كتناتشيو (بالإيطالية: Catenaccio) هي طريقة لعب إيطالية أصلها سويسري (ٍverrou suise) وتعني بالإيطالية (القفل).

قام المدرب النمساوي كارل رابان في عام 1932 مع فريق سيرفيت السويسري بابتداع خطة جديدة دفاعية تمامًا يعجز المنافسين عن مواجهتها وهي خطة القفل

الخطة كان توزيعها على أرض الملعب دفاعيا 1-4-2-2-1 (3-2-2-3 أو 1-4-4-1 أو ببساطة 5-4-1)

وفي حالات الهجوم كانت 4-1-2-2-1 (4-1-2-3 أو 4-5-1).

Image title
خطة 4-2-2-1 في كاتيناتشو

أسلوب اللعب في الخطة كان يعتمد على خط دفاعي مكون من أربعة لاعبين يلعبون بأسلوب الرقابة اللصيقة مع لاعبي الفريق الخصم

إضافة إلى لاعب خامس ذي نزعة دفاعية كبيرة خلف خط الدفاع الرباعي وأمام حارس المرمى مباشرة أسماه رجل القفل (الليبرو )

أما خط الوسط فيتكون من لاعبين في القلب مع جناحين يتقدمان للأمام وأمام خط الوسط كان المهاجم الوحيد للفريق.

كان رجل القفل بالرغم من وقوفه خلف لاعبي الدفاع صاحب مهام هجومية مماثلة لمهام صناع اللعب الكلاسيكيين ...

حيث كانت تُعاد له الكرة عند استخلاصها من أحد لاعبي الدفاع الأربعة للبدء بالهجمة لفريقه فكونه آخر لاعب متأخر بين زملائه بعد حارس المرمى

وغالبًا كان يُمرر الكرة لأحد جناحي خط الوسط المتقدمين واللذين كانا يجدان المساحات في الهجمات المرتدة مستغلين تقدم لاعبي الفريق المنافس

أسلوب كارل رابان لاقى نجاحا كبيرا مما جعله يعتمد عليه بشكل دائم مع الفرق التي لعبها وأهله لتدريب المنتخب السويسري

درب كارل رابان المنتخب السويسري 1937-1938 و 1942-1949 و تمكن باستخدام هذه الخطة من الفوز على منتخبات قوية وإقصائه ألمانيا من كأس العالم 1938

Image title
الإيطالي نيريو روكو الملقب بالبارون

الإيطالي نيريو روكو الملقب بالبارون هو أول من نقل تكتيك الكاتِناتشيو الى ايطاليا وطوره حتى أصبح الطاليان لا يعرفون الا به

روكو حقق نجاجات كبيرة مع ترييستيا الايطالي في الخمسينات ومع ميلان في الستينات بسبب تكتيك القفل

روكو اعتمد مع فريقه ترييستينا على خطة 1-3-3-3 (1-3-3-2-1) هجوميا

وفي الحالات الدفاعية نظام 1-4-4-1 أو 1-4-3-2 بحيث يتكون الدفاع من ثلاث لاعبين خلفهم لاعب رابع ذلك اللاعب كان الليبرو

الليبرو :كانت مهامه دفاعية بحتة (على عكس رجل القفل في خطة رابان) و كان أحد لاعبي خط الوسط يعود للدفاع ليُصبح الدفاع مكونَّا منه و4 مدافعين

مهمة الليبرو هي التغطية على أخطاء زملاءه واستخلاص الكرات التي تمر خلف الخط الدفاعي في حال لعب الخصم على الكرات الطولية

مهمة الليبيرو: رقابة ثنائية لصيقة مع أحد زملاءه في خط الدفاع الرباعي في حال اقتضى الأمر الحد بشكل قوي من خطر لاعب مهم في الفريق الخصم

فرانز بيكنباور أفضل من لعب في مركز الليبرو حيث كان يقوم بأدوار هجومية كبيرة طبقًا لأسلوب رابان وكذلك القيام بالأدوار الدفاعية على طريقة روكو

Image title
فرانز بيكنباور

الأرجنتيني هيلينيو هيريرا

Image title
المدرب الأرجنتيني هيلينيو هيرِّيرا

ذلك الأمر كان سببه الأساسي الاعتماد على خطة الكاتِناتشيو بأسلوب مختلف تمامًا وذلك عبر ابتداع اشتقاق لخطة 5-3-2 حيث كان الرسم الخططي لفريق هيريرا 1-3-4-2 في الحالات الهجومية و 1-4-3(1-2)-2 في حالات الدفاع عبر تراجع الجناح الأيمن في خط الوسط لمركز الظهير الأيمن. وبالرغم من القوة الدفاعية لهذه الخطة إلا أن قوتها الهجومية تكمن في جناحي خط الوسط ومهاجم متأخر ومهاجم كلاسيكي أمامهما.

هيريرا كان يعتمد على الدفاع طوال الوقت واستغلال الفرصة المثالية (سواء من هجمة مرتدة، كرة ثابتة أو اقتناص أخطاء الخصم) لتسجيل هدف الفوز ثم العودة بكامل اللاعبين لاستخدام أسلوب دفاع المنطقة عدا ثنائي الهجوم وهو ما جعل هجمات المنافسين مجرد تمرير عرضي للكرة بين لاعبي الفريق المنافس دون أي فاعلية في ظل عدم تواجد أي ثغرة لاختراق دفاعات إنتر ميلان.

الكرة الهجومية ضد الدفاع المطلق

في عز توهج إنتر ميلان وخطة الكاتيناتشيو وتربع إنتر ميلان على عرش الكرة العالمية وفي ظل تطبيق الخطة ذاتها على  المنتخب الايطالي الذي اعتقد الكثيرون أنه قادر على إنهاء السيطرة البرازيلية على كأس العالم تمكن فريقين من القيام  بالمهمة المستحيلة في أكبر المحافل وحطموا التفوق الدائم للكرة الدفاعية وذلك عبر الاعتماد على خطة هجومية من الطراز الأول.

الفريق الأول كان  سيلتيك الاسكتلندي في نهائي نهائي دوري الأبطال عام  1967والذي اعتمد على خطة 4-2-4 الهجومية البحتة (و التي اندثرت مع مرور الوقت ولم يعد هناك من يستخدمها في وقتنا الحاضر).

تلك الخطة تمكنت من مقارعة خطة 5-3-2 التي كان يُطبقها هيريرا مع إنتر ميلان وقادت سيلتيك للفوز على إنتر ميلان وتحقيق اللقب الوحيد للفريق الاسكتلندي في دوري الأبطال وهو اللقب الأول لفريق بريطاني في دوري الأبطال. تظل هذه المباراة محفورة في تاريخ كرة القدم العالمية وعلى الأخص في أذهان مشجعي كلا الفريقين فالبطل فاز بلاعبين مساقط رؤوسهم لا تبعد أكثر من 50 كيلومترا عن مركز العاصمة الاسكتلندية غلاسكو

في المقابل كانت هذه المباراة إيذانا ببداية النهاية لخطة الكاتيناتشيو التي منحت إنتر ميلان هيمنة على الكرة الإيطالية والعالمية في عقد الستينات خاصة بعد تصريحات جوك ستين مدرب سيلتيك بأن هذه المباراة هي انتصار للكرة الهجومية  وبداية لعصر جديد في عالم الكرة في ظل اعتبار الكثيرين أن أسلوب الكاتِناتشيو الخاص بهيريرا قدم كرة قدم غاية في الملل كما خسر إنتر ميلان في الموسم ذاته لقب الدوري الإيطالي في آخر جولاته إضافة إلى الإقصاء من نصف نهائي كأس إيطاليا.

Image title
جوك ستين مدرب سيلتيك

الفريق الثاني كان المنتخب البرازيلي  في نهائي كأس العالم 1970 والذي اعتمد على الخطة ذاتها. منتخب البرازيل التقوا بالمنتخب الإيطالي في نهائي أفضل كؤوس العالم على الإطلاق كما يرى الكثير من المحللين خاصة بعد مباراة نصف النهائي النارية بين منتخب إيطاليا والمنتخب الألماني والتي انتهت بفوز المنتخب الإيطالي بنتيجة 4-3 في الوقت الإضافي وصنفت هذه المباراة الأفضل في القرن الماضي.

و قد لقن لاعبي منتخب البرازيل لاعبي منتخب إيطاليا درسا لا ينساه في استراتيجية الخداع الكروي فاستغلالا للإرهاق الذي أصاب لاعبو المنتخب الإيطالي وبعد التقدم في النتيجة مبكرا عبر هدف  بيله قام المنتخب البرازيلي بقيادة المدرب  ماريو زاغالو بخداع استرتايجي عبر ترك الاستحواذ للمنتخب الإيطالي والذي تمكن من تسجيل هدف التقدم في الدقيقة 37 عبر مهاجم إنتر ميلان روبيرتو بونينسينيا.

Image title
ماريو زاغالو

و ما إن تمكن الإرهاق من الطليان حتى قام البرازيليين بشن هجماتهم المكثفة والمدمرة . لم يُفلح التكتل الدفاعي من الوقوف أمام حاجز الإرهاق وسرعة لاعبي المنتخب البرازيلي بالكرة وبدونها و انتصروا بثلاثة أهداف ، ليُتوجوا أنفسهم أبطالا للعالم للمرة الثالثة بعد عاميويحتفظوا بكأس  جول ريميه (الكأس القديمة للبطولة) للأبد

الكرة الشاملة قضت على الكاتِناتشيو

اعتُبِرت كرة القدم الشاملة التي ابتدعها المدرب الهولندي رينوس ميتشلسر وطبقها مع أياكس أمستردام على خطة 4-3-3 بين عامي  1969 و 1971 واعتمد عليها أيضا مع برشلونة بعد ذلك وأيضا مع  المنتخب الهولندي  في كأس العالم 1974.

Image title
رينوس ميتشلسر

كرة القدم الشاملة كان أسلوبا مرنًا للغاية لا يلتزم فيه أي لاعب بمركزه الأصلي حيث كان بمقدور كل لاعب أن يُصبح مهاجما، لاعب خط وسط أو مدافعا، في ظل المرونة الفنية العالية للاعبيه واللياقة البدنية الكبيرة والسرعة العالية لنجوم منتخب هولندا. ففي حالات الهجوم كانت الخطة تتحول لتُصبح 1-1-8 وفي حالات الدفاع تتحول إلى 1-6-2-1. قد تسببت هذه الخطة باندثار العديد من أساليب اللعب المعتمدة دفاعيا على الرقابة اللصيقة لذا بدأ الكثير من المدربين في محاولة اختراع أساليب تجمع دفاع المنطقة مع الرقابة اللصيقة.

أسلوب اللعب بدفاع المنطقة

يعني أن كل لاعب خط وسط ومدافع يكون لديه تمركز محدد بحيث يخطي منطقة محددة وعندما يخرج لاعب من منطقته الخاصة يقوم أقرب زميل له بإعادة تعديل تمركزه ليغطي منطقته ومنطقة زميله. وعبر تطبيق أسلوب دفاع المنطقة على التوزيع الخططي لخطة الكاتِناتشيو والتي تعتمد على الرقابة اللصيقة بشكل رئيسي وتكون فيها مهام القشاش تطبيق الرقابة الثنائية مع أحد زملائه في خط الدفاع تكونت خطة الزونا ميستا (Zona Mista) تعني المنطقة المختلطة.

Image title
طريقة زونا ميستا

في خطة الزونا ميستا يكون هناك أربعة مدافعين متكون من قشاش حر التحرك لدعم زملاءه في خط الدفاع وفرض الرقابة الثنائية على أحد اللاعبين الخطرين للفريق المنافس حينما يستوجب الأمر ذلك، إضافة إلى خط دفاعي مكون من ثلاثة مدافعين: قلبي دفاع يُطبقان أسلوب دفاع المنطقة وظهير أيسر تكون لديه مهام هجومية ودفاعية حسب ظروف المباراة.

خط الوسط يتكون من لاعبي خط وسط دفاعيين وآخر محوري إضافة إلى صانع ألعاب يميل للجهة اليمنى رفقة الجناح الأيمن الذي كان مكلفًا بالتراجع للخلف في هجمات الفريق الخصم بشكل أكبر عن بقية زملائه في خط الوسط والتقدم للأمام ليُصبح جناحا أيمن في حالات الهجوم رفقة المهاجم المتأخر الذي كان يميل للجهة اليُسرى (و هو تطوير لمركز الجناح الأيسر في خطة الكاتِناتشيو) والمهاجم المتمركز في منطقة الجزاء.

كان أسلوب الزونا ميستا الذي طبقه المدرب التاريخي لإيطاليا انزو بيرزوتي في  كأس العالم 1982هو من أوصل الفريق للتويج بالذهب .

هذا التشكيل الخططي المعقد والذي يتغير شكله على أرض الملعب بشكل دائم كان مناسبا للغاية لمنتخب إيطاليا لتوفير نزعة دفاعية قوية وقوة هجومية ممتازة. وقد اعتمد أيضا المدرب الإيطالي المخضرم جيوفاني تراباتوني على هذه الخطة مع إنتر ميلان في موسم 1988-19899 والذي حصل فيه إنتر ميلان على آخر بطولة دوري في القرن العشرين





.