لماذا يذهب البشر للحرب لحل خلافاتهم؟؟؟
حلول النزاعات
هذا سؤال مثير للاهتمام ومعقد للغاية. هناك العديد من الأسباب الممكنة لماذا يلجأ البشر إلى الحرب، والتخصصات المختلفة لديها وجهات نظر مختلفة حول هذا الموضوع. فيما يلي بعض الحجج الرئيسية التي اقترحها عدد من العلماء والخبراء،
علم النفس :
يُقدم بعض علماء علم النفس التطوري حجة بأن الحرب هي نتيجة طبيعية للطبيعة البشرية، التي يشكلها الجينات الأنانية التي ترغب في البقاء على قيد الحياة والتكاثر. وفقًا لهذا الرأي، يتحرك البشر نحو المنافسة من أجل الموارد والزملاء والمكانة، ويستخدمون العنف كوسيلة لتحقيق هذه الأهداف. يُنظر إلى الحرب على أنها شكل من أشكال المنافسة بين الذكور، حيث يقاتل الرجال للحصول على فرصة أكبر للنساء والنسل. تستند هذه الحجة إلى افتراض أن البشر استمروا بتوريث سمات العدوانية لأسلافهم الذين عاشوا في مجموعات صغيرة من جماعات الصيادين وجاهزون دائمًا لمواجهة تهديدات من جماعات أخرى.
علم السياسة:
يُقدم بعض علماء السياسة حجة بأن الحرب هي خيار منطقي يتخذه الدول أو القادة، الذين يزنون التكاليف والفوائد للذهاب إلى الحرب مقابل بدائل أخرى. وفقًا لهذا الرأي، تنتج الحروب نتيجة لتصاعد التصادمات بين أطراف مختلفة تسعى لزيادة سلطتها أو أمانها أو ثروتها. يُنظر إلى الحرب على أنها عملية تفاوض، حيث يُستخدم العنف كوسيلة آخرى عندما تفشل المفاوضات أو عندما تكون هناك فرصة للحصول على ميزة على الخصم. تستند هذه الحجة إلى افتراض أن الدول أو القادة يتصرفون بطريقة استراتيجية ومصلحية، وأنهم قادرون على حساب النتائج المتوقعة لأفعالهم.
علم الاجتماع:
يُقدم بعض علماء الاجتماع حجة بأن الحرب هي ظاهرة اجتماعية تنشأ من تفاعلات وهياكل المجتمعات البشرية. وفقًا لهذا الرأي، تعد الحرب نتيجة للثقافة والأيديولوجيا والهوية والقوانين، التي تشكل كيفية رؤية الناس لأنفسهم وللآخرين، وكيف يمكنهم تبرير العنف أو إدانته. يُنظر إلى الحرب على أنها وسيلة للتعبير عن القيم والمعتقدات أو الأهداف الاجتماعية، أو وسيلة لحل مشكلات اجتماعية أو توترات. تستند هذه الحجة إلى افتراض أن البشر تتأثروا ببيئتهم الاجتماعية، وأنهم قادرون على تغيير سلوكهم أو مواقفهم اعتمادًا على السياق.
التاريخ:
يُقدم بعض علماء التاريخ حجة بأن الحرب هي حدث معتمد على الظروف والعوامل الخاصة بكل حالة. وفقًا لهذا الرأي، تعد الحروب نتيجة لعمليات تاريخية، مثل التطور الاقتصادي والابتكار التكنولوجي والتغيير السياسي أو التغير البيئي، والتي تخلق فرصًا أو تحديات لأطراف مختلفة. يُنظر إلى الحرب على أنها تطور الطبيعي للبشرية.
بالبحث في كل هذه الآراء المختلفة للعلوم سواء السياسي منها أو النفسي والاجتماعي وكذألك مؤرخين التاريخ أجد كباحث وكاتب أن الأمور غير مقبول بالنسبة لي لان كل هذه الآراء تحاول أن تجيب على السؤال لماذا يذهب الأنسان للحرب و كما قرأنا نجد التفسيرات للسلوك الإنساني الأكثر عدوانية ضد أخية الأنسان و التفسيرات التي يضعها العلماء و لكن هذه التفسيرات غير مقبولة بالنسبة لي-
لأنك ببساطة نحاول تفسير وتبرير قتل الأنسان لأخيه الأنسان ولكن السؤال مازال يطرح نفسه بقوة لماذا لا توجد طرق أخري لحل النزاعات بين البشر رغم وجود المحكمة الدولية والأمم المتحدة و غيرها من المنظمات ...... لماذا لا توجد منظمة أو محكمة دولية عليا يجتمع بها قضاة محايدين من كل أنحاء العالم وعندها يتقدم كل طرف بقضيته ويحاول أن يأخذ حقة بالقانون؟؟؟؟
قد تبدوا الفكرة مثالية بعض الشيء ولكن ما هي المشكلة في هذا الاقتراح ولماذا يلجأ البشر للصراع من الأساس!
دعنا نأخذ مثال شائع للحروب وهو مثال عام والأكثر حدوثا مثل الصراع الحدودي مثلا بين الهند وباكستان في إقليم كشمير وسوف ننظر للقضية الفلسطيني أيضا فأنا أعلم أن العديد من الناس يريدون الحديث عنها.
"مشاكل الحدود هي مشاكل أخترعها البشر في الأساس" ...... لان الطبيعة قد أوجدت لنا كوكب الأرض و بأماكننا أن نعيش علي كوكبنا و نتقاسم الموارد بكل بساطة و لا داعي للحروب و لكن بسبب أنانية البشر و حب التملك و الضغينة لدي الانسان قمنا بتقسيم الكوكب بيننا منعا للحروب و الصراعات و من ثما اختلفنا علي هذه الحدود و بدأت الحروب بالاشتعال و هذا يعني أن الانسان نفسة هو السبب الأساسي في الصراعات و ليس هناك أحد غيرة للوم علي هذه المشكلة.
بالنظر لمشكلة الهند و باكستان نجد ان تقسيم الحدود قد تم من قبل المحتل الإنجليزي الذي قسم الهند و باكستان من دون الأخذ في الاعتبار أي من الجوانب الإنسانية و التاريخية بين البلدين الناشئين و كذألك الأعراق و الأديان و مواقع السكان مما جعل الصراع يتأجج بين البلدين و هنا يكون طرح الحل القانوني للمشكلة منطقيا و هو ليس ضرب من الخيال لان في مصر عقب حرب يوم الغفران قد خاضت حربا قانونية طويلة في التحكيم الدولي علي مدينة طابا و التي كانت تطالب بها إسرائيل و نجحت مصر في النهاية في الحصول عليها و كذألك نفس النزاع كان موجود في وادي عربة بين الأردن و إسرائيل و قد تم الاتفاق علي عودة الأراضي المتنازع عليها بين الطرفين بعد فترة من الزمان و أنتهي الصراع ،
مما يعني أن حل المشكلة من الناحية القانونية ممكن ....... فلماذا لا يستخدم هذا الحل مع كل الصراعات؟
الإجابة بسيطة للغاية ..... لان الإنسان الاناني لا يريد أن يحل النزاعات بهذه الطريقة لان كل طرف لا يريد أن يقبل الخسارة ويسلم الأمر للحكم العقل ويفضل أن يلجأ إلي العنف لتفريغ طاقته و غضبة،
لان بالنظر للصراع المسلح يجب أن يكون هناك خاسر ومنتصر أيضا ونفس الشيء يتكرر في القضية فما هو الفرق إذا؟؟؟
الفرق أن الإنسان دائما يميل لغرائزه الأساسية الحيوانية وهي استخدام العنف والقتال وعندما نجد أن الذكور هم في الغالب المتحكمون في مثل هذه الصراعات فأن الغريزة الذكورية تسود ويلجأ الطرفان للعنف والسبب الحقيقي للحرب هو ان الإنسان لم يبلغ بعد التطور الاجتماعي المطلوب وبالأخص الذكور منهم لحل مشاكلهم بشكل عقلاني ولهذا تحدث الحروب.
هل نستطيع و قف الحروب فعلا ؟؟؟
الإجابة هي نعم ..... الحروب من الممكن أن تتوقف بسهولة .... عن طريق توقف البلدان الكبرى عن الهيمنة علي العالم و الرغبة في السيطرة مثل الولايات المتحدة الامريكية و إنجلترا و كذألك روسيا و الصين التي هي في صراع دائم للسيطرة علي موارد الكوكب من أجل القوة و تصفية النزاعات الحدودية بالطرق القانونية،
الطريقة المثلي هي تفعيل دور الأمم المتحدة الت تمتلك الإجراءات و القوانين و قوات حفظ السلام من أجل تطبيق القانون الدولي و ألغاء مجلس الأمن الذي تسيطر علية حفنة من الدول و تمتلك حق اعتراض الفيتو لتعطيل أي قرار و عدم أصدرا أي قرار غير ملزم مما يؤدي إلي عدم جدوي القارات الدولية و تفعيا دور قوات حفظ السلام الدولية الت تفتقر للعديد من المقومات لنزع سلاح الأطراف المتصارعة و قف القتال و لجوء الأطراف المحاربة لعرقلة القوات من أداء عملها في حفظ السلام العالمي .
مشكلة قوات حفظ السلام
قوات حفظ السلام تعاني من مشكلة أساسية و هي أن قواتها ليست تابعة مباشرة للأمم المتحدة حيث أنها تأتي من دول مختلفة و لا تخضع لسيطرتها بل لسيطرة الدول المساهمة و سياستها مما يؤثر علي قرارها و أدائها بالإضافة أننا نلاحظ في العديد من الأحيان ضعف التدريب لهذه القوات و نظرا لاختلاف جنسيات هذه الدول يكون المستوى التدريبي مختلف بالإضافة أن هذه القوات دائما ما تأتي من دول ضعيفة عسكريا في الأصل و خبرتها محدودة جدا في القتال مثل ( أثيوبيا ، مصر ، الهند ، بنجلاديش ، باكستان ) و غيرها من الدول الضعيفة و مشاركة الدول الكبرى محدودة للغاية مثل ( الولايات المتحدة الامريكية ، فرنسا ، أنجلترا ، روسيا و الصين ) مما يضعف الأداء العسكري للقوات بالإضافة لنوعية التسليح التي لا تحتوي علي مدرعات أو معدات دفاع جوي و طائرات حربية فهي ليس جيش في الأساس و يتم النظر لها علي أنها قوة شرطية و أمنية في الأساس مما يشكل صعوبة كبيرة علي هذه القوات في العمل الميداني .
افتقار القوات لخبراء عسكريين بشكل كبير في العمل علي تدريب هذه القوات و عدم و جود قواعد عسكرية أساسية لتدريب هذه القوات لان أغلب الدول ترفض و جود قوات أجنبية علي أراضيها و تعتبرها غزو و تدخل في مصالحها الداخلية.
بأماكن قوات الأمم المتحدة أنشاء معسكرات دائمة في الدول التي تم تعينها فيها للحفاظ علي الأمن و المراقبة الدولية مثل قاعدة سيناء التي تعمل بها القوات منذ أكثر من خمسين عام و كان بالإمكان تطوير القاعدة العسكرية و تدريب المزيد من القوات و لكن افتقار الأمم المتحدة للتمويل و الخبرات أعاق أي مخططات للتطوير .
لماذا لا يطبق القانون الدولي
نظرا لضعف الإمكانيات و عدم و جود داعم حقيقي للقوانين تظل هذه القوانين حبرا علي و رق و بلا معني و غير قادرة علي وقف أي صراع و تعتبر قرارات الأمم المتحدة نظرية داعمة لموقف ما مثل حالة فلسطين.
القضية الفلسطينية
تعتبر المشكلة الفلسطينية واحدة من أكثر الصراعات قدما في التاريخ الحديث التي لم تصل فيها القوي الدولية لحل بالرغم من وجود حل الدولتين و الاندماج و لكن لماذا لم يتم تطبيق أي من الحلول .
حلول القضية الفلسطينية المرفوضة
رغم أن حل الدولتين تم طرحة من فترة طويلة جدا و لكن الحل لم يصل لأي أذان صاغية و عدم المقدرة علي أجبار أي من الطرفين للانصياع للحل مما صعب الموقف بالإضافة للتعنت الإسرائيلي من قبل الأحزاب المتطرفة و هذا ليس الحل الوحيد .....
لان حل الدولة الواحدة المنطقة أكثر من الدولتين مرفوض لعدم قدرة كلا الطرفين علي العيش بسلام و سيطرة الجماعات المتشددة من كلا الطرفين الذين يرفضون العيش جنبا إلي جنب مع أن هذا الحل هو المنطقي لان فلسطين التاريخية كانت دائما دولة واحدة و تقسيمها ليس في مصلحة أحد باعتبار أن الدولة من الناحية الجغرافية صغيرة جدا ولكن للأسف نرجع إلي النقطة الأساسية مرة أخرى و هي أنانية الإنسان و عدم رغبته في الوصول إلي حلول و رغبته المستمرة لحل مشاكلة بالعنف.
هنا نرجع إلى أصل المشكلة – لماذا يلجأ الانسان إلي الحرب من الأساس:
هو عدم قدرة البشر علي تجاوز خلافاتهم و تحقيق التطور الاجتماعي المناسب و الرقي في التفكير لكي يحلوا مشاكلهم عن طريق المفاوضات و أمام ساحات المحاكم الدولية مما يضعف القانون الدولي الذي ببساطة نرغب في تطبيقه و عدم و جود الإمكانيات ليس بسبب ضعف العالم و أنا عدم الرغبة في الإصلاح و فرض القانون لان الأقوياء يريدون فرض قوتهم علي الجميع و أخذ ما يريدون و لقد كان العالم يحكم بهذه الطريقة منذ بداية البشرية إلي يومنا هذا .
مروان إسماعيل
