هي أمك وشقيقتك وزوجتك وابنتك ، هي المجتمع ومن قال غير ذلك فليرجع إلى ربه ويسأله ما بال الرجال ؟ نسوا حقوقا للنساء وقسوا عليهن وحملوهن حملا ثقيلا .

سأتحدث عن " نماذج لنساء كون المجتمعات في عهدهن "

أولا : سأبدأ بأم سيدنا موسى عليه السلام التي أمرها ربها بإلقاء ابنها الذى هو فلذة كبدها في اليم وأوصاها ألا تخاف ولا تحزن وتثق بربها الذي يحنو على الصغار أكثر من أمهاتهم وفعلا حفظ الله موسى ولم يستجب الطفل لمرضعة غير أمه ، فأرضعته أمه وصدق وعد ربها .

ثانيا : لن أترك سيرة نبي بني إسرائيل فها هي آسيا زوجة فرعون التي رأت في موسي صبيا تتخذه ولدا لهم في حين أراد فرعون قتله كجميع أطفال بني إسرائيل ، فكانت آسيا أكثر حكمة من فرعون مصر الذي أراد قتل موسى ، فقضى الله أمر كان مفعولا، وكانت استشارتها سببا في هداية السحرة وبني إسرائيل .

ثالثا : عندما تتحدث عن النساء في العالم لابد أن نذكر السيدة هاجر زوجة الخليل إبراهيم عليه السلام التي كانت سببا في ارتواء الملايين بماء زمزم العذب ذو النكهة الجميلة التي لن تعتبر زائرا للديار الحجازية إلا إذا تذوقت حلاوة هذه المياه ، فقد ترك الخليل زوجته هاجر وحيدة تحفظها عناية الله وحده ولكنها صبرت واستعانت بالله فرزقها الله رزقا مباركا .

رابعا : ولا ننسى هنا سمية أم عمار أول شهيدة فى الإسلام عذبت ، بأشد أنواع العذاب وتركت تحت أشعة الشمس الحارقة ليكتوي جسدها الأطهر منهم جميعا بنار الشمس ، فاستحقت الشهادة العظمى ليكون تأثير صبرها واضحا على زوجها وابنها وكثير من المستضعفين الذين صبروا وتحملوا العذاب الذي وقع عليهم من المشركين .

هذه نماذج لنساء منذ العصور البعيدة ، نساء وقفن كالجبال مقابل تغيرات كبيرة في مجتمعاتهن ، نساء اتخذن قرارات أنقذت عصورهن من الفوضى والبقاء بعهود التخلف .

خامسا : سأقتبس هذه الكلمات من المصري جلال عامر

وهي :

..أنحنى وأقبل يد كل امرأة فلسطينية..

الفقيرة اليتيمة الأرملة الثكلى أم الشهيد والجريح والأسير..

فلم تقدمى نفسك إلا شهيدة..

أنت يا غصن الزيتون يا شجرة الكرم يا نبع الشرف..

عصرتك المحن وانهالت عليك المعاول فلم تنعصرى ولم تنكسرى..

يا أمى ، يا ابنتى ، يا أختى ، يا حبيبتي..

اسمحى لى أن أتذكرك فقد نسيك كثيرون..

يا صابرة يا طاهرة ، يا أغنى من ساكنات القصور..

تراب الوطن الذى يعفر وجهك أجمل وأنبل من كل المساحيق وسحابة تعانق وجه القمر..

جلبابك المثقوب لا أدرى من ثقبه..

هل رصاصات العدو على ظهرك ؟..

أم نظرات الحسد على طهرك؟..

أنت ملكة جمال كل الأعوام ، وصاحبة العصمة على الدوام أيتها الأميرة النبيلة الأصيلة..

جعتى فرضيتى بالكفاف ، وتعريتى فاكتسيتى بالعفاف..

أنت السيدة الأولى بين السيدات..

والمنظمة الأولى بين المنظمات..

طريق الجنة تحت قدميك ، ومفتاح القدس بين يديك..

هذه الكلمات أوجزت قصة أم الشهيد وزوجته وشقيقته وابنته ، أم الأسير وزوجته وشقيقته وابنته ، كل هذا ولا تنسوا الشهيدات والأسيرات والمظلومات فالمرأة الفلسطينية ربما اختلفت ظروفها قليلا عن غيرها من النساء فهي محاطة

ببنادق المحتل ومن جهة أخرى فهي محاصرة ببعض العادات الجاهلية التي تفرضها بعض العادات المجتمعية المريضة .

أيها الرجال : استوصوا بالنساء خيرا هي وصية الرسول في حجة الوداع ، هن جزء منكم أكرموهن يكرمكم الله ، فوالله ما أنصف مجتمع النساء إلا الإسلام فقد كانت النساء في عهد الرسول تتاجر وتعالج المرضى وتخرج مع المجاهدين في بعض الأحيان فلم يمنعها رسول الله من عمل مشروع .

أما أنتن أيتها النساء : تمسكن بديننا فهو عز وعفاف فيه الحقوق والميثاق ، فإحداكن ستربي القائد الذي سيعيد مجدا ضائعا ، لا تصدقن من يظن أن التحرر هو عدم التزامك بآداب ربك فمن تحدثت عنهن سابقا من ملتزمات لم تمنعهن الآداب من المساهمة في تكوين المجتمعات .