ها أنا أكبر الآن ..
يمر عمري مهرولاً أمامي ،
وأنا مازلت أحاول اللحاق به.
كلما كبرتُ يالله شعرت بشيءٍ ما يتسرب من بين أصابعي ..
لا أدري هل نحنُ نزدادُ عمراً مع تواريخِ الميلاد
أم أن هذهِ التواريخ تسرقنا لنفقد الحياة ؟
نعم كبرت !
حتى أنّي أقف الأن على ابواب الواحد والعشرين ..
هل يعني هذا بأني سأعيش أياماً أكثر دهشةٍ من قبل ؟
أم أنّ هذا العُمر يخادُعنا وكُل الأعوام تُشبه بعضها؟
مامعنى هذه الأرقام يالله ؟
لماذا نحسب أعمارنا مادام الموت لا يأبهُ لها ؟
الشيءُ الوحيدُ الذي كنت أؤمنُ به هو أنّهُ مع كل يومٍ اعيشهُ على هذهِ الأرض يزداد محصولِي من التجارب ..
لكن ؛ مالفائدة من كونِي اتعلمُ درساً كل يوم بعد فوات الأوان ؟
هل كان لزاماً على هذهِ الحياة أن تُعلمنا بعد أن نقع في فخِ جهلنا أو فطرتنا ؟
أنني أكبُر يالله ومازلت أملك مشاكل مع فهمي للحياة ..
مازلت لا استطيع أن اكره أعدائي الذين تركوا سكاكينهم في قلبي ظنّاً منّي بأن هذهِ السكاكين ستبرأ وتحّلُ محلها وردة !
مازلتُ أقدِمُ الفُرص لهم مره ، اثنتان ، ثلاث ، حتّى يختارون الرحيل بأنفسهم متناسين أنّي سرقتُ من عمري فرصةً كنت استطيع أن اعيش بها أياماً اكثر دهشة ولكنّي آثرتهم على نفسي ..
مازلت أُحب الجميع رُغم أن هذا الحُب يرهقني ،
كيف لقلبي الذي بحجمِ قبضةِ يدي أن يحمل حُباً لكل هؤلاء الناس ؟
مازلت لا استطيع أن أمضِي قُدماً دون أن تعرقلني إلتفاته لتُفسد كل ماحاولت أن أُصلحه ..
اخيراً سأحتفِل بهذا العُمر مثلما يفعل الجميع ضاربةً بتساؤلاتي عرض الحائط ..
وسأكتُب أمنياتي الجدِيدة التي لاتختلف كثيراً عن أمنيات عمري الماضِي غير أني تخليت عن مُعظمها..
وسأتمنى لي عمر حافل يكفيني منه الكثير الكثير من الكُتب والقصائد ...
ميلاد آخر ..
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين