نصف الحقيقة قاتلة ..

إنها دائما تكون غطاء لممنوع ما ..

                                         *(حكمة غير مترجمة!)

تحت الستار:

تخيل أن مشهوراً من مشاهير الميديا ،واليوتيوب يروج لمخدر ما ..

وعلى ملصق الترويج قاصر! .. جارني قليلاً وأضف للمشهد وجود كومبارس يمثل دور والد تلك الفتاة القاصر..

حتى تدرك كارثية الفعل ، لتعلم أنه بيع من هذه المادة مليون ونصف " حلقة " معلبة خلال ثمان ساعات!!

رفع الستار:

شعيب راشد ذو الشعر الأشيب ، والأسلوب المختلف نوعاً وشكلاً ، ودولاراً .. يعود بعد موسمين ناجحين وتحضير غير عادي ، بفريق هوليودي -أو لنقل بوليود فالسحنة تحن-..

بعد التعايش الانبطاحي ، دخلنا على الحلقة الثانية بعلاقة غير شرعية..

*سؤال الحلقة: لو اكتشفت ولدك في علاقة ، شنو موقفك؟

وهنا يجي شغل الصيدة، اييه طيب لو بنتك اللي في علاغة غير شرعيية شنوو موغفك؟ بصوت سعد الفرج!

اممم انتم عندكم الولد عادي بس البنت عييب!!

- ولا أدري ايش منطق هاذي الثنائية ، أن تفترض الخطأ ثم تقيس عليه!!

يعني ما دام الولد سيء ، البنت على شنو تحافظون عليها..!

* في المشهد: الضيفة بنت مراهقة بملامح ثلاثينية جادة ، وكل ١٣ ثانية يدخل إعلان غير مباشر لكن ما علينا..

المسألة ما وقفت عند التضليل التجاري..!

نرجع للتضليل الأخلاقي:

المراهقة ووالدها ذو المظهر القيادي حييل يناقشون قضية العلاقات الغير شرعية من خلال الإسقاط الشخصي عليه هو وبنته.

لا‏شك ‏التسويق خيالي والجهد احترافي لكن للأسف/ والأسف جميل - فالمنتج سريع انتهاء الصلاحية أو لنقل ‏هذا ما أظنه خيرا في مجتمعنا.

‏المنتج أشبه ما يكون بدونات أمريكية محلاه ذات قوام وطعم وشكل مغري جدا .. تنتهي صلاحيتها ‏فتعود قطعه ‏فاسدة على رف المكتب.

‏الحقيقة المرة أيها السادة أن هذه" الدونات " مضرة بالصحة مسببة للسمنة المرَضية وهي قد أحدثت بالفعل حالة من الإنفلات القيمي في المجتمع ، حتى بدأت تظهر مع - فرط الأكل ، وضخامة التسويق المخادع -أصوات ‏تنخر في الجدار الصلب للمجتمع متسللة من خلاله الى قوام المجتمع وعماده وهو الأسرة..

‏* عزيزي شعيب .. أنت لست جديداً على الساحة المعادية للقيم ، ولست آخرا في هذه السلسلة المشبوهة بحسن أو/ بسوء ظن..

أسفي ‏ليس عليك إنما أسفي على أولئك الذين ظنوا أن ما يقدمه شعيب راشد وغيره إنما هو عمل بريء في مسار الترفيه، و التسلية ، والفن ولذلك فهم ينظرون غالباً إلى هذا المقال أنه مؤامراتي أو ربما ‏ سجلوا موقفاً محايداً في المنطقة الرمادية على رصيف العالة الجبناء..

باعتبار أن الصوت المعارض للفساد والمدافع عن القيم طرف في حرب فكرية طاحنة بين فريقين وهؤلاء الجبناء يظنون أنهم يترفعون عن السجال وأن العقل في الحياد!

هكذا بهذا التسطيح الفكري العجيب!

القضية ليست ضد الحداثة ، أو الفن ، القضية يا سادة تعالياً على الإسفاف ، واعتزازا بالقيم ، وتلبساً بالفضيلة..

هامش:

‏في بدايات المسرح المصري واجهت المسرح إشكالية كبيرة جدا وهي أن الناس ‏كانوا يستنكرون أن يؤدي الممثلين والممثلات أدواراً مشتركة وهم غير محارم لبعضهم!

‏فاضطر رواد المسرح آنذاك الى ‏‏جعل الممثل والممثلة إخوة حتى يستسيغ المجتمع وجودهم على المسرح معاً ..

‏تلك كانت البدايات ..

زيد العسّافي

١٦/٥/١٤٣٨هـ