"عندما كنت صغيرة.. كنت أذهب للمدرسة وأمي في البيت... كانت تستقبلنا عند الباب في كل مره.. وتقبلنا وتحضننا وتسألنا عن تفاصيل يومنا الدراسي.. كنت أتمتم: أمي لا تتعب فهي لا تقوم بأي عمل.. فلا تخرج في الصباح معنا لوظيفه ولا أراها تخرج من البيت مساءً أثناء وجودنا.. أمي لا تعمل شيء هي دائم مرتاحه.. تنام صباحا.. وتتكئ على الأريكة مساءً.. وتتحدث معنا كثيرا.. مرت السنين وكبرت .. وأصبحت إمرأة بمبادئ.. عندما عرضت علي إحدهن مساعدتها في الغش بإختبار في الجامعة.. ورددت عليها بقلب موقن : الله يراني! ثم رفعت يدي للمراقبة أن ثمة غش في القاعة يا أستاذة! فراقبي جيدا.. دون أن أخاف من تلك الفتاة أو مثيلاتها.. (أيقنت أن أمي كانت تعمل كثيرا!) عندما كبرت.. ووضع الجهاز الإلكتروني بكل عالمه المفتوح والجذاب أمامي.. لم أفكر مع مراهقتي ان ألج الحرام بأصابعي لأقلب ما لا يحل.. (أيقنت أن أمي كانت تعمل كثيرًا!) عندما كبرت.. وامتلكت هاتف نقال وبرامج اجتماعية.. وتأتيني رسائل من أرقام مجهوله وأنا في أوج مراهقتي.. فلا أجد هذه الرسالة تحرك فيّ ساكن لأني مشبعة إيمانيا وعاطفيا .. وأقوم بحظره وأنساه من لحظتها.. (أيقنت أن أمي كانت تعمل كثيرًا!) عندما كبرت.. وعرضت علي وظيفة مختلطة.. ووجدتني رغم رغبتي بها ورغم ارتفاع راتبها ومنصبها.. أرفضها.. بقناعة.. بسبب الاختلاط.. (أيقنت أن أمي كانت تعمل كثيرًا!)”
- سارة الوحيدي
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا