إ

مهندس برمجيات

مدة القراءة: 3 دقائق

الأخلاق في زمن النفاق

منذ فترة و أنا أختنق مما أقرأ و مما أري حولي، على التلفاز و الإنترنت بل و الكتب. يعتريني شعور بإنه فيروس قد انتشر في عقول البشر، يبدو أنه يلغي المنطق و المبادئ لدي الكثيرين، فهو يضرب مباشرة في أساس تفكير كل بني أدم. دائما ما آقف مذبهلًا أمام الأشخاص الذين يعتريهم مثل هذا المرض، اقف حائرا بين المصطلحات و الأفكار الغريبة التى تنبع من أفواههم مثل رائحة بلوعة كريهة، ماذا أصاب عقولهم ؟

أصبح الرقص ثقافة شرقية يقام فيها المسابقات و تذاع على التلفاز برعاية الراقصة دينا و يشاهد البرنامج العديد من الألاف، من الأباء و الأمهات و البنات، أصبحت تلتف العائلة حول التلفاز لتشجيع الراقصات و اختيار افضلهن، أي زمن هذا الذي تجتمع فيه عائلة حول التلفاز ليشاهدوا سوا الراقصات و العري و تشجيع الرقص على إنه ثقافة ؟ ماذا جرى للأباء، أين التربية و الأساس السليم و المبادئ، بل أين الحياء ؟

الحياء ؟ هذا قصة أخري، فالمجتمع أصبح بلا حياء، فانشرت الملابس الضيقة كانتشار الجراد، و أصبحت البنت الصغيرة ضحية لمثل هذا النوع من الملابس، و الكبيرة “العاقلة” تتحجج بأنها الموضة و إن هذه هى الملابس التي تباع في الأسواق، لا و الله ما كانت هذه أبدا مبادئ الإسلام و لا كانت هذه فقط هى أنواع الملابس التي بتاع في الأسواق. بارك لربي لكل بنت عفيفة تتسم بالحياء و الاحتشام، تتعامل بفطرة الإسلام و لا تلبس على الموضة، فأصبحت هذه الصفات هى عملة نادرة وسط كل ذلك الضلال و التنويم المغنطيسي … التنويم المغنطيسي ؟

هذه قصة أخري، فلتذهب إلى أحد محلات الكتب، و لتقتنص لنفسك ٤ او ٥ روايات أدبية “هالله هالله على الأدب و الآدب هالله هالله علىه” و لتستنبط ماذا يفعل هذا الأدب بعقول الناس، إنه ليس الأدب، انه قمة قلة الأدب، ما تفعله هذه الكتب هو غسيل مخ تحت اسم الحرية و تحت شعار الحب. هؤلاء الكتاب هم من يدينون التحرش بالبنات في نفس ذات الوقت الذي يكتبون فيه العديد من الكتب التي تدور حول العلاقات و الحب و صفحات متتالية من القصص “دون المستوي” و العديد من الأفلام التي تدور حول جسم المرأة و الخيانة و قصص الحب الوهمية التي أودت بدماغ البنات بل و الأولاد إلى الجحيم، فكل من يتزوج يتخيل نفسه روميو و هى جولييت و يفاجئ بأن الواقع يختلف تمامًا عن الأفلام. و هنالك ذلك الكتاب الذي يتكلم عن مراحل الحب و ما يحتويه من ألفاظ بذيئة لا تحدث بين شخصين يكنون الاحترام لبعض، و يبدأ الكتاب بتخطي كل مبادئ و تعاليم الدين الإسلامي و تجد هذا الكتاب هو محل اهتمام معظم البنات “للأسف” و يحتل المركز الأول في المبيعات، أصابتني قشعريرة عندما قرأت اول عشر صفحات من هذا الكتاب اللئيم، و عندما تناقشت مع من يقرأوه، كانت حجتهم أن الكتاب له نهاية جيدة، يجب ان تجربوا الخمر أيضًا فله نهاية جيدة ! 

حرية المرأة ؟ لا أدري إن كانت هذه الكلمة جزء من حرب داخلية أم حرب خارجية، و لكني على يقين أنها الحرب، فقد تم ارتكاب كل الجرائم الفكرية تحت شعار هذه الكلمة، أصبح الرجال ذوي الأهداف غير المعلنة ينطلقون حربًا لنشر هذه الكلمة و أصبحت البنات بلا وعي ترتكب ما ترتكب تحت شعار هذه الجملة، بالنسبة للبنات أصبحت هذه الكلمة تمثل تقليد كل ما يستطيع الرجل أن يفعله دون مراعاة لكرامتها و حيائها و كون اختلاف النوع ! هل هذه الحرية بالنسبة لكم ؟ التقليد دون وعي ؟

التلفاز و الكتب و الأقلام و البرامج و بعض الجمل الغريبة على الانترنت ما هى الا بمثابة حرب على اولادتنا و بناتنا، فأصبح الرجال ديوثين و سلبوا من بناتنا الحياء و العفة، و فسدت الأخلاق و انتشر الجهل، بل انتشر أنصاف المثقفين و أنصاف العقول.  خلاصة القول أنه يفسد المجتمع حينما تفسد المرأة. يجب أن نعي ما نقرأ و نفهم ما ننشر و لا نمشي كالقطيع خلف كل الضلال المنتشر، اثبتوا على الحق هداكم و هدانا الله

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات