متى آخر مرة دعيت فيها إلى وليمة عشاء؟

هل مررت بالخطأ أثناء خروجك على بوابة الخدمات ولاحظت وجود بعض المتطفلين في حالة انتظار؟

هل لا حظت كثرة الكميات المعدة على الموائد مقارنة بعدد الحضور؟

هذا ما يعيشه بشكل يومي موظفو الجمعيات الخيرية إذ قل أن تخلو الولائم من متناقضين.. أحدهما وجود فائض طعام فوق الحاجة.. وثانيهما وجود متطفلين من ذوي الحاجة ينتظرون الأمل في إدخالهم لنيل بركة الجماعة!

وسأتحدث هنا من زاوية ملموسة من الهدر الغذائي حسب "جمعية خيرات لحفظ النعمة" بالرياض بصفتي أحد طاقمها الميداني والإشرافي، فرغم ارتفاع مستوى التوعية وتحسن مستوى التعامل مع النعمة لدى الكثيرين إلا أن نسب الهدر لا تزال تتراوح مكانها حيث بلغ ماتم حفظه خلال الثلاثة أشهر المنصرمة 180771  علاوة على أن الغير صالح للاستعمال والذي لا يمكن الاستفادة منه بشريا بحال يشكل مايقارب ١٠‰ من كل مناسبة وهو رقم هائل في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها العالم الإسلامي.

تعود أسباب الإسراف والتبذير لترسّخ بعض العادات والتقاليد المجتمعية السيئه كحب المظاهر.. والمفاخرة.. والخوف من الشماتة والعيارة.. بالإضافة إلى غياب القدوات والبرامج النوعية والمؤثرة في المجتمع.

ومن عاجل بشرى المؤمن أن يسخر الله له من يذكره بالخير ويثني عليه قبل الممات وبعده فلله در تلكم الجمعيات الخيرية ومنسوبيها الفضلاء وداعميها ممن سخرو أنفسهم وأوقاتهم وأموالهم لحفظ تلكم النعم وإيصالها لمستحقيها على أكمل وجه..

وكم ياترى القيمة المالية لهذا الرقم الذي تهدر أضعافه؟

وكم تسد تلكم القيمة من عازة لأسرة تفتقر لأدنى مقومات الحياة؟ 

أترك ذلك لأذهانكم وخبرتكم والله أسأل أن يحفظ على هذه البلاد أمنها وأمانها ورغد عيشها إنه جواد كريم..