لقد مر وقت كان يعتبر فيه مهاجمة المدنيين جريمة حرب… وسرعان ما اختفت من الفكر في الحرب العالمية الثانية عندما بدأ القصف في تسوية المدن بالأرض…


 الأساس المنطقي هو أن المدنيين ساعدوا في المجهود الحربي من خلال العمل في التصنيع، أو القيام بوظائف رجال آخرين، لتحريرهم للذهاب والقتال.


وها نحن ذا مرة أخرى مع الشرق الأوسط في حالة من الاضطراب وغزة التي يتم قصفها متى شئنا؟؟


قد يكون منطق كل ذلك مفهوماً على أنه انتقام لإرضاء الناخبين، لكن إذا ركز "بيبي نتنياهو"، على المستقبل، فقد يدرك أن إغضاب أطفال اليوم سينتج مقاتلي الغد.


  *فهل ستنتج إسرائيل وفلسطين حرب مائة عام أخرى كما حدث في أوروبا من عام 1337 إلى عام 1453؟… ويمكن للمرء أن يطرح سؤالاً آخر: هل نحن الآن أكثر تحضراً مما كنا عليه في الأيام التي كانت فيها الجيوش تجتمع في سهل في مكان ما لتحديد الفائز في النزاع؟.. بينما كان المدنيين الذين سيتم فرض الضرائب عليهم بغض النظر عن الفائز بعيدا عن الطريق؟*


والحقيقة هي أن إسرائيل كان لها يد في إنشاء حركة حماس، وهي جماعة إسلامية، كغطاء لمنظمة التحرير الفلسطينية التي كان يتزعمها الراحل ياسر عرفات.. واعترف العميد يتسحاق سيغيف، الحاكم العسكري الإسرائيلي في غزة في أوائل الثمانينيات، بتمويل المجموعة، بهدف تقسيم الفلسطينيين… عرفات نفسه أشار إلى حماس على أنها مخلوق من مخلوقات إسرائيل.


باختصار، قام الإسرائيليون أولاً بدمج الإسلاميين السياسيين في حماس ويحاولون الآن محاصرة الحركة ومحاصرتها وقصفها وإزالتها من الوجود…وقد وصف نتنياهو هذا القصف والهجمات بأنها مجرد البداية. 


"الردة العكسية" هي المصطلح المستخدم لوصف الوضع الذي ينحرف عن مساره، و"حماس" هي عبارة عن رد فعل استراتيجي إسرائيلي كبير.


وبما أن منظمة التحرير الفلسطينية الآن (السلطة الفلسطينية) ضعيفة نسبياً، فقد ارتفعت شعبية حماس بعد هزيمتها للسلطة الفلسطينية في انتخابات غزة… وتحكم السلطة الفلسطينية أجزاء الضفة الغربية التي تسمح لها إسرائيل بها.


محمود عباس البالغ من العمر 87 عاماً هو الرئيس، ويستمر في منصبه مع انتهاء فترة ولايته الرسمية المنتخبة منذ فترة طويلة… وترفض حماس الاعتراف به… حصل على تعليم جيد، وحصل على شهادة في الحقوق من جامعة دمشق ثم الدكتوراه في موسكو.


قدم الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش "خارطة طريق للسلام" في عام 2002 اقترحتها رسميًا اللجنة الرباعية بشأن الشرق الأوسط والتي تصورت إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام… لعنة لليمين الديني والمتطرفين الذين يرغبون في إسرائيل الكبرى – وصلت خارطة الطريق إلى طريق مسدود عندما وصل اليمين إلى السلطة في إسرائيل.


كانت إسرائيل مرتاحة تمامًا للوضع الراهن، حيث تركت الفلسطينيين في نوع من النسيان المحاصرين في غزة أو الضفة الغربية، محاطين بعدد لا يحصى من نقاط التفتيش للحفاظ على سلامة الإسرائيليين.


وذلك حتى استخدم الفلسطينيون الجرافات لاختراق السياج والطائرات الشراعية للتحليق فوقها، في هجوم تم التخطيط له بعناية وتم التدرب عليه جيدًا.


ولا يسعنا إلا أن نأمل أن تؤدي الدروس المستفادة من أحداث إراقة الدماء الأخيرة إلى السلام بعد إشباع شهوة الانتقام… هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستكون بها إسرائيل آمنة حقًا.