الملامح الجديدة لدولة ليبيا
كان في الاستطاعة أن نرسم ملامح دولة ليبيا الجديدة ونحدد وجهتها السياسية والاقتصادية منذ اليوم الأول لثورة التحرير الشعبية الليبية.
لكن الأمور والمخاطر السياسية داخل الوطن كانت تمنع من الوصول إلى الأهداف المنشودة لعدم وجود حلول مرضية ترضي جميع القوى السياسية تجاه الملامح الجديدة لدولة ليبيا ولهذا بقى الأمر إلى ما هو عليه الآن من أزمات متلاحقة وكوارث إنسانية حقوقية.
وللرؤية الصحيحة لحل أزمات الوطن الليبي تكمن في درب الإرث الثقافي الطويل للشعب الليبي لتحقيق استقرار سياسي من تقلبات وجهات النظر الساسة الليبية في الوقت الراهن.
ليس فقط من تهويل وتضخيم الأشياء من التخويف والتهديدات التي لم تكن موجودة على الأراضي الليبية قبل ثورة التحرير الليبية الشعبية الذي بداء بها الربيع العربي يأخذ ما تبقى من ارث ليبيا في ألوان ليبيا من الأخضر والأحمر والأسود والإهلال والنجمة الوطنية الليبية التي ترمز إلى العطاء والنماء والجهاد بالدماء والأنفس الزكياء والإسلام في العقيدة الدينية.
وإذ قلنا أن ثورة ليبيا هي ثورة شعبية فلبد من أن تحض الجميع من أبنائها الوطن الليبي في وعاء وطني تطرح فيها ملامح الدولة الليبية الجديدة بعد استقرار الثورة لتكون ثورة خالدة في الأذهان والنفوس الليبية.
صفات من فئات مختلفة ليبية تتراوح بين الاحتفاء وهو الغالب وبين النقد الحقيقي لثورة الشعب المسئول الأول لحركة فبراير المجيدة الذي نصغي إليه ونستفيد منه في بناء الأمة الليبية مع وجود الاختلافات الجهوية والطبقية والسياسية والعرقية وممكن حتى الدينية.
النظر إلى الثورة الليبية من منظور السجال لا غلب ولا مغلوب في تعادل القوة فيما بينهم في ضل شروط الثورة الليبية التي لازالت تلتهب الذي يقف في طريها فتظل هي في موقع النقاش حول الوطن الذي يستنزف الثورات والخيرات منه.
ما أحوجنا للرجوع إلى التفاهم والتقارب والتفحص من قبل مثقفينا ومفكرينا ببيان السياقات المتعددة لمنشئنا وتاريخنا ومسارنا في زمن الشهداء من أبناء الوطن الواحد الذي سطر في تاريخ ليبيا المعاصر الرؤى المستقبلية ليوم أفضل من ما كان عليه ماضينا من الم وجحود واستبداد وقهر ومعانات إنسانية.
تلك هي ليبيا في تشكيل منبرا مفتوحا لجميع الكتاب والأدباء من مختلف الآجال والأماكن والتوجهات الاتباعية والجمالية مقترحات وأفكار قد تقود الدولة الليبية إلى الملامح الجديدة للخارطة الليبية الدولة الجديدة.
بقلم الأستاذ رمزي حليم مفراكس