من وحي سورة الكهف 4 (الشيطان يخدم موسى عليه السلام)
( إن كيد الشيطان كان ضعيفا)، فقد أنسى فتى موسى الحوت، ( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا)، ولكن حركة الشيطان هذه كانت - دون أن يعلم أو يقصد - خيرا لموسى وفتاه ( قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا)، ليجدا بعد ذلك العبد الصالح الذي يبحث عنه موسى عليه السلام ليتعلم منه.
إن كيد الشيطان ضعيف دائما، ولكنه أضعف مايكون، حيال من صلحت نيته، وانطوت على خير وخيرية.
إن من اتجه إلى الله بنية صادقة، يسهل له مطلبه، ويسخر له الأخيار والأشرار، الأصدقاء والأعداء لخدمته.
كانت نية سيدنا موسى عليه السلام، أن يتعلم من الرجل الصالح: ( رشدا).( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).
ليس كل علم ينفع، وليس كل طالب علم يبتغي ( الرشد) من التعلم، واكتساب العلم.
هناك من يتعلم ليؤذي ويفسد، ويهلك الحرث والنسل، ومن الناس من يتعلم ليتكبر ويطغى، ومنهم من يتعلم ليلحد وليصد عن سبيل الله، ومنهم من يتعلم ليزين للناس الضلال، ويروج الخبث والكذب، ومنهم من يتعلم ليحكم بالظلم! .... الخ.
النية هي التي يعول عليها دائما، ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ مانوى).
نسأل الله لنا ولكم صلاح نية، يصلح بها عملنا كله، ويسخر لنا الله بفضله، ثم بفضلها من خلقه ومخلوقاته ما يعيننا على نيل خيرها.