سرق أحدهم ’’’حقيبة أمرأة في منتصف العمر’’’
وجلس ’’في الخلف’’’
وحينما ’’جمع الركاب الأجرة ’’’وأعطوها لسائق الباص’’’
صرخ السائق’’’وكان متهورا جدا’’’قائلا--الأجرة ناقصة نفر واحد’’’
تسمرت المرأة المسكينة ’’’في مكانها ’’’وأخذ العرق ’’’يتصبب كالمطر’’
من
جبينها ’’’وهي لاتعرف ماذا تقول ’’’وماذا تفعل ’’’’
هنا انبرى صوت جهوري’’من الخلف ’’’وهو يقول ----
لابأس’’’أنا من أتكفل ’’’بدفع الأجرة الناقصة ’’’’
هنا ’’’التفت جميع الركاب الى الخلف’’’وهم يرددون ’’
عبارات الشكر والامتنان ’’’للسارق ’’’داعين الله أن يحفظه’’’
ويمد في عمره ’’’ويزيد من ثروته ’’’’بينما كان هو يردد عبارة واحدة ’’’
هي’’لاشكر على واجب’’’هذا من فضل ربي ’’’’
وحينما ’’’نزل السارق من الباص ’’’دس مبلغ مقداره ٢٥الف دينار’’’
في جيب السيدة ’’’وهو يبتسم ’’’ويقول لها ’’أنا أخوك ’’’خذيها ارجوك ’’’
ولاتترددي’’’
احمر وجه السيدة ’’’’وهي تتمتم ’’’شكرا لك ’’’شكرا لك ’’’’
لكن السارق ما أن وطأت قدماه ’’’’الاسفلت ’’’واراد ان يعبر ’’’
الى الجانب الآخر ’’’حتى صدمته سيارة مسرعة ’’’من نوع جارجر ’’’
وفر سائقها بعيدا ’’
ترجل سائق الباص’’’وترجل ركاب الباص’’’
بما فيهم ’’’السيدة المسروقة حقيبتها ’’’’ليجدوا ان الشاب الشهم ’’
الذي تبرع بدفع الأجرة الناقصة ’’’ودس مبلغ مقداره ٢٥الف دينار ’’
في جيب السيدة ’’’قد فارق الحياة ’’’’
فبكى الجميع ’’’وبكت السيدة ’’’حتى اغمي عليها ’’’
وتجمهر الناس’’’من كل حد وصوب’’’’ليسمعوا من الركاب’’’
قصة الشهامة ’’’والايثار ’’’التي اتسم بها السارق في الباص’’’
قبل أن يفارق الحياة ’’’وكان من ضمن الجمهور الحاضر ’’’’
محافظ المدينة ’’’ومدير البلدية ’’’فقرروا بناء قبر لهذا الشاب الشهم ’’’’
وقد أيد هذا القرار كل من كان حاضرا ’’’كذلك جميع وسائل الاعلام المحلية ’’’
التي سمعت بالقصة ’’’’’’
وبعدمرور أكثر من خمسة سنوات على الحادث ’’’أصبح هذا القبر مزارا ’’’
يفد اليه أغلب سكان المدينة ’’’يطلبون الرزق’’والبركة ’’’’والولد الصالح ’’’’
وقد سمي ’’بمزار القديس الشاب ’’’---
وبعد مرور خمسة سنوات أخرى ’’’توسع المزار ’’’
وصار قبلة ’’’للزائرين ’’’ليس من المدينة فحسب’’’
وانما من جميع أنحاء المعمورة ’’’’
أتعرفون ’’’أي جرح الحقه الجهل بنا ’’’
وأي عار ’’’قد لحقنا ’’’حينما ارتدى الكذب ’’’ثياب الحقيقة ’’’
وأختفت الحقيقة ’’’في بئر الظلام ’’’’؟؟؟