صفحة من التاريخ الغائب الذي لا يعرفه الكثيرون.. أوروبا الحالية لا علاقة لها إطلاقًا بأوروبا العصور الوسطى..
الأوروبيون كانوا يعتقدون أن الاغتسال يسبب أضرار بدنية وصحية وأن الأطفال الذين يستعملون الماء كثيرًا تتعرض أبدانهم للهشاشة..
في تلك الأيام كانوا أغلب الأوروبيون يغتسلون في مناسبتين فقط (الاستعداد للزواج أو في حالة المرض) ولم يكن الأمر متعلق بالاستحمام فقط..
بل أيضًا امتد ليشمل تاريخا طويلًا من العفن الأوروبي والذي كان يبدأ بقضاء الحاجة في الشارع أمام الملأ وينتهي بشوارع أوروبا التي كانت عبارة عن مرتع للفضلات البشرية والحيوانية..
ثم يأتي بعد ذلك الجزارون فيذبحون المواشي في الشوارع فتختلط دماء وأمعاء الحيوانات بفضلات البشر، فيصبح كل ذلك منبعا لكل الأمراض الممكنة وأوبئة خطيرة فتكت بالملايين على مر العصور..
المشكلة الأساسية كانت هي العداوة من الماء والخوف المرضي منه الذي زاده تحريم الكنيسة للاستحمام إلا في مناسبات معينة..
قارنوا ذلك ب #الحضـارة_الإسلاميـة في نفس الوقت التي كانت تقدس النظافة الشخصية..
يقول المؤرخ الفرنسي (دريبار) [[نحن الأوروبيون مدينون للعرب بالحصول على أسباب الرفاهية في حياتنا العامة، فالمسلمون علمونا كيف نحافظ على نظافة أجسادنا أنهم كانوا عكس الأوروبيون الذين لا يغيرون ثيابهم إلا بعد أن تتسخ فقد بدأنا نقلدهم في خلع ملابسنا وغسلها.. كان المسلمون يلبسون الملابس النظيفة الزاهية حتى أن بعضهم كانوا يزينها بالأحجار الكريمة..]]
الحقيقة أن أوروبا لم تعرف الكثير من مظاهر الحضارة (إلا بعد اختلاطها بالعرب) من خلال الحروب الصليبية كإستخدام الصابون كان اختراع غريب بالنسبة للأوروبيون في ذلك الوقت..
وعرف عن (قرطبة) إنها كانت تزخر بحمامتها الثلاثمائة في حين أن أوروبا تنظر إلى الاستحمام كخطيئة ولذلك دمر فرسان مملكة ليون الحمامات الأندلسية عندما دخلوها..
فالحقيقة التي أثبتها أغلب المؤرخون هي أن الأوروبيون كانوا كريهي الرائحة بشكل لا يطاق.. فوصف مبعوث روسيا القيصرية ملك فرنسا لويس التاسع عشر قائلا [أن رائحته أقذر من رائحة الحيوان البري]..
وكانت احدى جواريه تدعى (دي مونيتسام) تنقع نفسها في حوض من العطر حتى لا تشتم رائحة الملك..
كما وصف الرحالة (أحمد بن فضلان) الروس [[أنهم أقذر خلق الله لا يستنجون من بول ولا غائط]]..
وكان القيصر الروسي (بيتر) رمزا لذلك وأفعاله لم أستطع ذكرها هنا الحقيقة..
الملكة (ايزابيلا الأولى) أبادت ألاف المسلمين في الأندلس [لم تستحم في حياتها إلا مرتين].. والملك الاسباني (فيليب الثاني) [منع الاستحمام مطلقا في بلاده]..
وابنته (ايزابيل الثانية) [أقسمت أن لا تقوم بتغيير ملابسها حتى الانتهاء من حصار احدى المدن والذي استمر 3 سنوات فماتت بسبب ذلك]...
هذا عن الملوك فتخيلوا كيف كان حال عامة الناس..
فعندنا تفشى الطاعون بأوروبا قتل ثلثي سكانها وكانت نظافة الشوارع العامة والأماكن في مدن أوروبا تقتصر على استخدام الخنازير..
حيث يتم تركها تقتحم الأسواق والشوارع من أجل التهام الفضلات البشرية وبقايا الأكل لكنها تلتهم الفضلات وتترك فضلاتها في الشارع لذلك ينتظر الناس الأمطار لكي تتكفل بجر ما تبقى نحو الوديان..
استمرت أوروبا تغرق في عالم من الأمراض لقرون طويلة..
حتى إن الهنود الحمر [كانوا يضعون الورود في انوفهم حين لقائهم بالغزاة الاوروبيون بسبب رائحتهم التي لا تطاق]..
حتى مع عصر النهضة الأوروبية لم يستطع الكثيرون من العلماء تفسير أسباب أمراض الطاعون والكوليرا والسفلس بل أن الكثير من علماء أوروبا ظلوا يعتقدون أن الاغتسال بالماء يضعف الجسم ويعرضه للأمراض
وانتشرت نصيحة علمية عندهم تقول [أن التنظيف يستحسن أن يكون بالوسائل الجافة ومن دون ماء]..
ولم تبدأ القارة الأوروبية بالتعافي من هذه القذارة إلا مع نهاية القرن 19..
وفي إنجلترا (UK) بدأت المراحييض تنتشر وبدأ الأوروبيون يكتشفون أدوية مضادة لعدة من الأمراض الوبائية وبدأو يغسلون أيديهم قبل الأكل وبعد الخروج من المرحاض..
ولكن رغم كل ذلك فإن بعض الخوف من الماء ظل سائدا في أوروبا حتى بداية القرن 20..
- دُعـاء.