منذ فترة و أنا أختنق مما أقرأ و مما أري حولي، على التلفاز و الإنترنت بل و الكتب. يعتريني شعور بإنه فيروس قد انتشر في عقول البشر، يبدو أنه يلغي المنطق و المبادئ لدي الكثيرين، فهو يضرب مباشرة في أساس تفكير كل بني أدم. دائما ما آقف مذبهلًا أمام الأشخاص الذين يعتريهم مثل هذا المرض، اقف حائرا بين المصطلحات و الأفكار الغريبة التى تنبع من أفواههم مثل رائحة بلوعة كريهة، ماذا أصاب عقولهم ؟
أصبح الرقص ثقافة شرقية يقام فيها المسابقات و تذاع على التلفاز برعاية الراقصة دينا و يشاهد البرنامج العديد من الألاف، من الأباء و الأمهات و البنات، أصبحت تلتف العائلة حول التلفاز لتشجيع الراقصات و اختيار افضلهن، أي زمن هذا الذي تجتمع فيه عائلة حول التلفاز ليشاهدوا سوا الراقصات و العري و تشجيع الرقص على إنه ثقافة ؟ ماذا جرى للأباء، أين التربية و الأساس السليم و المبادئ، بل أين الحياء ؟
الحياء ؟ هذا قصة أخري، فالمجتمع أصبح بلا حياء، فانشرت الملابس الضيقة كانتشار الجراد، و أصبحت البنت الصغيرة ضحية لمثل هذا النوع من الملابس، و الكبيرة “العاقلة” تتحجج بأنها الموضة و إن هذه هى الملابس التي تباع في الأسواق، لا و الله ما كانت هذه أبدا مبادئ الإسلام و لا كانت هذه فقط هى أنواع الملابس التي بتاع في الأسواق. بارك لربي لكل بنت عفيفة تتسم بالحياء و الاحتشام، تتعامل بفطرة الإسلام و لا تلبس على الموضة، فأصبحت هذه الصفات هى عملة نادرة وسط كل ذلك الضلال و التنويم المغنطيسي … التنويم المغنطيسي ؟
هذه قصة أخري، فلتذهب إلى أحد محلات الكتب، و لتقتنص لنفسك ٤ او ٥ روايات أدبية “هالله هالله على الأدب و الآدب هالله هالله علىه” و لتستنبط ماذا يفعل هذا الأدب بعقول الناس، إنه ليس الأدب، انه قمة قلة الأدب، ما تفعله هذه الكتب هو غسيل مخ تحت اسم الحرية و تحت شعار الحب. هؤلاء الكتاب هم من يدينون التحرش بالبنات في نفس ذات الوقت الذي يكتبون فيه العديد من الكتب التي تدور حول العلاقات و الحب و صفحات متتالية من القصص “دون المستوي” و العديد من الأفلام التي تدور حول جسم المرأة و الخيانة و قصص الحب الوهمية التي أودت بدماغ البنات بل و الأولاد إلى الجحيم، فكل من يتزوج يتخيل نفسه روميو و هى جولييت و يفاجئ بأن الواقع يختلف تمامًا عن الأفلام. و هنالك ذلك الكتاب الذي يتكلم عن مراحل الحب و ما يحتويه من ألفاظ بذيئة لا تحدث بين شخصين يكنون الاحترام لبعض، و يبدأ الكتاب بتخطي كل مبادئ و تعاليم الدين الإسلامي و تجد هذا الكتاب هو محل اهتمام معظم البنات “للأسف” و يحتل المركز الأول في المبيعات، أصابتني قشعريرة عندما قرأت اول عشر صفحات من هذا الكتاب اللئيم، و عندما تناقشت مع من يقرأوه، كانت حجتهم أن الكتاب له نهاية جيدة، يجب ان تجربوا الخمر أيضًا فله نهاية جيدة !
حرية المرأة ؟ لا أدري إن كانت هذه الكلمة جزء من حرب داخلية أم حرب خارجية، و لكني على يقين أنها الحرب، فقد تم ارتكاب كل الجرائم الفكرية تحت شعار هذه الكلمة، أصبح الرجال ذوي الأهداف غير المعلنة ينطلقون حربًا لنشر هذه الكلمة و أصبحت البنات بلا وعي ترتكب ما ترتكب تحت شعار هذه الجملة، بالنسبة للبنات أصبحت هذه الكلمة تمثل تقليد كل ما يستطيع الرجل أن يفعله دون مراعاة لكرامتها و حيائها و كون اختلاف النوع ! هل هذه الحرية بالنسبة لكم ؟ التقليد دون وعي ؟
التلفاز و الكتب و الأقلام و البرامج و بعض الجمل الغريبة على الانترنت ما هى الا بمثابة حرب على اولادتنا و بناتنا، فأصبح الرجال ديوثين و سلبوا من بناتنا الحياء و العفة، و فسدت الأخلاق و انتشر الجهل، بل انتشر أنصاف المثقفين و أنصاف العقول. خلاصة القول أنه يفسد المجتمع حينما تفسد المرأة. يجب أن نعي ما نقرأ و نفهم ما ننشر و لا نمشي كالقطيع خلف كل الضلال المنتشر، اثبتوا على الحق هداكم و هدانا الله