يصف المؤرخ الغربي (جورج سارتون) النصف الأول من القرن التاسع الميلادي بعصر الخوارزمي وذلك في كتابه (مقدمة من تاريخ العلوم) يقول [الخوارزمي أحد أعظم الرياضيين في كل العصور] ..
ويقول كذلك الدكتور (ديڤيد بوجين سميث) في كتابه (الأعداد العربية) [بأن الخوارزمي هو الأستاذ الكبير في عصر بغداد الذهبي إذ أنه أحد الكتاب المسلمين الأوائل الذين جمعوا الرياضيات الكلاسيكية من الشرق والغرب محتفظين بها حتى استفادت منها أوروبا آنذاك، إن هذا الرجل معرفة كبيرة ويدين له العالم معرفتنا الحالية لعلمي الجبر والحساب] ..
هو (محمد بن موسى الخوارزمي) ولد 164هـ، كان مشغول دائما بأشكال الأشياء والمسافات بينها وتقدير ارتفاعها ....
وقضى عامين في دراسته للرياضيات ولنبوغ الخوارزمي في علم الرياضيات التحق بمكتبة (بيت الحكمة) التابعة للخليفة العباسي المأمون وانضم إلى من بها من صفوة العلماء في ذلك العصر ..
ونشر كل أعماله باللغة العربية،، التي كانت لغة العلم في ذلك العصر حتى ذاع صيته وأصبح أنبغ علماء عصره ..
ابتكر الخوارزمي مفهوم (الخوارزمية) في الرياضيات وعلم الحاسوب مما أعطاه لقب أبو علم الحاسوب ..
حتى أن كلمة خوارزمية في العديد من اللغات ومنها الإنجليزية قد اشتقت من اسمه بالإضافة لذلك قام الخوارزمي بأعمال هامة في الجبر والمثلثات والفلك ورسم الخرائط ..
وأدت أعماله المنطقية في حل المعادلات من الدرجة الثانية إلى نشوء علم الجبر ..
حتى أن العلم أخذ اسمه من كتابه حساب الجبر والمقابلة وانتقلت هذه الكلمة إلى العديد من اللغات الأخرى حتى اليوم ..
أعمال الخوارزمي الكبيرة في مجال الرياضيات كانت نتيجة لأبحاثه الخاصة ..
بفضل الخوارزمي يستخدم العالم الأعداد العربية كما أنه أدخل مفهوم العدد صفر ..
صحح الخوارزمي أبحاث العالم الإغريقي بطليموس في الجغرافيا معتمد على أبحاثه الخاصة كما أنه قد أشرف على عمل أول خريطة للعالم المعروف آنذاك ..
ومن أشهر كتبه في الجغرافيا كتاب (صورة الأرض) والذي جعل أبحاثه معروفة في أوروبا ..
كان لها دور كبير في تقدم العلم في الغرب فكتابه الخاص بالجبر ظل يدرس في الجامعات الأوروبية حتى القرن 18 ..
فقد خلد اسم الخوارزمي كواحد من أعلام الحضارة الإسلامية وعلامة على الدور العظيم الذي لعبته في تطور العلوم البشرية حتى وصل الإنسان إلى عصر التكنولوجيا الذي نعيشه الآن ..
- دُعــاء.