القاعدة الأعظم من قواعد التعلم:
التركيز يمنح الأعاجيب!
لو أردت أن تتعلم اللغة الهيروغليفية البائدة أو أن تحفظ الأشعار الصينية العامية المحلية في بكين وليست الصينية الفصيحة فحسب وتحذقها فوق حذق الإخوة بيونج يانج وميتسوبيشي ونيسان ..
فكل ما في الأمر اسأل الله أن يعينك على تقنية التركيز على مرادك والشغف بإدامة النظر فيه والزهد بتوزيع النظرات بين مرادك الأعظم وبين أشياء أخرى تحتل مكانة تبعية بالنسبة إليه، كل علم أيا كان يريد منك أن تمنحه قدرا من التركيز وتصويب النظر وأن تعطيه ساعات يومية لا تلتفت فيها إلى سواه وعسى بعد ذا أن تدركه، تخيل معي أنك في الشارع تمشي على قدميك وأن بينك وبين هدفٍ تريد الوصول إليه ١٠٠٠ متر؛ فالتركيز باختصار شديد هو المشي باتجاه الهدف المراد كل يوم بضع خطوات بطريق مستقيم، أما غير التركيز فهو المشي عشرين مترا للإمام باتجاه الهدف ثم الانحراف باتجاه اليمين عشرة أمتار ثم الرجوع إلى الوراء خمسة ثم التقدم سبعة وهكذا ..
فالتجارب تحدث أنه ما يكاد المشتت يظفر ببغيته قط، فآمنتُ بالتركيز وكفرت بالفوضى وإن تسمَّت بمسميات زاهية كتوسيع الأفق وتعميق النظر وتفتيق الذهن!
وأجمل الفوضى ما كانت في إطارٍ من التنظيم، أما غير ذلك فهو مجرد عجز زينه الشيطان لأهله فألبسوه جبَّة الحكمة!
سليمان العبودي