حقيقة أنا لم أتابع أي حلقة من البرنامج الشهير الذي يبث عبر إحدى الفضائيات العربية ولكن مواقع التواصل تخبرك بما يحدث وتجبرك هذه المواقع على مشاهدة مقطع لهذه الحلقة أو تلك .
صدى إعلامي واسع واحتفالات فيسبوكية ضخمة وأصوات ليلية مهللة تعلمك أن هذا الفتى الفلسطيني قد فاز مقابل الفلسطيني الآخر .
حضور واسع للشخصيات الريادية في الوطن وآراء متباينة بدعم هذا المتسابق أو دعم الآخرين بل ويتعدى للإعجاب بإطلالات ما يسمى بنجوم الفن والحضور والضيوف والثناء على اختيار ملابسهم وأحذيتهم .
ماذا حدث ؟
وماذا سيتغير ؟
وماذا سيفعل ؟
وهل هو قدوة ؟
هذه بعض الأسئلة التي يمكن أن تخطر ببال أحدنا حول تأثرنا بهذا النوع من البرامج ومدى تأثير هؤلاء الفائزين على المجتمع .
أنا والبعض لا نمانع ولا نعارض البرامج التنافسية وندعم وبشدة الفن الهادف الملتزم الذي سيرتبط بعلاقات قوية مع ديننا ومعتقداتنا الصحيحة ، الفن الذي يظهر قضيتنا ويحقق حلم الشهداء وآمال الأسرى ، الفن النقي الذي يصنع لأطفالنا طفولة بريئة .
من منا لا يحب الارتقاء بمستواه ، كل لديه خطوط دقيقة بيضاء تتسابق والليل الأسود لتظهر وتتميز وتصل لذروة نهارك الذي تتمناه .
تسابقوا وتنافسوا لتكونوا قادة هذا العالم الذي ألهى العرب والمسلمين بأمور تستهلك أموالا تساوي اقتصاد دولة ما وتنال من أوقاتكم ومشاعركم .
أيعرف الجميع حنان الحروب ؟
من هو فارس عودة ؟
ماذا تعلم عن القدس ؟
ماذا تعرفون عن مهندسي الثورة الفلسطينية ؟
هل يتابع الجميع جنازات الشهداء ومسيرات الأسرى ؟
هل يفرح الجميع لأفراح الجرحى ؟
إن إجابة هذه الأسئلة تتلخص في عبارة ذو معنى كبير وهي
" آمالنا أن يتابعنا الجميع بكل جموعنا "
لا شك أن هذه البرامج التي تختار من تعتبره الأفضل أضافت كلمة فلسطين لقاموس البعض الذي لم يكن يعرف من هي فلسطين وما هي قضيتها ، ولكن أن تنحرف الأمور عن مسارها الصحيح وتختصر القضية في إنتاج " أراب آيدول "
فقط ، ولكل موسم ومن كل مكان فلسطيني .
بل ويصبح الاختيار صعبا جدا لأنك ستختار فلسطينيا من بين مجموعة من الفلسطينيين .
نبارك لكل مجتهد اجتهاده ونتمنى الفوز لجميع أبناء البلد ونوصيهم بالوطن خيرا ونقول لهم لن يبخل عليكم النجاح ببصماته ولكن أحسنوا اختيار الطريق لتتركوا الأثر الطيب لدى الأجيال القادمة التي نريد لها الارتقاء في كافة المجالات النافعة ذو القيمة الإنسانية العالية .