نصائح تربوية في الدراسات العليا
الأفكار البحثية التي تقف عائقا أمام طلبة الدراسات العليا في بداية مشوراهم والتي تشكل هاجساً من هواجس الباحث منذ بداية تفكيره في إكمال مشواره الدراسي، وهو ينتظرفي انتهاء مشواره البحثي ببحثٍ علمي جدير بالإحترام والتقدير في القسم العلمي الذي ينتمي إليه، وفي مجتمعه الذي ينتظر خدمة الأبحاث العلمية الناهضة بالمجتمع، والمسهمة في حل مشكلاته.
ولاشك فإن الفكرة البحثية هي الأس الذي سيقضي الباحث فيه وقتا من عمره، وربما تكون بوابة لانضمامه إلى مؤسسة حكومية، أو أهلية؛ ولذا فإن من الضروري أن يُقدِمَ الطالب الباحث على فكرته الذهنية وطابقها مع قدراته التحصيلية وما لديه من مصادر بحثية وما ستتركه من أثر علمي. ومن خلال إطلاعي في العمل الأكاديمي وجدت عدداً من طلاب الدراسات العليا ضعف في اختيار أفكارهم بعد ربما في مستهل مشوارهم البحثي، وربما في منتصفه، وأحيانا بعد إنجازه، وهاهنا أقدم للقرّاء جملة نصائح ليست هي الحل ، لكنها بعض من حلول عسى أن تكون معينة –بعد إعانة الله- على انتقاء الفكرة البحثية بشكل جيد.
1. من الضروري للباحث أن يكتشف ميوله، وطاقته الإبداعية، فالتخصص الواحد له فروع عديدة، فيجد الباحث نفسه في مجال دون آخر، ففي العلوم الأخرى -مثلا – الإدارة القديمة، وحديثة، وإدارة مشاريع ومناهج علمية قديمة، وأخرى حديثة، فإلى أيِّ فرعٍ تنجذب، وإلى أي فن تستعذب، فميولك واهتمامك بلون علمي سيكون مطية لإبداعك البحثي.
2. استشر أصحاب الخبرة والتجربة، وهم أساتذتك في الجامعة التي تدرس فيها أوفي غيرها، فرب استشارة اختصرت عليك أياما من التأمل والتفكير، ولربما فتَّقت في ذهنك موضوعا بحثيا لم يطرأ عليك.
3. استشر مصادر التخصص ومراجعه، ولا تكتف بالقديم، وإنما احرص على آخر الدراسات في مجال تخصصك، وغالبا ما تحوي توصيات الدراسات جملة من الأفكار البحثية الجاهزة التي تعين الباحث إلى الوصول السريع إلى فكرته البحثية.
4. احرص أن تكون الفكرة البحثية ذات قيمة مجتمعية، فبعض الأفكار البحثية تجد أثرها في المجتمع أو الحياة، وحينئذ لا يكون البحث عبئا على الرفوف المكتبية، وإنما إضافة إلى ميدان الحياة، ووسيلة لحل مشكلة من مشكلاتها، وينبغي إدراك تفاوت التخصصات، إلا أن التجربة تقول: إن عدداً من الرسائل العلمية أسهمت في علاج مشكلات حياتية، وكانت لبنة من لبنات البناء ، وهذا ما يتغياه الباحث الجادّ.
5. قراءة الأبحاث المتميزة تعين الباحث على المقاربات، وتفتح آفاق الذهن للوصول إلى فكرة رائدة.
6. من الضروري للباحث أن يتشبع بقراءة الكتب، والأبحاث والمقالات الرصينة التي تدورفي فلك فكرته البحثية، فبعض الباحثين يقدم فكرته البحثية من دون تمحيص لحدودها، ومادتها العلمية، وأبرز الدراسات المماثلة، وكم وجدت طلابا سجلوا فندموا بعد التسجيل ربما لقلة مادتها.
7. وتبقى ثقافة الباحث، وتواصله الدائم مع مستجدات التخصص، وآخر ماصدر من كتب وأبحاث، وقراءة قوائم الكتب من أبرز الملهمات للوصول إلى فكرة بحثية جديرة بالدرس والتناول.
8. التواصل مع الأقسام العلمية المماثلة للقسم الذي تدرس فيه ستجده بوابة إلى فتح أفق من آفاق البحث، فالأقسام العلمية تتفاوت خططها، وأولوياتها، واهتماماتها.
9. ومن المهم للباحث أن يزور المكتبات العامة، والخاصة ليطلع على خزائنها، وماضمته من كتب وأبحاث في مجال التخصص، فلربما وجد فجوة تحتاج إلى سد.
ويبقى توفيق الله ، وتسديده ركيزة مهمة من ركائز النجاح ، فالباحث يسأل مولاه أن يوفقه إلى مايعينه على أمور دينه، ودنياه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.