Image title

ترجمها بتصرف:عبدالله الصقعبي

إن كنت تنوي إقامة برنامج تدريبي عن بعد أو إلقاء محاضرة تعليمية لطلابك عبر منصات التعليم الإلكتروني , أو تصميمها فإن هناك أموراً لابد لك من معرفتها في تصميم المادة التعليمية تساعدك في تحويل المعلومات المجردة  إلى معارف يمكن استيعابها وفهمها بسهولة ,لكن قبل أن أبدأ معك هذه النصائح أفترض أنك تتسائل وتقول :

مالفرق بين المعلومات والمعارف؟

المعلومة هي حقائق  لها معنى مسبق عند المتلقي فمثلا: درجة الحرارة غداً ستصل إلى ٥  هذه مجرد معلومة عن حالة الجو غداً وأنه سيكون بارداً   ،  أما المعرفة :فهي استعمال هذه المعلومة والانتفاع بها ، فهي نتاج معالجة المعلومات وربطها بالخبرات الشخصية وتعني أن تقوم بإلغاء رحلتك للنزهة والمكوث في المنزل لأنك مرضت في العام الماضي حينما وصلت درجة الحرارة ٥ وهكذا (*)،والتحدي هنا  أن نساعد المتعلم على معالجة  المعلومات وربطها بالخبرات السابقة "عن بعد" ومن خلال أدوات محدودة ، هذه النصائح تساعدك على فعل ذلك .

1- ابدأ بالأساسيات :

هناك مايسمى بالحمل المعرفي وهو واحد من أكبر التحديات فيما يخص نقل المعرفة و الاحتفاظ بها , يعرفه البعض بأنه الكمية الكلية من النشاط العقلي في الذاكرة العاملة، إن للمتعلمين عن بعد دماغ يستطيع أن يستوعب كمية محدودة من المعلومات ,حينما تكون الذاكرة العاملة قد بلغت  أقصى طاقتها,  لن يكونوا قادرين على استيعاب المعلومات أو توصيلها إلى المعرفة الموجودة مسبقاً, هذه الطريقة - أي البدء بالأساسيات - تعتبر أساسية لبناء المعرفة تدريجياً وإنشاء محتوى تعليمي إلكتروني يسهل فهمه،كما أن من الممكن  تحسين التحول للمعرفة بواسطة الدعم المؤقت للمتعلم.

2-حافظ على تنظيم المعلومات:

العقل البشري يحب الربط بين الأفكار والمفاهيم حتى لو لم يكن بينهما أي صلة, ففي حالة ظهور معلومتين متجاورتين  على شاشة المتعلمين عن بعد, تجدهم تلقائياً يربطون بينهما ،وعلى هذا الأساس , محتواك الخاص بالتعلم الإلكتروني لا بد أن يعرض بشكل منظم،اترك مساحة بيضاء كافية بين الأفكار الغير مترابطة , واجمع تلك التي لها ارتباط مع بعضها, فربط الأفكار والمعلومات يسهل عملية تحولها لمعرفة.

3-ضع المعلومات في سياق الكلام:

تحديد المقصود ,جزء لا يتجزأ من عملية نقل المعرفة للمتعلم ،فالمعلومات ليست سوى معلومات ،حقائق, إحصائيات , انها المحتوى نفسه ,و أدمغتنا لا تعتبرها ذات أهمية أو قيمة إن كانت بلا مغزى أو هدف , فتمحوها من الذاكرة لإفساح المجال لمعلومات مفيدة, وهذا يعني أنه يجب أن نضع المعلومات في سياق الكلام ونبين المقصود  لنُنَبه دماغ المتعلم.

4- وضع تطبيقات للعالم الحقيقي:

حينما نقول وضع  تطبيقات العالم الحقيقي لانعني أن نضع المعلومات في سياق الكلام فحسب أو طرح أمثلة واستشهادات واقعية  رغم أهميته كما ذكرنا آنفاً, وإنما  أن نسمح  للمتعلمين عن بعد بممارستها,وبذلك يكونوا  قادرين على استيعابها ورؤية فوائدها وتحويلها لمعرفة, "المحاكاة" تعتبر أحد الأنشطة التي لها تأثير كبير في الواقع.

5- وفر مورداً للتعليم المصغر:

تعتبر مواد التعليم المصغر مثالية لإعطاء المتعلمين معلومات حيوية, بحيث يستطيع المتعلمون عبر الإنترنت الوصول لهذا المورد حينما يكونوا في حاجة إليه, كما أنه -التعليم المصغر-  يمنع من زيادة الحمل المعرفي عن طريق إعطاء جرعات مصغرة من  المعلومات , بدلا من إجبارهم على استيعاب كميات كبيرة .

6- أوجد تعليما متمركزاً حول الانفعال:

الانفعالات تزيد من إدراكنا ووعينا , لذا , من المرجح أن نتذكر مواقف تعليمية ممتعة أو حتى مملة , وذلك بسبب وجود ربط انفعالي ملائم , القصص أحد أكثر الطرق المؤثرة لجعل التعليم الالكتروني انفعالياً , أو احتوائه على شخصيات معينة , أحد الخيارات أن نجعل من أنفسنا شخصية ونضيف لها من خبراتنا على شكل حكاية أو ماشابه هذا بلا شك سيكون جذاباً بشكل أكبر.

7- أدرج الوسائط:

الصور والفيديو التعليمي والرسوم البيانية تساعد في تبسيط المسائل المعقدة والشائكة , وهذا يفيد بشكل خاص أصحاب التعلم البصري فهم يحتاجون لأمثلة بصرية , لذا يجب أن يلحق بمرجع على الشبكة لجذب أصحاب أنماط التعلم المختلفة , كما أن الوسائط أيضاً تخدم هدفاً آخر , فهي تشرك المتعلمين عن بعد ليصبحوا أكثر تفاعلاً , وتفاعل المشاركين (المتعلمين ) يسهل عملية التعلم.فهُم  ليسوا مجرد مراقبين سلبيين بل متعلمين ذوي صلاحيات ,إنهم أفراد يدركون قيمة المعرفة والتعلم مدى الحياة .

ـــــــــــــــــ

(*) يمكنك الاستزادة حول الموضوع من كتاب "الإنسان والمعرفة في عصر المعلومات" كيث دفيلين ،العبيكان.