لن يتفاجأ الكثيرين إن قلت أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبه وأن لها ابعاداٌ أكبر من كونها مجرد لعبه
لن أتعرض لهذه الجوانب الآن ،ربما أشير اليها في المرات القادمه إن قدر الله لنا البقاء ، فقط أتناول قصه من عجائب الساحره المستديره ، قصه مليئه بالأمل وتدعو إلي الإجتهاد دعني أستعرض فصولها معك ؛
من كان يظن أن عامل المناجم سيئ السمعه والمراقب أمنيا سيصطع نجمه الي هذا الحد الذي تسال لأجله أحبارالكتاب والمحللين فرحين بما قدم ويقدم ليس هذا فقط بل وأصبح يضرب به المثل في النجاح وتحقيق الاحلام ،
أولي سطور هذه القصه تبدأ في الحادي عشر من يناير عام 1987 حيث ولد بطل قصتنا
" جيمي فاردي " لاعب نادي ليستر سيتي الانجليزي والمتوج بلقب الدوري الانجليزي هذا العام ، بدأ فاردي لعب كرة القدم في نادي " شيفيلد يونايتد " الإنجليزي ولكنه كان لاعبا سيئ السمعه فقررت إدارة النادي الإستغناء عنه لعدم الاقتناع بقدراته ليعتزل اللاعب كرة القدم وينتهي به الحال عاملا في أحد مناجم الفحم؛
حب " فاردي " للكره أجبره علي العوده لكن هذه المره في صفوف فريق " ستوك بريدج " أحد أندية الدرجه الثامنه الانجليزيه ، لعب " فاردي " لهذا النادي 7 سنوات دون إحراز أي تقدم وبلا أي مقابل مادي حتي عام 2010 ، ثم يحدث مالم يكن في الحسبان أو إن شئت قل أن المصائب لا تأتي فرادي ؛
يدخل " جيمي فاردي " أحد الحانات بصحبة صديقه الأصم الذي يتعرض لسخريه من أحد رواد الحانه مما أدي الي دخول فاردي في شجار عنيف أدي الي الحكم علي بالمتابعه 6 أشهر وإلزامه بعدم الخروج من البيت بعد السادسه مساءا وضمانا لتنفيذ العقوبه تم وضع سوار الكتروني في يده لتحديد مكانه ، كل هذه الظروف لا تنتج ناجحا بمقايسنا الدنيويه ولكن لا إعتبار للمقاييس والظروف إذا كنت صاحب هدف ، " فاردي " كان كذلك؛
في هذه الفتره يلعب فاردي في أحد فرق الدرجه الخامسه للهواه ويسجل 37 هدفا في 27 مباراه ثم انتقل في الموسم التالي الي فريق " فليت تاون " وسجل معه 31 هدفا في 36 مباراه ، هذا التألق لفت انتباه أنديه أخري علي رأسها فريق " ليستر سيتي " والذي انتقل إليه بمبلغ مليون جنيه إسترليني كأكبر صفقه في تاريخ دوريات الهواه الإنجليزيه ، قد تظن أن القدر شاء أن ينصف فاردي ولو لمره لكن هذا لم يحدث إلي الان ، يتعرض فاردي للإنتقادات اللاذعه وكاد أن يترك الفريق لكنه وأصدقائه استطاعو أن يصعدو بنادي ليستر سيتي الي دوري الدرجه الاولي الانجليزي لتبدأ أولي خطوات تحقيق الحلم الذي لم يخطر ببال فاردي نفسه في يوم من الايام،
تصديقا للمقوله الشهيره " لكل مجتهد نصيب " تأبي كرة القدم إلا أن تكافئ " فاردي " وأن تبتسم له ولو مره فقد أبكته كثيرا ، دخل " فاردي " التاريخ بتسجيله في 11 مباراة متتاليه محطما رقم الاسطور الهولنديه " رود فان نيستلروي " وينضم للمنتخب الانجليزي ويسجل أول أهدافه الدوليه ليس هذا وفقط بل ويحقق لقب الدوري الانجليزي ضاربا بالمنطق عرض الحائط مثبتاَ أنه لا إعتبارات إلا بما يبذل فوق العشب الأخضر ومحققا لحلمه وحلم أي لاعب كرة قدم في العالم ومسطرا واحده من أروع قصص النجاح التي يحتذي ويحتفي بها ؛
دعني أهمس في أذنك لدقيقه ،
بكل المقاييس ما فعله فاردي لم يكن مجرد إنجاز وحسب بل جعل تعليق فشلنا علي شماعة الظروف أمر يستحي منه وحجة واهيه ، الكل يمر بظروف صعبه ومتفاوته من شخص لآخر ولكنها ليست سببا لتخليك عن حلمك ، هذه العقبات لابد منها فالبحر الهادئ لا يصنع رباناَ ماهراَ ، كل ما عليك فعله هو أن تتمسك بحلمك وأن تبذل قصاري جهدك لتحقيقه ، لاتستسلم للإخفاقات ولا يهم إن فشلت أكثر من مره فإذا سقطت سبعا فانهض ثمانيه وإعلم أن " المستحيل ليس سوي ضعف للإراده " .