Image title
مسنين منسيون

تغرق الأماني و تمضي السنين ..
وما ازال بقلمي انسجه لأجلهم أوراق ..
… .. … .. …
كان هُناك شيخ كبير السن ..
قد عصفتَ به الحياة عامان ..
فلا تسألوا عن قلبّ لأجل ابنان شاخ و ضاق ..
لا تسألوا عن أبّ تركُه الأبنين ..
كيف ملامِحه الآن ؟!..
بعدما كان القلب خفّاق
قد شاخ و جفّت بسمته وارتحل .. و أُحرِق قلبه على حرقه إحراق ..
لا تسألوا عنْ حياته و كيف أرصُدها بقلمي علي الورق ..
قد قَتلَ بسمته زمن خائن أفّاق ..
قد بكى و تبللت بعض منْ رسالته .. وجدبت أرضه و جفّت من دمعها أحداق ..
كَ طائر جريح ،، قُصّت أجنحته .. كلما رفرف، وجد العجز سبّاق ..
كَ فارس كسيح ،، سُلِبت أسلحته.. قد قـُتِل من كان لا يعرف إخفاق ..
– – –
في رسالته يقولَ ..!
ليتَ من يهواه القلب لا نـُفارقه..
قد زاد شوقي لكَم على شوقي أشواق ..

عامان أيها الابنان .. وحديثكم و وجهكم مٌجانبه..
قد بكت النجوم لحالي و رأيت من القمر إشفاق ..

عامان أيها الابنان .. و نهار الصباحَ لا أقابله..
قد ملّت حديثي نجُوم و أوراق ..

كان زمنٌ .. قد جرّ عليّ مسالبه..
ماتت أماني وقـُصّت أجنحة وقـُطّعَت أعناق ..

كان صباحَ طويل قد وجد مني مهاربه ..
و أبت شمسي أن تـُطل بإشراق ..

” فجر الصباح منذ عامَين لازلت أعاتبه ..”

لمَ أرى الطيور مختبأة في الأعماق ..؟
أطل للقمر الحزين في كبد السماءَ..

لمَ من نأبى رحيله يسلكُ الفراق .. ؟
و أتساءل عن زمن تعهد لي ببسمة و صفاءَ..

لمَ قد تركني منْ كان مِن دمي وخان الميثاق ..؟
رحلتمَ منذ عامان ولازلتَ أتساءل في استياءَ..

لمَ جفّ من العين دمعا حزينا برّاق .. ؟
بعدكم قد بُصِقـَت أرضا الأماني ..
وضاعت أحلامي خلف جسور و آفَاق ..
… .. …
يا قارئة رِسالتي :
” لو تعلمين كم منْ لليل وصباحَ أبكاني .. كُلما تذكرتَ أحد أبنائي ..
” لو تدرين كم الفراق أشجاني ..على شوقي لأحد قد زاد اشتياقي ..

لا تسألي عن حزني ..كيف الحزن يلازمني .. قد ذاق قلبي حزنا وتجرّع ألما و ذاق ما ذاقي ..
لا تسألي عن زمنٍ..كيف الزمن يخادعني .. قد أزاد على إرهاق قلبي إرهاقي ..

” منذ عامان والبسمة لا تـُصادفني .. قد قـَتَلوا بعقوقهم أباً و جداً ..”

… .. … .. …

عندها كتبتَ رسالة

لا أعلم ان وصلتَ وقرأها أحد أبنائه ..

لا تسألوا .. عن قلب لأجلكم شاخ و ضاقه ..
منذ عامان و الذكرىِ لا تـُفارقه ..
منذ عامان و صور الحزن لا تتركه ..
منذ عامان غدَت أحلامه ممزقةٌ..

لا تسألو كيف تمضي السنين ..
ولم يجف حبري على أوراق
لا تسألوا .. كيف يبقى الحنين..
ولم يكن نِسياني سبّاق
لا تسألوا لِما قلبي قد أصبح الحزين ..
كيف دمرته قصصهم وارهقته ارهاق ..

” سيأتي يومَ ولكُم مثل مافعلتم بالوالدين”.. انتهت ولله الحمد

تذكر:

ليسوا صخرة صماء إنتهى تاريخها …
أو لوحة مجردة علقتَ على جدرانها …
أو ببكم عن الكلام لا يعبر عن أريجها …
أو بقايا إنسان محطم الفؤاد أو تائها ..

بل أَبيك_أمك