اثبتت الاحداث التي تشهدها غزة ان الاحتلال الصهيوني لا يتعامل مع المدنيين وفق التشريعات التي سنها المجتمع الدولي, بل نجد ان اكثر الضحايا من المدنيين العزّل وخاصة الاطفال وكبار السن, ما يعني ايضا ان الكيان المحتل يتعمد قتل الاطفال لأنه يرى فيهم مشروع مقاوم مستقبلي ,مجازر شنيعة في كافة انحاء القطاع, بينما المجتمع الدولي وبالأخص الغربي يغض الطرف عنها رغم التظاهرات التي جابت معظم مدن الغرب الاستعماري.
تحرك بعض دول امريكا اللاتينية بقطع العلاقات مع الصهاينة واستدعاء سفرائه لديها للتعبير لهم عن استنكارهم الشديد, بينما لم تقدم أي دولة وبالأخص دول التطبيع على مثل هذه الاجراءات ما يعني انها مرتمية بالكامل في احضان امريكا والغرب, وانها في سبيل بقائها في السلطة فإنها ستعمل كل شيء.
ثبت لنا ان الدول التي استهدفها الربيع العربي ورغم تغير انظمة حكمها(باستثناء مصر) الا انها اكدت دعمها المطلق للمقاومة, البرلمان التونسي يصدر قانونا يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني, البرلمان الليبي يدعو سفراء الدول التي تساند الصهاينة بمغادرة البلاد وقطع الامدادات النفطية عنها, بينما نجد لبنان وسوريا تساهم ميدانيا في معركة غزة, وفي العراق الذي تتواجد به قواعد وقوات امريكية وفق اتفاقيات رسمية الا ان الفصائل المسلحة والتي يتبع بعضها الدولة العراقية تقوم باستهداف تلك القواعد ما يرفع الحرج عن الحكومة, بينما اليمن اصل العرب, فان الحكومة والمعارضة تعلن تضامنها التام مع المقاومة.
باعتراف العدو فان اليمن اطلق عديد الصواريخ والمسيرات باتجاهه, وان اليمنيين بإمكانهم اغلاق باب المندب ان استدعى الامر,وهذا يجعل من الصهاينة وداعميهم يفكرون مليا فيما سيحدث مستقبلا. وبالتالي فان القول بان الربيع العربي جاء نتيجة الظروف التي تعيشها الشعوب ليس دقيقا, بل لان انظمة تلك الدول كانت تشكل هاجس خوف للعدو وداعميه وكان لزاما عليهم ازالتها,أي ان الهدف من الربيع العربي هو حماية الكيان الصهيوني, فالفصائل التي تقاتل النظام السوري وتدعي انها جهادية وان الطريق الى القدس يمر عبر دمشق لم تدعم المقاومة, أما النظام التركي فانه اكتفى بالبيانات الرنانة, جوقة اعلامية ليس الا.
لقد اتضح جليا لكل ذي بصيرة ان العدو الصهيوني كيان لا ينتمي الى الجنس البشري عبر تصرفاته المستهجنة باستهدافه المدنيين وتدمير المشافي واماكن العبادة, كما ان امريكا والغرب الداعمين له لا يقيمون للعرب أي وزن وان حقوق الانسان والحريات التي يتشدقون بها ما هي الا اوهام ,الاعتداء على غزة يعتبر تدخلا سافرا في الشأن الفلسطيني لان غزة وفق القرار 181 ضمن الاراضي الفلسطينية .
يصادف 2 نوفمبر 1917 ذكرى وعد بلفور المشؤوم والذي كان السبب الرئيس في نكبة الشعب الفلسطيني, تهجير اليهود من 130 دولة الى ارض فلسطين لتكون وطنا قوميا لهم بينما تم ويتم تهجير اصحاب الارض ليعيشوا في الشتات, بينما التيه كتب على بني اسرائيل وليس سواهم.
السابع من اكتوبر 2023 ردة فعل على مسيرة سبعة عقود دامية,7 اكتوبر ملحمة شعب عانى من الجور والظلم والتعسف والموت البطيء ,لم يعد هناك شيئا يخشى عليه, فإما النصر واما الشهادة ,لقد اعادت الملحمة للقضية الفلسطينية بريقها الذي حاول الكيان وداعميه وانذال العرب اخفاته,واصبح لزاما على المجتمع الدولي ايجاد حل عادل للفلسطينيين.
ميلاد عمر المزوغي