في بداية عام 2015، في ظل انتظاري لكل هو ما آت، في انتظاري لأداء وقت التجنيد فالجيش و علمي بالصعوبات و المشاكل التي سأواجهها و اختلاف التفكير و ابعتادي عن عملي، أتاني ما لم أكن أنتظر. مازال المشهد يتكرر أمام عيني ثانية تلو الأخرى، و مازلت أعيش تلك اللحظة منذ أن استيقظت اليوم. لا يُمكن لهذا الشعور أن يُنسى، لا يُمكن لذلك الخوف أن يتبدد، إحساس بالعجز و الضعف، تلك اللحظة التي يتوقف فيها عقلك عن إرسال الإشارات لعضلات جسمك فتقف ساكن بلا حراك أو تفكير و لا تشعر بداخلك إلا بفراغ حالك، و ما إن تنتهي تلك اللحظات حتى يعود إليك كل شئ دفعة واحدة و يصطدم عقلك بالواقع فتفيق و تنصطدم مرة أخرى بما جرى محاولًا استيعاب ما لا يمكن استيعابه و تبدأ بحساب الفرص و ما كان يمكن أن تفعل و لا تفعل حتى تبدأ التفاصيل في الإنهيار و يتبقى لك ذلك الشعور بالعجز، ثم لا يتبقى لك الا ذلك الألم.
كنت أمشي مع صديق لي في إحدى مناطق الجيزة بجوار المترو، حقيقة، في الشارع الذي انتقلت إليه من فترة صغيرة، متجهين إلى الشارع الرئيسي لنقابل باقي اصدقائنا، كنت أمسك هاتفي الذكي و ننظر سويًا إلى الخريطة لنرسل العنوان إلى صديق لنا، في تلك اللحظة توقف صديقي لسبب ما، فرفعت رأسي لأري لماذا توقف، فوجدت شخصاً ما يقف أمامي بوجه غاضب و شخص أخر يمسك بصديقي.
كان الظلام يسيطر على كل شئ و لكن بعد تركيز وجدت مسدساً مصوبًا الى رأسي، لحظات حتى أفقت و أدركت أنه مسدس و أنه يريد مني أن أسلمه هاتفي الذكي، و ضعت هاتفي الذكي في جيبي و نظرت خلفي فلم أجد أحدًا، فقال لي “جرب أن تجري، فما هى إلا طلقة واحدة و أنهي كل شئ”، لم استطع أن أفعل شيئًا إلا أن انتظر طلقة الرحمة، و لكنه لم يفعل، بل ضربني بقوة باستخدام كعب المسدس على كتفي. و أتى الشخص الأخر -بعد أن آخذ هاتف صديقي و فتح مطوته استعدادًا للحرب- فما كان مني إلا أن سلمت الهاتف، و كان ثالثهم على الدراجة النارية استعدادًا للطيران بالغنيمة، فركبوا كلهم و انطلقوا فارين، ووقفت أنا و زميلي في أماكننا للحظات دون حراك، إلا أن شعرت بالخبطة على كتفي و بدأ الألم ينتشر في ذراعي الأيسر.
قدر الله و ما شاء فعل، الحمدلله.