أفتحح كلمتي بقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: " وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "، فالسلام هو الأصل في العلاقات بين الأشخاص والمجتمعات الإنسانية والدول، وهو تشريعٌ إلهيٌ يحاكي الفطرة السليمة للإنسان، لأن الأصل في الحياة هو السلام، والبحث عن أسباب الأمن والاستقرار والرخاء، والبعد عن كل ما يؤدي للخراب والحروب والدمار، وتدمير القوى، وتبديد الخيرات. السلام هو أمان الفرد على النفس والمال، وهو معنى عظيم لا تتحقق طمأنينة الفرد والمجتمع واستقرارهما إلا به، فلا يستطيع الفرد أن يمارس أمور حياته الضرورية من دراسة وعمل وعلاقات اجتماعية دون شعور بالأمان، كما أنّ السلام درب الفرد إلى الإبداع وتحقيق التقدّم العلمي والعمراني، مما يجعله أمراً ضرورياً لنماء المجتمعات وتطورها وازدهارها، بالإضافة إلى أنّ ما تنفقه الدول في حالات الحرب من أموال تنفقها في تسلحها العسكري، أو في ترميم ما نتج عن حروبها من دمار وأضرار تستطيع أن تسخّره في تطوّرها في كافات المجالات 






وطريق السلام بحاجة إلى وسائل احترافية تمكنه من بسط نفوذه وفرض رؤاه وفقاً للأطر المنطقية المنصفة بمعزل عن تعنت أو تزمت أو هروب من الواقع، عمق الرسالة السماوية هي بناء الأرض وإعمارها،و الحوارات الفاعلة والداعمة لسعادة البشر تتطلب العون من رب العالمين في إحلال البركة على العالم أجمع، ليترك الصالحون بصماتهم المضيئة تنضح إشراقاً كلما أسهموا في زيادة حيز الخير وتناقلتها الأجيال ولما ستخلفه من معالم إنسانية رفيعة ترنو إلى إسعاد البشر وبناء الأرض وإعمارها في جو تسوده الألفة وروح التعاون، إن الوقت قد حان للإدارة الدولية  والموضوعية وتفعيل تحقيق سلام شامل وبموجب الالتزام الأدبي والأخلاقي تجاه منح الشعوب المحبة للسلام حقوقها المعنوية والاعتبارية التي تحفظ لها سلامها وكرامتها من خلال المعايير المنصفة، وهذا ما يتمناه الجميع ويعيش من أجله الجميع، بدون تحيز والإصغاء لصوت الحكمة وتحكيم العقل بعيداً عن الانفعال ومصادرة الهدف بسوء استخدام الوسائل.  إن الحوارات الداعمة لسعادة البشر  وخدمة الانسان ما هي إلا جسر لطلب عون رب العالمين في إحلال البركة وأساس هذاهو الإنصاف في العلاقة الإنصاف في المشاعر، الإنصاف في التفاعل الصادق مع القضايا المختلفة، وستظل الرموز المخلصة مصدر اعتزاز وفخر الجميع، ليترك سفراء السلام والسعادة بصماتهم المضيئة تنضح إشراقاً، كلما أسهموا في زيادة حيز الخير الذي يتسع للجميع ويستحقه الجميع العالم اليوم أحوج بنا أن ننقل رسالة سلام للعالم    لكي تهنأ بالحياة الكريمة، بعيداً عن الحروب المدمرة، والصراعات المفتعلة، وهو ما تنادي به المملكة في جميع المحافل الدولية دمتي بخير يابلادي ودام الله علينا نعمة الامن والامان والاستقرار والازدهار.