التحالف الوطني وشدّ الحبل !...
رحيم الخالدي
بات المجتمع العراقي اليوم، يستمع للشائعة أكثر مما يصغي للتحليل الواقعي، ولا يريد الخوض بالتفاصيل! ويعتبرها مملّة، وكثرة الإستهداف من قبل الأنداد، سواء من خارج التحالف، أو من داخله اليوم أصبح سياسة، كما يحلوا لمن لا يريد أن يعم السلام في الوطن، وكلمة مصالحة التي أصبحت لها هيئة في داخل مجلس الوزراء، وبإشراف السيد رئيس الحكومة لم تجدي نفعا، بل أحدثت ضرراً كبيراً مع ضياع الأموال دون نتيجة تُذكر! وهذا سبب لنا ضرراً كبيرا ترافقهُ الخسائر البشرية، إثر التجاذبات السياسية، ولغة التهديد وما أنتجته المفخخات، التي كانت تضرب بغداد يومياً بالخصوص، وسائر باقي المحافظات العراقية بالعموم .
التحالف الوطني وورقة التسوية المطروحة، التي يتناولها بعض الأشخاص من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وإلقاء اللوم على السيّد عمار الحكيم دون غيره! بينما الورقة تم طرحها بأسم التحالف، والحكيم جزء منه، سيما وأن الورقة التي تمت صياغتها، وقع عليها كل الأطراف! وليس الحكيم وحده، وهذا يثير الإستغراب، لماذا الحكيم دون غيره؟ وإذا كان كما يصفون، فلابد ان تكون باسم المجلس الأعلى، وليس باسم التحالف، كما جرى سابقاً مع مبادرة "أنبارنا الصامدة" وما لاقته من تسقيط، وإعتبروها مثلبة عليه، بيد انه لو تم تمشية المبادرة، لما خسر العراق تلك الخسائر، بمبلغ أربعة ملايين دولار وحفظنا أرواح الكثير !.
الذي لايعرفهُ غالبية الشعب العراقي، أن التحالف وضع على عاتقهِ الحفاظ على وحدة العراق كاملا دون التقسيم، الذي يطالب به بعض مريضي السياسة، بتشجيع من تركيا والسعودية وقطر، وغيرها من الدول التي لا تريد للعراق خيراً، ولا يكتفون بهذا بل يريدونه مقسماً، ليطمأنوا في المستقبل من الإستهداف، كونهم يضمرون في دواخلهم مشروع أكبر مما نتصورهُ، وإرتباطهم بالمخطط الامبريالي في تفسيم كل المنطقة العربية، وليس العراق فقط، وهذا لا يُخفى على المتطلع، ونفطهم وأموالهم بخدمة من ينفذ ذلك! لذلك من الضروري في الوقت الحاضر وليس مستقبلا السياسيين بحاجة لفهم ما ينتظرنا في المستقبل القريب ولتكن الوحدة هدفنا .
الأمم المتحدة بعد التوقيع على مبادرة التسوية، ووضع النقاط على الحروف، كانت المؤيدة والمشجعة، بمعنى أنها أخذت طابع أُممي، وليس داخل العراق، بل وكفلتها من خلال ما إقتنعت بالنقاط الموضوعة، التي تضر قليلا بالمكاسب الحزبية والفئوية، وتنفع كثيراً عراقياً، أمام دول العالم، وتثبت أن كل الأطياف العراقية المُشاركة في العملية السياسية هم ضمنها، بهذا نتخلص من الأصوات النشاز، التي تطالب بالاقلمة! سيما الإقليم في كردستان، الذي يحلم بتكوين دولة مستقلة، بدفع وتشجيع دول مجاورة، وإسرائيل من ضمن تلك الدول، بيد أن المعطيات لا تسمح بذلك، سيما وان العراق اليوم يحارب الإرهاب العالمي بالنيابة عنهم فهل سيتعض السياسيون؟.
من لا يعرف ورقة التسوية عليه مطالعتها أولاً، وبعده الحكم عليها سواء بنجاحها من فشلها، والاآت الثلاث يضعها نصب عقله، ليميز بين الإستهداف والتسقيط، من النجاح والحساب لمن طرحها، وأرقى شرط فيها، توفر الأمن وإنتهاء مرحلة المفخخات، التي تضرب بغداد وسائر المحافظات العراقية، وختامها الإعتراف من الدول الإقليمية بالعملية السياسية في العراق، وعدم السماح لهم بالتدخل بالشأن العراقي أبداً، والشرح يطول عن الإندماج بين أطياف الشعب العراقي، وهو حر فيما يختار، من مذهب أو دين او طائفة، وإلا سيبقى الحال كما في سابق عهده، ليتربح المعتاشون من سفك الدم العراقي، ذلك النهر الذي يسيل يوميا، سواء على السواتر، أو في الأسواق .