2. المعرفة العادية لاتكفي في زمن الفتن /
في زمن الفتن المختلفة،( جو السورة العام، جو فتن في الدين والمال والعلم، وإفساد في الأرض)، في هذا الجو، لا يمكن اللجوء والاتكاء على المعرفة العادية في اتخاذ القرار.
لا بد من سؤال العارفين الربانين، وإن لم يعرفوا أو يوجدوا، فسؤال الله عز وجل العصمة والهداية والبصرية، والتمسك بالكتاب غير ذي العوج هو العاصم والمنجي لاسيما في قضيته الكبرى ( التوحيد).
إن نظرة سيدنا موسى عليه السلام لأفعال الخضر عليه السلام، تنطلق من واقع المعرفة العادية، ولكن تصرفات الخضر تنطلق من علم رباني لدني يتناسب وجو الفتن.( موضوع السورة الرئيس).
يروى أن الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لم يشارك في حرب الفتنة بين علي ومعاوية، فقيل له: ﺃﻻ ﺗﻘﺎﺗﻞ؟ ﻓإنك ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ، ﻭأﻧﺖ ﺃﺣﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻙ؟ ﻗﺎﻝ: "ﻻ ﺃﻗﺎﺗﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺗﻮﻧﻲ ﺑﺴﻴﻒ، ﻟﻪ ﻋﻴﻨﺎﻥ ﻭﻟﺴﺎﻥ ﻭﺷﻔﺘﺎﻥ، ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ)!!!