من المشكلات العويصة في مجتمعنا العراقي ؛ ادمان الكذب والادعاء , واحتراف الرياء والتمثيل والدجل والتدليس من قبل البعض ؛ الذي يقول ما لا يفعل , ويدعي أمورا اكبر من حجمه , وصرنا لا نستغرب عندما تتكلم العاهرة عن الشرف , او عندما يظهر اللص بمظهر الشخص النزيه , او عندما يتحدث المجرم عن الرأفة والرحمة , او الخائن العميل عندما يتكلم عن السيادة والوطنية ... الخ .
وتعدت هذه الظاهرة السلبية حياة الاشخاص , و وصلت الى عمل المؤسسات ؛ فقد تكون هيئة النزاهة في هذا البلد او ذاك ليست نزيهة , و وزارة حقوق الانسان لا علاقة لها بموضوع حقوق الانسان , وكذلك بعض العناوين الدينية قد لا تنبطق على المعنون , فما علاقة لقب السماحة بالذباح , وعنوان العالم بالجاهل المتعصب ...؟!
فقد لا يعكس الاسم معنى المسمى , ولا العنوان حقيقة المعنون , فالمفروض شيء والواقع شيء اخر مختلف تماما ؛ والا ما علاقة الوقف السني الحالي بأهل السنة من العراقيين الاصلاء ؟
سنة العراق الاصلاء هم احفاد اصحاب الامام علي والامام العراقي النبطي الكوفي ( ابو حنيفة ) النعمان والحسن البصري والامام سفيان الثوري الكوفي والامام احمد الرفاعي العراقي الجنوبي وغيرهم من رجال بلاد الرافدين القدامى , من الذين قارعوا الظلم والظالمين , وجانبوا القتلة المجرمين , وهم بقايا القبائل العربية العراقية الاصيلة ؛ فالوقف السني في العراق ينبغي ان يمثل احفاد هؤلاء العراقيين , والذين يعتبرون انفسهم امتدادا تاريخيا للحركات والشخصيات الدينية العراقية الاصيلة ؛ اما الاسلام الاموي او الحركات الدينية الوهابية والارهابية والناصبية فلا علاقة للعراق والعراقيين الاصلاء بها , لا من بعيد ولا من قريب ؛ اذ نشئت تلك الحركات والدعوات في بلاد اخرى , ونبذها اسلافنا وحاربها اجدادنا ؛ ولكن الحقيقة التاريخية والهوية الوطنية الاصيلة شيء والواقع السياسي شيء اخر مغاير لما هو مفروض ؛ اذ استولت الفئة الهجينة على مقاليد السلطة في العراق عام 1921 وعاثت فسادا وتخريبا في الأرض العراقية , وتغلغلت بين اوساط اهل السنة من العراقيين الاصلاء وادعت التسنن والعروبة زورا وكذبا , ومارست العنصرية والطائفية بأقذر صورها , وبعد سقوط صنم الطائفية والفئة الهجينة عام 2003 , دعت الفئة الهجينة اشقائها الغرباء الاجانب من كل حدب وصوب للفتك بالعراقيين الاصلاء وتدنيس تراب الوطن بأقدامهم الهمجية , وشيئاً فشيئا انزوت الطائفة السنية الكريمة عن مواقع القيادة والريادة , واخذت الفئة الهجينة تحل محلها , وتشابه الامر على الناس , واختلط الحابل بالنابل , اذ تسلسلت الى كافة مواقع القيادة والزعامة الدينية والسياسية ؛ مما عكس صورة مغايرة لحقيقة الوضع في العراق ؛ فهؤلاء الاوباش لا يمثلون ابناء الطائفة السنية العراقية الكريمة ؛ انما يمثلون بقايا العثمنة وشذاذ الافاق من الغرباء والدخلاء ورعايا الاستعمار الانكليزي وايتام النظام البعثي الصدامي ومجرمي الحقبة الدموية المظلمة .
وقد كشفت بعض دوائر واجهزة الحكومة ملفات فساد ضخمة وارهاب تتعلق بالوقف السني وموظفيه , فمن شراء فنادق الدعارة في اربيل مرورا بقضية سعد كمبش ,وصولا الى فضيحة المجرم حكمت العاني والذي مارس اللواط مع الاطفال في مساجد الفلوجة وبدورات حفظ القران الكريم , وانتهاءا بتصريح الشيخ مهدي الصميدعي بخصوص الاحداث الاخيرة – احداث جامع ام الطبول - ؛ اذ قال في مقطع مصور ومنشور على مواقع التواصل الاجتماعي : (( ... يجب على الاخ رئيس الوزراء ان يتخذ قرارا لحماية الشعب العراقي ... ؛ وان يقيل رئيس الوقف السني فورا واذا لم يقيله من منصبه , فوالله ان الشعارات مكتوبة حتى على ورق المحارم : لن ننسى دم صدام ... ؛ لذلك اطلب من الحكومة ان تتخذ قرارا جريئا وترسل رسالة اطمئنان للشعب العراقي , لان مرض السرطان يستفحل واستفحل ولا اريد ان اقول اكثر من هذا , اني رسالتي للشعب العراقي والذي اوقفني بهذا المكان , لن افرق بين العراقيين , انا سني والحمد لله ولكن اعتقد ان للشيعي علي حق اسلامي , مو حق وطن حق اسلامي , فمن قال : لا اله الا الله محمد رسول الله ؛ عصم ماله ودمه وعرضه ونفسه وحسابه على الله ؛ هذه هي العقيدة التي ندين بها لله سبحانه وتعالى , انصحكم يا حكومة ... ؛ ان هؤلاء شعاراتهم – ويقصد بها شعارات تمجيد المجرم صدام – فوق رؤوسهم في مكاتب ودوائر الوقف السني , والجماعة مراح يتركوكم واسالوا اهل الناصرية ... ؛ اسمعتم لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ... )) .
بهذا التصريح قد كشف الشيخ مهدي الصميدعي المستور , واظهر حقيقة الامور , و وضع النقاط على الحروف , فهذا التصريح لوحده يكفي لمحاكمة موظفي الوقف الصدامي وليس السني على جرائم الفساد والارهاب والطائفية والترويج للبعث المجرم والتحقيق معهم بخصوص ملابسات الاحداث الاخيرة , واخشى ان يسدل غمان وثولان ومرتزقة الاغلبية الستار على هذه الجرائم والحقائق الخطيرة كما فعلوها سابقا مع قضية سعد كمبش .
وارجو من رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني الاسراع بمتابعة المتهمين بهذه الجرائم , وتطهير الوقف من الصداميين والارهابيين واعادته الى ابناء السنة العراقيين الاصلاء , وتسليمه لهم ؛ واعفاء رئيس الوقف السني الحالي وحاشيته من كافة الوظائف الحكومية ؛ ولماذا لا ترشح الحكومة العراقية شخصيات سنية معتدلة لمنصب رئاسة الوقف السني كالشيخ مهدي الصميدعي او الشيخ خالد الملا ...؟!