أهمية ودورا فعالا في تطوير أنظمة القطاعات الحكومية والقطاعات الخاصة الأهلية للأفضل، إلى جانب تطوير البناء الاجتماعي للمجتمع القابل للتغير في خواصه من زمن لآخر.

وعلى الرغم من غنى دول مجلس التعاون الخليجي، وقدرتهم على ضخ الأموال من أجل النهوض بالبحث العلمي، إلا أنها فقيرة جدا في دعم البحوث العلمية التي من شأنها التطوير والارتقاء بسياسة التنمية للدولة لجميع جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

ويؤكد تقرير اليونسكو (المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم) لعام 2010م، أنه على الرغم من تمتع الدول العربية بثروات طائلة إلا أنها فقيرة جدا في مجال العلوم والتكنولوجيا، إلى جانب كفاءتها في زيادة المعرفة ضعيفة جدا، بالإضافة إلى مساهمات العالم العربي في البحث العلمي ضعيفة أيضا، وعلى الرغم من تراجع أسعار النفط الذي شهدته الدول العربية كإنذار لمستقبلها عام 2008م، فقد شجعها ذلك على الاهتمام بمشاريع البحث العلمي في مجال العلوم والتكنولوجيا تفاديا لما سوف يحدث لمستقبلها، ولكنها تظل ضعيفة في إنجازها للبحث العلمي.

وحسب تقرير المعرفة العربي لعام 2009م، فقد قدرت نسبة المنشورات العلمية العربية إلى المنشورات العلمية العالمية بـ 1.1% على الرغم من جهود العالم العربي والباحثين العرب في تلك السنة، كما أن المساهمة العالمية في البحوث المنشورة في المجلات العلمية في البلدان العربية تتراوح بين 0.008 و0.3% مقارنة مع إسرائيل 1.1% وألمانيا 7.9% واليابان 8.2% والولايات المتحدة الأميركية 30.8%.

وعلى المستوى المحلي، فإن الكويت قد ساهمت وبادرت لرفع مستوى البحث العلمي وتطوره من خلال المؤسسات الأكاديمية، منها الهيئة العامة للتطبيقي وجامعة الكويت ومعهد الأبحاث العلمية إلى جانب مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، إلا أنها لاتزال فقيرة في دعم الأبحاث وتطويرها، والدليل هو تراجع التنمية الملحوظ في جميع مجالات الدولة، كما أنها تفتقر لدراسات وخطط مبدئية لاحتياجات البلاد من تنمية وحلول لمشاكلها، وعليه تدعم الدولة البحوث العلمية من أجل خدمة تنميتها بشتى المجالات.

ومن وجهة نظر بحثية لدعم تطوير إنتاجية البلاد المعرفية، لابد من المساهمة الجذرية من فرق المختصين في هذا المجال بالتعاون فيما بينها بشكل يسهم في خدمة البحث العلمي، وتوفير الميزانيات التي تخصص لها، ومن ثم تقنن لإنتاجية أفضل، فكثير من الأموال تنفقها الدولة عليها دون احتياج جذري فعال لها، إلى جانب مقارنتها بأعداد الباحثين والمستخدمين لها، يكاد عددهم لا يذكر، وعليه احتكارها من قبل الجهة المختصة لصالحها الخاص، وعدم السماح لجهة أخرى الاستفادة منها أو حتى التعاون فيما بينهما من أجل مصلحة وخدمة البلاد، إضافة إلى خلق بيئة جاذبة للعمل الفعلي وغير طاردة، فكم من باحثين يعانون من الإحباط والعراقيل في مسيرة بحثهم العلمي، ما أثر على إنتاجية الكويت للبحوث على المستوى المحلي والعالمي، ففي النهاية جميع الجهود المبذولة تصب في مصلحة هذا البلد الحبيب.

إن هدف البحث العلمي هو زيادة الإنجاز والابتكار في تنمية المجتمع للأفضل، ولأجل دعم البحوث لابد من زيادة تعاون القطاعات الحكومية والخاصة في تبادل المعلومات والاحتياجات في البحث والدعم وتفعيل الاتفاقيات فيما بينهم، ومن أجل دعم سياسة التنمية على المستوى المحلي والخليجي والعربي أيضا.

اعداد عضو جامعة الملك سعود للبحوث ا

لعلمية