أبعاد التنمية المستدامة:

 البعد التقني لعبت تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات دوراً كبيراً في تعزيز مفهوم التنمية المستدامة، حيث ساهمت في الكثير من التطور المهم لتحسين أداء المؤسّسات الخاصة، كما عزّزت أنشطة البحث، وساهمت في تحديث أنماط المؤسسة الجديدة التي تشمل حاضنات التكنولوجيا، والمدن، وحفّزت النموّ الاقتصادي، وأوجدت الكثير من فرص العمل، مما حدّ من الفقر والبطالة، وسهل وضع البرامج الهادفة إلى تحويل المجتمع إلى مجتمع معلوماتي، والعمل لتحقيق أهداف إنمائية ألفية، كما لعبت الاتصالات دوراً كبيراً في تحقيق التنمية المستدامة، حيث ساهمت الإذاعة الريفية الموجهة للتنمية المجتمعية في تدريب المزارعين، ولا بدّ من الإشارة إلى دور شبكة الإنترنت، حيث إنّها ساعدت على ربط رجال التعليم والمرشدين بالباحثين، وبمصادر المعلومات، الأمر الذي ساهم في تحسين الإنتاج الزراعي.


البعد البيئي تسعى التنمية المستدامة إلى إنجاز عدد من الأهداف البيئية، ومن بينها ترشيد استخدام الموارد القابلة للنضوب، بهدف ترك بيئة ملائمة ومماثلة للأجيال القادمة، نظراً لعدم وجود بدائل أخرى لتلك الموارد، ولمراعاة القدرة المحدودة للبيئة على استيعاب النفايات مع تحديد الكمية المراد استخدمها بشكلٍ دقيق.



البعد الاقتصادي تسعى التنمية الاقتصادية في البلدان الثرية إلى إجراء العديد من التخفيضات المتتالية في مستويات استهلاك الموارد الطبيعيّة والطاقة، فمثلاً استهلاك الطاقة الناتجة من الغاز، والفحم، والنفط في الولايات المتحدة أعلى منها في الهند بـ 33 مرة. البعد الاجتماعي تتضمن عملية التنمية المستدامة التنمية البشرية التي تهدف إلى تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية، فضلاً عن مشاركة المجتمعات في صنع القرارات التنموية التي تؤثر على المساواة والإنصاف، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هناك نوعين من الإنصاف، وهما: إنصاف الأجيال المقبلة، وإنصاف الناس الذين يعيشون اليوم، ولا يجدون فرصاً متساوية مع غيرهم في الحصول على الخدمات الاجتماعية والموارد الطبيعية، لذلك تهدف التنمية إلى تحسين فرص التعلم، وتقديم العون للقطاعات الاقتصادية غير الرسمية، والرعاية الصحية ، ولجميع فئات المجتمع.


معوقات التنمية البشرية في التنمية المستدامة:


التنمية البشرية تُعرف التنمية البشرية بأنها المُمارسات والعمليات التي تهدف إلى تطوير الشريحة المستهدفة من البشر، وتوسيع دائرة معرفتهم، وقدراتهم التعليمية، وخبراتهم، وذلك سعياً للارتقاء بمستوى الإنتاج والدخل من خلال بذل مجهود بشري أكثر بكل كفاءة وفاعلية، بالإضافة إلى توفير حياة تتمتع بالصحة والحيوية، وتطوير القدرات الإنسانية، وتنميتها من خلال توفير فرص تعليمية مناسبة للأفراد. عرفت الأونروا التنمية البشرية بأنها عمليات توسعة وتطوير للقدرات البشرية لتوسعة رقعة الخيارات لهم، ويتضمن ذلك مختلف المستويات التنموية، والتي تتضمن ثلاث قدرات أساسية لهذا المجال من التنمية؛ وهي: ضرورة توفير حياة مديدة وصحية للأفراد، وتوفر المعرفة، والعيش بمستوى لائق وكريم.تبحث التنمية البشرية بعدة موضوعات في غاية الأهمية في حياة الأيدي العاملة، ومن أهمها: كيفية التخلص من الخجل، وكيفية مضاعفة الذكاء، والتخطيط للحياة، والكشف عن أسرار الروحانيات، ولغة الجسد، وفنون الإقناع، وعلم الجراسيكولوجي


معوقات التنمية البشرية معوقات التنمية البشرية:غياب عنصر التدريب وتطوير المهارات في المنظمات. اعتماد الأيدي العاملة على نفسها في تطوير ذاتها، بالوقت الذي يفترض على صاحب العمل أن يعمل على تدريب وتوجيه جهود أفراده. الافتقار لذوي الاختصاص والكفاءة في الموارد البشرية. غياب الوعي المؤسسي والفردي بمدى أهمية التنمية البشرية، وإهمالها. تدني مستويات الميزانية في مشروعات التنمية البشرية؛ ما يجعل منها عاجزة عن التطور والنمو. عدم مشاركة أرباب العمل الخاص بدورهم المتوقع في التنمية البشرية. غياب التنسيق بين تنظيمات المجتمع المدني للتأثير بمشروعات التنمية البشرية والاستفادة منها


عوامل التنمية البشرية عوامل التنمية البشرية: الأوضاع السياسية: يتطلب تحقيق التنمية البشرية ضرورة عدم احتكار السلطة وسيادة الديمقراطية في المنطقة. الأوضاع السكانية: ويكون ذلك بمدى القدرة على الاستغلال الأمثل للموارد البشرية المتاحة. الأضاع السكنية: يشار إلى أن انخفاض الكثافة السكانية ليش متطلباً أساسياً لتحقيق مستوى معيشي مرتفع، ومثال ذلك الصين التي تحقق أكبر قدر من التنمية البشرية بالرغم من الكثافة السكانية لديها. الأوضاع الإدارية: حيث يتطلب الأمر انتهاج أساليب إدارية وخطط متطورة، وتطويرها. أوضاع العمل: ويشمل ذلك على ضرورة تقسيم العمل وتطويره من خلال تطوير المهارات الفنية والإدارية التي يمتلكها الأفراد. الأوضاع التقنية: وتتمثل بمدى استخدام التقنية وتدخلها في مجال التنمية البشرية وتوطينها. الأوضاع الصحية: وتتمثل في تطوير أساليب العلاج التي تساهم في تخفيض عدد الوفيات، وارتفاع نسبة الحياة. الأوضاع التعليمية: وتتمثل في تطوير أساليب التعليم. الأوضاع الاجتماعية: وتتمثل بالتشجيع على العمل والإنجاز، والسعي لتغيير فكرة الناس عن بعض المهن والحرف. المستويات الطبقية في المجتمع: يتطلب تحقيق التنمية البشرية ضرورة المساواة الطبقية بين أفراد المجتمع. الأوضاع النفسية: حيث يتطلب ذلك ضرورة تهيئة المناخ النفسي للأفراد للانخراط في التنمية المستدامة .

 

إعداد وتأليف الدكتور تركي بن عبدالمحسن بن عبيد