شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال السنوات الأربع الماضية انخفاضاً كبيراً في معدل الهجمات الإرهابية بفضل تضافر الجهود الإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف، الأمر الذي أسهم إلى حد كبير في ردع وتقويض قدرات التنظيمات الجهادية – بمن فيهم داعش والقاعدة- على تنفيذ عمليات إرهابية معقدة وفرض سيطرتها على الأرض، خاصة في بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية. مع ذلك، لا يزال التطرف يشكل مصدر قلق كبير لدى الكثير من العرب، لا سيما وأن التنظيمات الإرهابية الأخرى، مثل جماعة الحوثي في اليمن، تواصل تعزيز مكاسبها على الأرض مما يزيد من مخاطر الإرهاب المُحدِقة باليمن والدول المجاورة على حدٍ سواء.

كشف أحدث استطلاع للرأي أجراه مركز صواب الذي يتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً له وبالتعاون مع شركة زغبي للخدمات البحثية أن التطرف الإسلامي لايزال يشكل مصدر قلق وهاجس كبير لدى حوالي 60% من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما كشفت الدراسة أيضاً عن وجود مستوى عالي من القلق لدى فئة كبيرة من المشاركين في منطقة الخليج العربي (75%) ودول غرب آسيا (71%)  لا سيما فيما يتعلق بوجود جماعات إرهابية في المنطقة.  


يعزى هذا القلق الكبير في منطقة الخليج العربي ودول غرب آسيا على وجه التحديد إلى نشاط التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة والحوثيين في بعض المناطق القريبة التي تشهد صراعات ونزاعات مسلحة. في المقابل، لم تتعد نسبة الأفراد التي يُقلِقُها وجود جماعات إرهابية متطرفة 34% من المشاركين في شمال أفريقيا.


وعلى عكس الجماعات المسلحة التي تنشط في بؤر التوتر والصراع لاسيما في منطقة الخليج ودول غرب آسيا، تفتقر التنظيمات الإرهابية المتمركزة في شمال إفريقيا إلى المقومات والإمكانات اللازمة لتنفيذ عمليات إرهابية معقدة، لذلك تسعى جاهدةً لاستعادة نشاط شبكاتهم اللوجستية، وتجنيد عناصر جدد بالإضافة الى توفير الموارد اللازمة لدعم عملياتهم. ومع ذلك، لا تزال الجماعات التابعة للقاعدة وداعش في شمال إفريقيا فاعلة وتمتلك بعض القدرات التي تُمكنها من تنفيذ هجمات إرهابية ضد المدنيين وأجهزة الأمن كلما سنحت لهم الفرصة.


ورداً على سؤالٍ حول أخطر الجماعات الإرهابية المتطرفة في المنطقة، ذَكر 43% من الأشخاص الذين استُطلعت آراؤهم أن تنظيم داعش يمثل الخطر الأكبر، في حين أشار 32% منهم أن الحوثيين هم الأخطر. على الرغم من هزيمته على الأرض، يواصل داعش تنفيذ عمليات إرهابية محدودة في بعض المناطق التي ينشط فيها.


وتتواجد عناصر التنظيم بشكل أساسي في المناطق الريفية والنائية، وتتسم آلية عملهم بدرجة عالية من اللامركزية مع الحفاظ على وجود خلايا صغيرة تمتلك من القدرات ما يكفيها لشن هجمات كرّ وفرّ وعمليات إرهابية معقدة في بعض الأحيان ضد السلطات المحلية وزعماء القبائل لنشر حالة من الذُعر والارباك.


بالرغم من فقدان التنظيم لمعظم قدراته لفرض السيطرة على الأرض وتضعضع إمكانياته لتجنيد المقاتلين الأجانب، لا تزال تكتيكات داعش الوحشية وجرائمه البشعة ضد المدنيين والأقليات تشكل مصدر تهديد رئيسي لحكومات ومجتمعات الدول التي ينشط  فيها.


وبعد استطلاع رأي شريحة من مواطني دول الخليج العربي، وجدت الدراسة أن 52٪ منهم يرون أن جماعة الحوثي تشكل التهديد الأخطر للاستقرار في المنطقة وليس داعش.  فقد عرقل الحوثيون ولسنوات جهود إنهاء الحرب في اليمن من خلال أنشطتهم المدمرة التي وصلت إلى إطلاق عشرات الصواريخ من طراز كروز وطائرات مفخخة بدون طيار على عدة مدن ومصافي نفط خليجية.


كما عبّر المشاركون من دول الخليج عن قلقهم إزاء انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الحوثيون وجهودهم المستمرة لاحتكار السلطة في اليمن وتغيير طبيعة الدولة بما يتماشى مع أجندتهم الطائفية، والتي باتت تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار والسلم الاجتماعي والسياسي الإقليمي


وما أثار الانتباه حسب نتائج الاستطلاع، أن 36% من الأفراد المستطلعة آراؤهم في شمال إفريقيا على يقين تام بأن جماعة الحوثي تشكل مصدر تهديد رئيسي لأمن واستقرار المنطقة مباشرةً بعد داعش (43%) بل وتخطت تنظيم القاعدة (25%) بفارق كبير على الرغم من أن الأخيرة نشطت في المنطقة منذ عقود وكانت مسؤولة بشكل رئيسي عن تنفيذ العديد من الهجمات الدموية ضد أهداف مدنية وحكومية.


من المرجح أن تكون جرائم الحوثيين المروعة في اليمن، وهجماتهم المتكررة ضد دول الجوار فضلاً عن استهدافهم المدنيين العُزَّل بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار، السبب الرئيسي في تكوين قناعة تامة لدى المشاركين من شمال إفريقيا بأن جماعة الحوثي يشكلون مصدر تهديد رئيسي لاستقرار المنطقة.

من جانب آخر، تطرقت نتائج الدراسة التي أجراها مركز صواب الى الخطر المتنامي لانتشار أشكال التطرف عبر الإنترنت حيث أكد غالبية المُستَطلعة آراؤهم أن شبكة الإنترنت وفرت أرض خصبة لنثر بذور التطرف.


وفي محاولة للهروب من جهود مكافحة التطرف على أرض الواقع، تستغل الجماعات المتطرفة لاسيما التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود شبكة الإنترنت لتأمين موارد جديدة، والتواصل بين المتطرفين المنتشرين في مناطق مختلفة والتنسيق فيما بينهم لتبادل المعرفة والتدريب الأيديولوجي، وتجنيد الأصوليين وتحريضهم على شن هجمات إرهابية والوصول إلى مجتمعات جديدة نظراً لكونها وسيلة آمنة من وجهة نظرهم وقليلة التكلفة والمخاطر إلى حدٍ ما. 


بحسب ما أظهرته نتائج الاستطلاع، فإن 53٪ من المشاركين يرون أن وسائل التواصل الاجتماعي تُشكل أهم وسيلة لنشر الأفكار والمعتقدات المتطرفة وتجنيد عناصر جدد. لاسيما وأنها تتيح للتنظيمات والأفراد المتطرفين فرصة التواصل والتفاعل مع المتعاطفين والتعرف على أعضاء جدد لتوسيع قاعدة الداعمين والمتعاطفين.  في حين أكد حوالي 42% من المواطنين العرب أن الجماعات الإرهابية تستغل المواقع الإلكترونية كوسيلة فعّالة لتأجيج التطرف والإرهاب وتضليل الأفراد.

وإثراة خطابات مثل النسوية والمثلية والرجوليه ولاخونجية وغيرها رصدتها حتي يتأثر الفرد بهذة الادلجة وينتمي بشكل عاطفي ومن يقف خلف ذلك؟!!!! ومن المخول لهم التحدث بمثل هذة الخطابات الخطيرة والمرحضة فكريا ومجتمعيا هذة الالفاظا استحدث موخرا منل قبل الفكر المتطرف والمنحل فمريا واخلاقيا وسلوكيا ومجتمعيا. 

وأكدت الدراسة إن شبكة الإنترنت لم تعد الطريقة الوحيدة لنشر الأيديولوجيات المتطرفة والوصول إلى أذهان الناس، وهو ما أيده 24٪ من المشاركين الذين أجمعوا على أن رجال الدين في المساجد لهم دور فاعل في نشر التطرف. وتفصيلاً، يرى 32% من المشاركين في شمال أفريقيا و33% من غرب آسيا أن رجال الدين يلعبون دوراً لا يُستهان به في نشر التطرف من خلال دور العبادة في حين يؤيد 7% فقط من المشاركين في دول الخليج العربي هذه الفرضية.


وخلُصت نتائج الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باستثناء دول الخليج العربي، إلى أن التنظيمات الإرهابية ما زلت تستغل المساجد بشكل فعّال لتجنيد عناصر إرهابية ونشر أيديولوجيات متطرفة تحرض على العنف. وانتهت الدراسة أيضاً الى أنه وبالرغم من قيام الأجهزة الامنية في المنطقة بتعزيز جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف على مدار العقدين الماضيين، إلا أن نشر الأصولية في دور العبادة لا يزال يشكل تحدياً أمام تلك الجهود. ومن هنا ينبغي على الجهات المعنية تعميق التعاون بين رجال الدين وصُناع السياسات والمؤسسات الأمنية لتعزيز دور المساجد وجعلها حصناً منيعاً ضد انتشار فكر الجماعات الإسلامية المتطرفة.


بحســب مــا أظهرتــه نتائــج االســتطالع، فــإن 53 %مــن المشـاركين يـرون أن وسـائل التواصـل االجتماعـي تشـكل أهموسـيلة لنشـر األفـكار والمعتقـدات المتطرفـة وتجنيـد عناصـر جــدد. الســيما وأنهــا تتيــح للتنظيمــات واألفــراد المتطرفيــن فرصــة التواصــل والتفاعــل مــع المتعاطفيــن والتعــرف علــى أعضــاء جــدد لتوســيع قاعــدة الداعميــن والمتعاطفيــن. فــي حيـن أكـد حوالـي 42 %مـن المواطنيـن العـرب أن الجماعـات اإلرهابيــة تســتغل المواقــع اإللكترونيــة كوســيلة فعالــة لتأجيــج التطــرف واإلرهــاب وتضليــل األفــراد. وأكــدت الدراســة إن شــبكة اإلنترنــت لــم تعــد الطريقــةالوحيــدة لنشــر األيديولوجيــات المتطرفــة والوصــول إلــى أذهــان النــاس، وهــو مــا أيــده 24 %مــن المشــاركين الذيــن أجمعـوا علـى أن رجـال الديـن فـي المسـاجد لهـم دور فاعـل في نشر التطرف.


وتفصيــ ًا، يــرى 32 %مــن المشــاركين فــي شــمال أفريقيــا و33% مــن غــرب آســيا أن رجــال الديــن يلعبــون دورا ُ ال يســتهان بــه فــي نشـر التطـرف مـن خـال دور العبـادة فـي حيـن يؤيـد 7 %فقـط مـن المشــاركين فــي دول الخليــج العربــي هــذه الفرضيــة. وخلصــت نتائــج االســتطالع فــي منطقــة الشــرق األوســط وشــمال إفريقيـا، باسـتثناء دول الخليـج العربـي ، إلـى أن التنظيمـات اإلرهابيـة مــا زلــت تســتغل المســاجد بشــكل فعــال لتجنيــد عناصــر إرهابيــة ونشـر أيديولوجيـات متطرفـة تحـرض علـى العنـف. وانتهـت الدراسـة أيضــا الــى أنــه وبالرغــم مــن قيــام األجهــزة االمنيــة فــي المنطقــةبتعزيـز جهودهـا لمكافحـة اإلرهـاب والتطـرف علـى مـدار العقديـن الماضييــن، إال أن نشــر األصوليــة فــي دور العبــادة ال يــزال يشــكل تحديـا أمـام تلـك الجهـود. ومـن هنـا ينبغـي علـى الجهـات المعنيـة تعميـق التعـاون بيـن رجـال الديـن وصنـاع السياسـات والمؤسسـات األمنيـة لتعزيـز دور المسـاجد وجعلهـا حصنـا ً منيعـا ضـد انتشـار فكـر الجماع

ــات اإلســامية المتطرفــة.