لَيْسَ هٰذا وَقْتَ الأَشْعارِ إِنَّما وَقْتَ تَطْبِيقِ شَرِيعَةِ الواحِدِ الأَحَدِ الجَبّارِ. 

كَفانا مَزِيداً مِنْ الأَشْعارِ، وَالحنُّ عَلَى الأَوْتارِ وَأَكاذِيبَ مَنْسُوجَةٌ بِخُيُوطٍ مِنْ الخَيالِ، وَكَفانا سَمِعاَ إِلَى عُلَماءِ السَلاطِينِ الفُجّارِ، وَالمُتَخاذِلِينَ الهاتِفِينَ الأَمْنَ وَالأَمانَ وَالاِسْتِقْرارَ، أَوْ لِأَصْحابِ القُلُوبِ الضَعِيفَةِ الَّذِينَ لَمْ يَقُومُوا إِلّا با البُكاءِ كُلَّ أَطْفالٍ، أَوْ لِلمُغَفَّلِينَ الجُبَناءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ أَنْ لَيْسَ لِكِتاباتِنا وَأَصْواتِنا أَيُّ آثارٍ، وَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَقْرَأُوا أَحادِيثَ رَسُولِ اللّٰهِ عَنْ أَصْحابِهِ الأَخْيارِ.

كَفّا أَكاذِيبَ وَأَعْذارٍ 


يَكْفِينا صَيْحاتُ الأُمَّهاتِ أَصْحابُ النَخْوَةِ وَالأَحْرارِ، وَبُكاءُ الأَطْفالِ الأَبْرِياءِ الصِغارِ.

وَتَمَزَّقَ جَثّامِينُ إِخْوانَنا إِلَى شَظايا صِغارٍ

إِذا لَمْ تُؤَثِّرْ بِنا هٰذِهِ المَناظِرُ المُرَوِّعَةُ، وَلَمْ نَتَحَرَّكْ

فَلا خَيْرَ يُرْجَى مِنّا يا عَبّادَ الجَبّارِ.


لِيَقُمْ كُلٌّ مِنّا بِالعَمَلِ عَلَى هَدْمِ أَنْظِمَةِ الكُفْرِ، وَالاِسْتِعْمارِ، وَرَفْعِ رايَةِ الاِنْتِصارِ. أَمّا حانَ المَوْعِدِ يا أَيُّها الأَحْرارُ فَوَاللّٰهِ وَبِاللّٰهِ لَوْ قامَ كُلٌّ مِنّا بِالعَمَلِ عَلَى إِعادَةِ شَرِيعَةِ القَهارِ لَاِنْتَصَرْنا خَيْرَ اِنْتِصارٍ، فَلْتَهْبِطْ وَتَنْحَدِرْ أَنْظِمَةُ الكُفْرِ، أَنْظِمَةُ الذُلِّ وَالخِزْيِ وَالعارِ، وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا مَعَنا صَبْراً، فَبِاللّٰهِ إِنَّ فِينا أُناساً يَغْمُرُهُمْ حُبُّ المَوْتِ كَما يَغْمُرُكُمْ حُبُّ الحَياةِ يا قَتَلَةَ الأَطْفالِ، وَأَمّا بِلادُنا فَهِيَ جَنَّةٌ فَتْحِها أَجْدادُنا، فَلَنْ نَتَخَلَّى عَنْها ما دامَتْ هٰذِهِ الأَنْفاسُ فِينا، وَأَمّا عَنْ إِسْلامِنا كَالجِبالِ الصامِدَةِ، وَعَقِيدَتِنا أَقْوَى مِنْ الحَجَرِ وَأَصْلَبَ مِنْ الصَخْرِ، وَأَمّا عَنْ إِيمانِنا كَزُهُورٍ تُزْهِرُ فِي أَعْماقِ الأَرْضِ، وَأَصْغَرُ طِفْلٍ عِنْدَنا إِيمانَهُ بِإِيمانِكُمْ، يا أَيُّها الكُفّارُ

فَلَنْ نَتَخَلَّ عَنْ شَرِيعَةِ اللّٰهِ، وَلَوْ حارَبْتُمُونا مِنْ هُنا لِآلافِ السِنِينَ بِكُلِّ ما أُوتِيتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَإِصْرارٍ، فَها نَحْنُ هُنا صامِدُونَ مُسْتَقِرُّونَ يا أَنْظِمَةَ الذُلِّ وَالعارِ، وَإِلَى هُنا وَيَنْتَهِي جِهادُ القَلَمِ وَلْتَرْفَعْ بَنادِقُنا فِي وَجْهِ الاِحْتِلالِ، وَمِنْ قِبَلِهِمْ المُتَخاذِلِينَ الخائِنِينَنَ الأَنْذالَ، وَأخيرن، لِتَحْيا أُمَّةُ مُحَمَّدٍ أُمَّةُ العِزِّ وَالمَجْدِ وَالاِفْتِخارِ.