صار صعود المصعد في العمل غير مريح لأبعد الحدود فبعد العمل مع الشباب من العرب و الاجانب و سهولة التعامل و السلامات الصباحية و الجنتلمانية البسيطة جلب انتقالي  لعملي الجديد  مجموعة جديدة من الوجوه و التصرفات. رجال و نساء يشمأزون من الآخرين، جاء الكثير ممن هم أكبر عمرا بوجوه متعجرفة، يكثرون التأفف في الطريق الى الطوابق العليا لمجرد انك سلمت بابتسامة، لم يعتادوا منظر النساء العمليات سريعات الحركة و لا احاديثهن الصباحية مع الزميلات في المصعد. رجال تشعر بحرج شديد من الصعود معهم حتى مجموعة كبيرة لانهم لا يشعرون بالراحة مع انفسهم. يتبسطون في الحديث مع الاجنبيات باللباس الاوروبي و ينظرون الى الفراغ فوق رأسك كأنك غير موجود. شابات و شباب انظارهم ملتصقة بشاشة الهاتف فقط تجنبا للحديث او السلام. و البعض يظن ان وصولك صدفة في نفس الوقت خطيئة و انه يجب ان يستهلك الطاقة الكاملة للمصعد لوحده و انت يمكنك الانتظار و لا تفهم انت طبعا فتصعد قبله فيبقى خارج المصعد كالصنم و تتفهم انت الاحراج الواقع و تظطر لاغلاق المصعد و المضي لوحدك و في الطريق تعلن ان المصعد دولة مستقلة يقطنها شخص واحد.  هناك ثقل اجتماعي كبير يحمله البعض و لا تعرف كنهه و الاغلب انه محاط بالشك و العيب و التصورات الاجتماعية الخاطئة و كثير من التناقض ومثاقيل من الكبر. 

و ابشع منظر خوف العامل من الصعود مع الموظفين و ان سبقهم للمصعد و انتظر و تقديمه لهم على نفسه و لا احد من الرجال شديدي الاناقة يرى ان ذلك خطأ و يتقدم على العامل بكل برود و قد يترك العامل واقفا خارج المصعد بسبب الموظفين. 

لا اغتر كثيرا بالطول و العرض و الجمال و الاناقة في الرجال و النساء.  تعلموا كيف يسلم الناس على الاقل  و يعرفون بانفسهم بكل بساطة اذا احتاج الامر. تعلموا التواضع و الذوق و النضج و الثقة.