كنت في نقاش مع أحد الأصحاب عن أوضاع الأمة اليوم فقلت له يجب علينا أن نبذل الأسباب فقال لي : ( تكالبت الأمم علينا وهذه " بداية النهاية " ) وانصرف كل منا الى حياته ولكني أطرقت أفكر في كلماته ولا زالت عالقة في عقلي صارفة تفكيري عن غيرها ، كنت منشغلاً بالتفكير عن حلول لوضعنا اليوم ، وكلما سمعت خبراً من إحدى الصحف أو غيرها زادتني إحباطاً وخذلان ، كيف نظفر بالنصر ونحن نشتم ونخون بعضنا بعض ، فكلما تنزل نازلة في الساحة الإعلامية تجد التحزب والتفرق هو السائد عند الناس ، بل أشد من هذا وأعظم للأسف تجد البعض مسترسلًا في اتهام الآخر وتصنيفه ظلما وبهتاناً لدواعي حزبية تجسدت في أبشع صورها فكان نتاجها هدم الترابط الإسلامي ، وبعد تفكير طويل في هذا الموضوع ومناقشة أهل العلم والخبرة ، وجدت أن الحل الذي يكاد ان يكون هو الحل الوحيد : الاجتماع على ( كلمةٍ سواء ) وتوحيد الصفوف رغم الخلافات ، واقول الآن أنه يجب على كل ذي حكمة وعقل أن يسعى الى وحدة الصف و الْتِئام النفوس و اِتِفاق الكلمة ، وأن يحذر من أن يكتب كلمة يساهم بها - بقصد او بغير قصد - ال

‏تَبَدُّدِ الآراء وتَشَتُّت الناس ، فكلما تشتتنا ، كلما كانت المهمة أصعب ونيل مرامها أشد ، والأمر بالشئ نهي عن ضده فكلما اجتمع الناس على كلمة سواء كان موقفهم قوياً ، فالناظر عبر التاريخ يجد أن النبي ﷺ آخى بين المهاجرين والانصار ليكونوا يداً واحدة وجمعهم على الصدق والمحبة ، ولم يكن التآخي مجرد شعار زائف وإنما كان حقيقة عملية تُرى بواقع الحياة وهذا هو الأساس الذي اعتمده رسول الله ﷺ في بناء مجتمع إسلامي ، لإنه لايمكن لأي دولة أن تنهض إلا على اساس الترابط والمحبة بين الناس ، ولكن التآخي لابد أن يكون على عقيدة واحدة يُجتمع عليها ، فالتآخي بين شخصين يؤمنان بعقيدة مختلفة - وكانت العقيدة تحمل صاحبها على منهج معين - خرافة لايمكن تحقيقها ، فأدعوا جميع اخواني المسلمين الى السعي والإشتغال وراء وحدة الصف لتكوين مجتمع اسلامي متقدم تقوم عليه وحدة الأمة وترابطها والحرص على تأكيد ذلك عبر التطبيق .

‏سامي بن محمد الهرفي

‏⁦‪@S_alharfi‬⁩