و ماذا عن الفشل يا صديقي؟
ماذا عنه؟ لا بأس ببعض منه، يجعل قدميك تلتصق بالأرض و لا يدع مجالا لرأسك المنتفخ بالهراء بأ خذها إلى أعالي لا توجد إلا في مخيلتك.
الفشل أمر محمود. لا يا صديقي!.......الفشل أمر واجب عليك أن تطرق أبوابه، أو يطرق أبوابك، بضع مرات في حياتك. النجاح يا صديقي ليس إلا فشل يتبعه فشل يتبعه فشل يتبعه فشل يتبعه فشل يتبعه فشل و يتبعه فشل فيتبعه نجاح.....المحاولات الأولى الناحجة أمر ممل جدا....
ليس عيبا أن تفشل، و ليس عيبا ان تحاول من جديد، إنما العيب ألا تعيد المحاولة بعد ان تفشل، و كل العيب و أشنعه في أن تحمل غيرك مسؤلية فشلك.
نعلق فشلنا في أشغالنا على كره الآخرين لنا، و في علاقاتنا على بضع نجوم في السماء لم تصطف سوية لتحقق تناغما نتوهمه في عقولنا و في حياتنا عموما على تآمر الكون علينا، و لم لا؟ اختزال الفشل بهذا الشكل و تحميل مسؤوليته غيرنا أسهل بكثير من العمل على إصلاح ذواتنا و البدء من جديد.
نظلم أنفسنا عندما لا نتعلم من تجاربنا الفاشلة، نعامل أنفسنا كنكرات مسيرة بفعل قوى أخرى عندما لا نعترف بدورنا في هذا الفشل...مثلما أنت مسير يا صديقي فأنت مخير أيضا....لذا دع عنك هراء دور الضحية و اختر أن نكون ناجحا و لو طال الأمد حتى أن تحقق ذلك.
إن كنت تظن أن الكون يتآمر عليك فقط لأنك فشلت بضع مرات في حياتك يؤسفني القول بأنه يوجد في هذا العالم 7 مليارات شخص غيرك أنت أفضل حالا من معظمهم على الرغم من كل الفش الذي مررت به، الفشل يصيب الجميع بعشوائية و لا يجيد الشخصنة....لست مميزا يا صديقي و لست محور الكون لكي يتآمر الكون عليك....أنت و كل من على هذه الأرض مجرد لحظة عابرة في تاريخ الكون أتت و ستذهب و لن يبقى من كل هذا شيئا...
الفشل ضريبة تدفعها و مهر تقدمه للنجاح، أنى لك أن تصل نحو هدفك إن لم تستمتع بالرحلة الملأى بالعقبات؟