ولماذا نرصد أقدام الآخرين أين تطأ لنسير على الآثار .. ؟ 


لما لا نصنع نحن هذه الآثار .. ونترك من يسير وراءنا لتتبعنا نحن ؟ 


القضية هنا يا صاحب العقل تكمن في مدى ايمانك أنت بذاتك .. 

وكيف تنظر عينك من تحت جفنيك الى شخصك .. 

فقد خُلقت في استقلاليه حيث لم يشاركك أحد رحم أمك .. سوى ربما أخ لك فجمعتكما أمور لا تجمعك مع غيرك .. 


وستعيش أيضا باستقلاليه عن الجميع .. حيث هنا في عالمنا لا يكترث أحد بالآخر .. 

فالكل يسعى لأن يخلق عالمه الخاص الذي يباهي به من حوله .. 


وستموت في وحده واستقلاليه عن الجميع .. فلا النعش ولا القبر يكفي لأن يتشاركه اثنين ..


ربما يا صديقي أحب ان اتبع رأيك في أمور لا تزيد الحياه نفعا ولا ضرا .. لأني أحبك ..

وأود أن أشعرك بأنك في المقدمه .. 


لكن عندما يتعلق الأمر بقصة حياتي التي لا تكتب إلا بمحبرتي .. 

فهنا سأختار دربي وأشق الطريق الى حيث يريدني الله وحيث أبغي الوصول .


يا صديقي لي همة تطاول الجبال .. 

ولا يليق بهذه الهمم الا القمم .. فلا تنتظر مني أن اتبع أثر أقدامك .. 

فربما تعثرت من ورائك في احدى الحفر وعندها تكون قد سبقتني أنت وأنا ما زلت أتحسس موضع قدمي لأنهض .


لا للتبعيه التي تجعل منا أتباعا ومرؤوسين 

نعم للقياده والتدبير .. 

تلك هي الأرواح التي تبغي الوصول .. لا تنتظر أحدا يمد لها يدا للوراء لتتشبث بها .. 

بل تمد هي أياديها البيضاء لمن وراءها .. فهي التي تقود وليست تقاد ..


ان استطعنا التخلص من مفهوم التبعية الخاطئ للبشر في حياتنا .. فسنمتلك مجتمعا جله من القاده .. 


التبعيه لا تكون الا لكتاب الله وسنة رسوله .. فهي المنهجية التي لن نضل بها ما دامت تتقدمنا .


في كل لحظه أتلفت عن يميني وعن شمالي ولا أجد أحدا .. 

ادرك أني في تحدي قوي مع تلك الروح التواقة بداخلي ، وأقول لها : ستصلي ما دمتِ ترين الطريق أمامك ولا تملكين من يبث فيك روح اليأس او يسعى لتعجيز نفسك الساعيه .


حتما اني أرى الإنجازات الصغيره .. 

التي ربما صنعتها لتسعدني أنا لا لتكسبني شيئا جديدا .. 

فسعاده نفسي على قمة هرم الإنجاز ، اراها وقد تحققت من غير مِقود او دفة يتحكم بها غيري .. 


انها الثقة بالله ثم بالنفس ان تفجرت .. فلن تستطيع ايقافها حتى توصلك الى ما تصبو اليه .. 


ومن هذا المنبر أقول لأصدقائي الذين أرهقت الوحدة تفكيرهم .. 


ابحثوا في دواخلكم على طاقات دفينه .. تكفي لأن تجعلكم على قمة الهرم .. فليس بالضروره ان تمتلكوا نفوسا تساعدكم .. 


فالطاقة من ها هنا تنبع .. من دواخلكم .. 

فأنتم تستطيعون ان تعيشوا كل انجاز بدون التبعيه للآخرين .


صبوا كل اهتمامكم بأنفسكم وضعوا أعينكم بين حافتي الطريق المؤدي لما تريدون .. ولا تنشغلوا بالإلتفات يمنة ويسرة .. فهذا استنزاف لما وهبكم الله اياه من قدرات .