قال العالم (ألبرت اينشتاين) ذات مرّة : "المثقفون يأتون لحل المشاكل بعد وقوعها ، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تبدأ".

لم يعلم المسكين اينشتاين بأن الكثير من مثقفي اليوم هم المشكلة بعينها ، بل هم عباقرة بصنع المشكلات ، والأزمات ، وركوب الأزمات مهما إرتفع موجها.

ففي الوقت الذي تنهض به الأمم والشعوب بالطبقة المثقفة والواعية "كما يفترض". إلا إننا في العراق المبتلى نرى عكس ذلك ، فمنذ اليوم الأول الذي انفتح فيه العراق على العالم إعلامياً وثقافياً وأكاديمياً ، ومجتمعنا يعاني من أمراض إجتماعية كثرت في الآونة الأخيرة وبشكل ملحوظ كـ (التعدي على الذات الإلهية ، والدعوة إلى الإلحاد ، والاستهزاء بالدين ، وإهانة الشعائر الحسينية ، وسب العمامة الحوزوية ، وإلصاق كل فشل سياسي أو مجتمعي برجل الدين ، وترويج لشعار بإسم الدين باگونا الحرامية).

حتى وصل ببعض من يعدّون أنفسهم من حملة الفكر والقلم ، ويحسبون أنفسهم على النخب الثقافية ، الترحم على الطاغية المقبور صدام ، بحجة أنه لو بقي على سدة الحكم لما تجرأت الدول على سيادة العراق "ومناسبة كلامهم هذا في هذه الأيام هو موضوع ميناء خور الزبير" ، وهؤلاء الحمقى نسوا أو تناسوا بأن مغامرات صدام هي من جاءت بالأمريكان إلى العراق ، وكذلك أتباعه العفالقة وضباط أمنه الخاص وعناصر مخابراته، إذ سلموا أراضيهم للتنظيمات الراديكالية المتشددة كداعش وغيرها!!.

نعم أنا لا أنكر أن بعض هؤلاء "المتثيقفون" فعلاً من أصحاب الفكر والأدب والقلم ، فبعضهم أسماء لامعة سواء كإعلاميين أو كتاب أو أكاديميين ، لكن مشكلتهم أنهم دائما في الصف المعادي للشعب وبالضد من العملية السياسية ، بل يسعون لإسقاطها.

فبعضهم لا يعدو أن يكون شخص معتدٍ برأيه، يسعى للشهرة من باب خالف تُعرف لا غير . وبعض منهم تدعمهم منظمات وجهات عالمية ، فترصد لهم الأموال والمرتبات المغرية ، وتوفر لهم مقاعد لإكمال دراستهم العليا سواء داخل العراق أو خارجه. وبعضهم يعمل بغطاء الحياد وهو يعمل لجهات سياسية ومؤسسات إعلاميه مغرضة ، لطالما دأبت على تشويه صورة هذا البلد المظلوم.

الثقافة في اللغة العربية أساساً هي الحذق والتمكن ، وثقف الرمح أي قومّه وسواه ، ويستعار بها للبشر فيكون الشخص مهذباً، ومتعلماً، ومتمكناً من العلوم والفنون والآداب، فالثقافة:- هي إدراك الفرد والمجتمع للعلوم والمعرفة في شتى مجالات الحياة؛ فكلما زاد نشاط الفرد ومطالعته واكتسابه الخبرة في الحياة، زاد معدل الوعي الثقافي لديه وأصبح (عنصرا بناءاً في المجتمع).

نعم المثقف يجب أن يكون (عنصراً بناءاً في المجتمع) كما جاء في تعريف الثقافة أعلاه ، وما عدا ذلك هو مجرد "متثيقف" وينتمي إلى طائفة "المتثيقفين".

#مرتضى_المياحي