بدءا أودّ التنويه الى ان كل ما كتبت يداي وما سطره يراعي ؛ لا يندرج ضمن الدفاع عن الفاسدين او العملاء او الجهلة والظالمين او المخربين ؛ ولا يعد تبريرا للأخطاء الفادحة والقرارات السلبية والسرقات الهائلة والتقصير الواضح والسلوكيات المنحرفة والظواهر الهابطة التي تزامنت مع بدء العملية السياسية الجديدة في العراق .
بقدر ما أرى واعتقد بأن حجر الاساس للظلم والانحراف والدكتاتورية والطائفية والعنصرية والفساد والعمالة والخيانة والجهل والتخلف ... الخ ؛ يكمن في انشاء أول لبنة فاسدة منخورة وضعت في بناء الدولة العراقية الحديثة عام 1921 ؛ ولذا أرى ان الصحوة العراقية و النهوض الوطني لا يتحقق الا من خلال تهديم ما بناه الانكليز وما شيده العملاء والخونة والاقزام من اسس طائفية وعنصرية مقيتة , وما اقاموه من قواعد سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتعليمية ... الخ ؛ هشة وضعيفة وشكلية ولا تمثل محتوى الدولة القوية ؛ انما تعكس حقيقة ارادة المستعمر في انشاء كيانات سياسية كارتونية فارغة المحتوى وهزيلة .
ان المقارنة بين حقبة ما قبل سقوط نظام الصنم الطائفي الهجين عام 2003 ؛ وما بعده مقارنة غير دقيقة ولا منطقية ؛ ولم تكن منصفة ابدا ؛ وذلك للفرق الواسع بين حكومات الفئة الهجينة وايام الحديد والنار والزمن الاغبر وسنوات الجمر وبين حكومات العهد الديمقراطي وما ترتب عليها من استحقاقات وما تحقق فيها من مكاسب جمة ... .
وكل ما نعيشه الان من سلوكيات وظواهر سلبية وهابطة واتجاهات طائفية وعنصرية وقومية متعصبة والتي باتت وقود الهوجة السياسية والاعلامية و ( الهوسة) الاجتماعية والثقافية التي نعيشها ... ، ما هو الا نتيجة منطقية لحكم الانظمة الهجينة الفاسدة الهالكة ؛ و حصاد عقود القهر والقمع والإذلال والتفاهة الثقافية وغياب العدل الاجتماعي وافتقاد عدالة وسيادة القانون وتخريب نزاهة التشريع وإهدار القيم والمثل والاخلاق ... ؛ و التي رعتها انظمة الحكم الهجينة البائدة ولاسيما النظام العارفي الاسود ومن بعده النظام البعثي التكريتي الصدامي الدموي ... ؛ فحقيقة الامر اننا لم نكن في يوم من الايام أحسن وأفضل وصرنا الان أسوأ ... ؛ نعم أننا كنا أسوأ ولم نصبح الافضل والاحسن في المنطقة ؛ بعد كل تلك التضحيات الجسيمة والدماء الزكية والخسائر الفادحة التي بذلتها الاغلبية والامة العراقية .