Image title
مسنين منسيون

من نافذة الغرفة المُطلة على الساحة رأيتهم مطمئنين ، أكثر مما لفت لهُم أنظاري مسنين ..!

كانا كَ عصفورين ..
قد حطا على غُصن منْ الوسن ..
أجالا العمر تحليقاً وعادا ساعة الوهنِ ..
تناثر ريشهم لما تنامتَ سُرعة الزمنِ ..
تجاعيدُ هي الذكرى بنقش الكدِ والحزنِ ..
أحالتَ هيكل الأحلام بيتاً موحش السكنِ ..
بأيديهم عصا الترحال منْ وطن إلى وطنِ ..
… .. … ..
لكُم خاضا غِمار العمر لا عيش بلا ثمنِ ..
وعادا منْ صهيل الوجد ينقادان بالرسنِ ..
وغطا في سُبات الحلم منجذبين في علنِ ..
ذهبتَ اليهمَ وسألتهمَ فعلمتَ أنهم كانا يحلُمان بالابن ..
يقولون :
هو يَروي العطاشَ من الدموعِ الغاليات بكل جفنِ ..
يتسألن عن حاله :
أتُراه ـ يا رحمنُ ـ
بين السحب في قطرات مُزْنِ ..
أتُراهُ – يا رحمنُ –
في الأقمارِ بدرَ النيّراتِ قريرَ عينِ ..
” كانا أسعد مُسنين عِندما يحلمان ”

أكثر مما ألمني رسالة كُتب فيها : مهما فعلوا الأبناء هُم في فؤادنا دفقةُ الحبِّ الكبيرِ وألفُ لحنِ ”