Image title
مسنين منسيون

في صباح يوم الأثنين ..
كَ العادة ذهبت الى الدار ..
حيث رأيت أحدهم يكتب على الجدار ..
سامحوني يا ابنائي فقد ضاع العنوان ..
… .. …
لا يعلمَ الى أين يأخذه هذا الطريق لقد نسي اسم المكان .. والذكرى اللتي حدثت في زمان ..

” كان مُسن مصاب بزهايمر”

أوقات كان يطلب أحد أن يدلوه عن بقية الذكرى فقد تاهت أحاسيسه وأشجان ..
أوقات يطلب أن يدلوه عن أيام ما أحلاها تلهج بذكري ابنائه في زمان ..
… .. …
” تم الشفاء ومع شفائه أتى السؤال ”


يقول : أين الذكريات التي وئدت في أمسي الفان ؟
وأين الأبناء ؟ أجبتَ
للأسف ؟ وضعوك هنا وارتحلوا لقد تقصفت في غابات حزن ونسيان ..

هو قد تذكَر .. أياماً مع ابنائه .. احتوت وسع وأركان ..
و أياماً .. قهروا قلبه و الوجدان ..

قُلت له :
نم قرير العين وتحاشى السؤال عنهم .. وعن الجديد في الابنان ..
أغفو على ألمي .. وتيبس وجنتي .. وتنزوي من دمعي أجفان ..
ستصحوا كل يوم .. فما ألقى منك سوى تذكرك في ماضي الفان ..

وتحدثت في نفسي ..!
خشية من أن أزيد فوق حُزنه ..!
: حتى لو سئلت عنهم .. فلا جواب بعد السؤال سوى نظرةً عبرت والقلب ولهان ..
أبنائك لا يريدون معك أن يجتمعان ..!

قلتَ له : اتسائل مالك والأشواق ترسو في مخيلتك .. وصخب الوجد أعماك ..

قال :
لا لتلموني أنا أباً .. فعزائي الوصال لعيناي .. يوم البعد أعراني ..
والله ما كررت النظر فيهم الأنظاري .. إلا وهب منهم أريج من الذكرى أدفاني ..
وانبرى أملي بعد النجوى .. وأرتمي اليأس من دهري وأزماني ..
كيف أبتعد عنهم وفيهم ارى ملامحي .. مع صورة أم أبنائي ..

فيا مودةً نسجت ورطبت ..
مع قلمك وفكرك وألحانك ..

اكتبي بأني سأبقى بالورود الحمر .. أقطفها لهم في ركاب وجداني ..
وسأبقى لهم بمداد الحب في خُلدي .. وسيسكب دوما دمعاً على أجفاني ..
فهذه حدائق العطف تجلت في نثر أحزاني ..
فلهم محتوى قلبي بها .. والقلب طلسمٌ في الأسفار أعياني ..
هذا ما كان مني يا أبنائي ولكم في خيالي موعداً ثاني ..
مع قلمك وفكرك ولهيب خواطرك ودمع أحزاني ..

و الأن اعذروني حان موعد نومي .. وفي أحلامي لا أُحب أن أُطيل هناك من ينتظروني .. تسألت من قال : أبنائي ..!