الليلِ
سلامٌ يُغطَّى في جرارِ الوعودِ
آهٍ يا أرضَ فلسطينَ تنفستِ النارَ
ولم تكنْ بردا وسلاما
فاحترقتْ أغصانُ زيتونِكِ
حينَ رمتْكِ شريعةُ الجبروتِ
قالوا بأن دمَكِ ليس عَرَبِيَّا
إنما عِبْريَّا
ينبضُ كيهود
خبريهم بأنكِ مرسى لفتوحِ الفاروقِ
وعادياتِ صلاحِ الدينِ
وكمْ قدحتْ يمناكِ شررَ الموتِ!
وأغارتْ حين صلاةٍ
وأُفرغتْ الصبرَ على القلوبِ
وغَدَتْ كطالوتَ
وإن تباهى عدوها جالوتُ
خبريهم أنَّ دماءَ الحرِّ كماءِ الكرامةِ
خبريهم بأن بابَكِ عتباتُ نصرٍ
وإنْ لم تُغنَ عنده فرحةُ الظفرِ
ولم يحلقْ سلامُكِ كتحليقِ طيرٍ
وإنْ ظلّ يتجرعُ للصبرِ مرارةً
وإنْ كان طعمُهُ كدماءٍ جريئةٍ
تفترشُ أزقةَ الطهرِ البريئةِ
هو كأشجارِ البرتقالِ
حين قُطِّعَتْ أشلاءً فصارتْ
مُرَّةً في ظلمةِ الليلِ حزينةً
آه يا فلسطينُ
رموكِ بحجارةِ النارِ والسكينِ
كاليتيمةِ ترضعينَ وحدكِ الويلَ
ويأكلُ شبابُكِ العزمَ
فأين خيبرُ؟!
إن أحرارَكِ ما تركوكِ
اشتروا أرضكِ بمقلاعٍ وحجارةٍ
فكمْ شهيدٍ حملتْه البشاراتُ!
وركعتْ فوق جباهِهِ القُبلاتُ
وقَصَّرَتْ به الدروبَ إلى الجناتِ