نشب صراع خفي بين المخابرات الامريكية والبريطانية  في عقد الخمسينيات من القرن المنصرم حول  العراق ؛ واسفر هذا التنافس الخفي او التنسيق الاستراتيجي بين الطرفين عن دعم كيان سياسي هجين  في غاية الاجرام والارهاب والتخريب - اشبه بالمافيات والعصابات - الا وهو كيان حزب  البعث الاجرامي الذي ارادوا من خلاله اذلال العراقيين وتدمير العراق ؛ والذي ارتكب الاخطاء الفادحة والمجازر المقززة والجرائم الرهيبة بل ودفع ابناء الامة العراقية لارتكاب الاخطاء والجرائم جبرا وبممارسة شتى الضغوط والاكراهات والطرق القسرية ...  ؛ ونصبوا على راس الهرم البعثي عميلهم المدلل صدام  والخائن المطيع و الذي كان معروفاً  - منذ صغره - بقساوة القلب  والفساد والانحراف وانعدام  العاطفة والرحمة ، كما كان أنانياً ومستبداً وعنيداً وحقوداً ومريضا نفسيا  ، وكان يحتقر ابناء قريته  ومدينته  بل و شعبه اجمع  ... ؛  الا انه في نفس الوقت  يشعر بعقدة الحقارة والضعف والدونية أمام اسياده  الانكليز والامريكان  وغيرهما من الاجانب الاقوياء والغرباء ؛ مثلما كان عميلا ذليلا يتقاضى مرتبا شهريا من المخابرات المصرية ايام تواجده هناك  ، كما كان معروفاً بحقده وكراهيته وعدائه لجميع  ابناء الاغلبية العراقية وكذلك الاكراد ؛  الا ان   حقده وعداءه للمسلمين الشيعة ولاسيما اهل الجنوب  أشد وأكثر.... , وكان (المجرم القاتل ابن صبحة ) شديد العداء والكراهية للعلماء والاحرار والشخصيات المحترمة لاسيما الشيعية منها ، لأن حظه من العلم كان قليلاً جداً، وكان يشعر بعقدة الحقارة أمام العلماء والمثقفين والمفكرين والشجعان والشرفاء وابناء الحسب والنسب ، ولذا كان يحط من مكانة العلماء والمثقفين والاساتذة والمعلمين والاحرار والشيوخ  الاصلاء والضباط المحترمين  ، ويكيل عليهم السباب والشتائم والإهانات  بل ويستخدم الالفاظ الفاحشة ويبصق بوجوه الاخرين كما فعلها مع بعض الضباط اثناء الانتفاضة الخالدة عام 1991  ؛ ويشتم رجال المعارضة الاحرار وهم موتى كما كان يسمي الشهيد محمد باقر الصدر بالمقبور بينما ترحم على السيد الخميني وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه انفا    ... .

ورغم الإرهاب الذي كان يمارسه صدام وسياسة البطش والاستبداد والقتل الذي اعتمده لإرساء قواعد نظامه الجائر، لم يستسلم الشعب العراقي الاصيل ، وبدأت أصوات المعارضة ترتفع من هنا وهناك ، وانطلقت احتجاجات  شعبية وعمليات جهادية عديدة ضد  المجرم صدام و زبانيته التكارتة ... ؛  وكان الثائرون من الشيعة والاكراد  لديهم هدف واحد، هو القضاء على نظام حزب البعث وصدام الجائر، وكانت أهم تلك الثورات : الانتفاضة العراقية الخالدة عام 1991 .

 وعندما دخلت قواته الاجرامية و زبانيته الارهابية الى مدن ومناطق الجنوب والوسط والمدن الدينية  المقدسة  ؛ امرهم بقتل الجميع وبلا استثناء حتى الاطفال والنساء والشيوخ والناس العزل , وخربوا المدارس واحرقوا واتلفوا المكتبات الدينية والتاريخية ودمروا المساجد بما فيها مراقد الائمة المقدسة ؛ وزجوا بمئات الالاف من الضحايا في غياهب سجون ومعتقلات الرضوانية الرهيبة والشعبة الخامسة والامن العامة وسجن ( ابو غريب ) وغيرها ... ؛ بالإضافة الى دفن عشرات الالاف من العراقيين الاصلاء في الحفر والقبور الجماعية وهم احياء ...  ؛ كما هدموا مئات البيوت والمساجد والدوائر   ؛ ناهيك عن انتشار الاف الجثث والضحايا في الشوارع ؛  تنهش اجساد البعض منها الكلاب السائبة  .