هناك حالة توازن بين جميع أشكال المنطق العقلاني ، البيولوجي، العاطفي، الروحاني.. ولا تستطيع أن تعيش بمنطق واحد منها فقط.
فلو قرأت في علم النفس ستجد أن من أنواع الأمراض أن يعيش الشخص معتمدا على منطق واحد مستقل مثل المنطق العقلي فقط ويحاول إيجاد إجابة لكل شيء، كذلك المنطق العاطفي وهي الشخصية الحديّة التي تحب بجنون وتكره بجنون وتفتقر للتدرج.. وهذا يفسر لنا كيف يمكن لعقول رفيعة المستوى أن تتنقل بين أشكال المنطق بتوازن ..
كما أن هناك من يقحم المنطق العقلي في كل شيء فيحدث تصادم، وبما أن التوازن بين الأشكال المختلفة من المنطق قد كسر فإنها تدخل في صراع ومن النادر أن ينجح المنطق العقلي في هذا الصراع؛ لأن العقل لا يصمد أمام العاطفة والدين؛ لذا من الضروري أن يوجد تكامل بينها بدلا من الصراع.
ولذا نجد بعض أصحاب المنطق العقلي يسقط معلوماته على كل ما يراه
وهذا الموضوع لا يوجد له قانون معين.. وهنا تأتي أهمية الثقافة الذاتية، الثقافة العقلية والثقافة العاطفية، وثقافة التأمل فهناك أمور لا يفهمها سواك ولا يمكن أن يؤديها أحد نيابة عنك، مثل الذين يطلبون استشارات من الأطباء النفسيين ويظنون أنهم قادرين على إيصالهم إلى بر الأمان أي دون جهد منهم.. فالطبيب وإن شخّص حالتك لن يجدي ذلك نفعا لأنه لا يستطيع فعل شيء حيال ذاتك الداخلية الخاصة فهذا من مسؤليتك أنت مثلها مثل العبادة، لا يمكن لأحد أن يصلي أو يصوم بدلا عنك وأنت موجود وقادر... ولذا الثقافة ليست من فضول الأشياء الكارثة التي تكتشفها متأخرا أنك بعد هذا العمر لم تكن على أساس صحيح فتجلب الخراب لنفسك بدلا من تداركها وتصحيح ما أمكن.. بشرط قبول الأخطاء والاعتراف بها
من المحاور التي تهمّ لإحداث التوازن "فهم علاقة الشخص بمن حوله" فلكل شخص محاورة الخاصه في المجتمع
محورالزوج والابناء: قانون الشراكة الناجحة في الحب، المال، الوقت، الترابط.
محور الأقارب: صلة رحم وحسن الظن.
محور أصدقاء العمل: التقدير، الاحترام، العدالة.
محور الأصدقاء: الصدق، الوضوح، المكاشفة
محور الوطن: الأمن، الأمان، الكرامة، العدالة الإجتماعية
محور العالم العربي، محور المسلمين، محور الكون محور علاقتك بالعالم من حولك..
هذه الامور والقناعات الداخلية لا بد من الاهتمام بها لأنك حين تحدث هذا التوازن ستعيش بتناغم ورضى عن سيرتك الذاتية كلما تقدم بك العمر وتحررك من المحاكاة "القطيع"
ولهذا من الأفضل وفي سن مبكر إذا فعلت شيء افعله وأنت مقتنع به حتى لو كان حماقة! لا تندم على شيء من ماضيك..
ولكي تشعر بالسمو.. أنظر إلى ذاتك وإلى الكون من حولك؛ تجاهل جميع الدوائر الصغرى من حولك
كلما وسّعت الدائرة كلما كانت نظرتك أشمل كلما تنظر إلى نفسك بتوقير كإنسان، ما هو دورك في الحياة والوجود، ستجد أنك تفكر في الروح، الفطرة، العواطف، الإنسان، الخير، الشر، التاريخ، الغياب.. سترى نفسك الحقيقية دون أي مؤثرات وستفكر بحرّيّة وتتخلص من التبعية والتفاهة.
.
تفريغ نصّي مختصر لمادة:
"التوازن الداخلي تجاه الأشياء"
- تنازع أشكال المنطق المختلفة في الحياة اليومية.. ص 133
المصدر قناة تيلجرام:
جميل الرويلي أحيانًا