ومما تفوه به المعتوه الهجين اياد علاوي في لقاءه مع صحيفة الشرق الاوسط : ((... أن همّ صدام كان السلطة لا المال ولم يقترب من المال الحرام لأنه كان محافظا ... )) .
اذ أكد المنكوس إياد علاوي في تصريحاته : (( أن الرئيس الراحل لم يكن يحب المال ولم يكن يبحث عنه، كان يبحث عن السلطة والنفوذ والقوة، مضيفا "هذا هو صدام.. لا يبحث عن المال والحرام.. هذه الأمور لم يفعلها.. كان صدام محافظا على الصعيد الشخصي.. كان محافظا جدا.. وكانت العلاقة به قوية منذ بدء معرفتي به وحتى موعد مغادرتي العراق.. تصور أنه أصر على أن يذيع شخصيا نبأ وفاة والدتي )) .
صدقت في ادعاءاتك السمجة يا منكوس ؛ ولكن لعنة الله على الكاذب الافاك ؛ وها هو رفيق صدام وابن مدينته , وصديقه في صباه ؛ الكاتب والاعلامي ابراهيم الزبيدي التكريتي يذكر في كتابه : ( دولة الاذاعة ) ؛ ان صبحة والدة صدام كانت تسرق الدجاج من منزلهم في العوجة ؛ ومر عليكم في الحلقات السابقة ؛ ان خاله الشاذ خيري طلفاح ؛ كان يلقب بالحرامي او حرامي بغداد ... ؛ و يسرد الإعلامي إبراهيم الزبيدي في اعترافات سجلت على أقراص مدمجه ووزعت : بأن صدام الذي يعرفه من أيامه الأولى بأنه سرق حصانا، وباعه فسجن، وتحدث صدام نفسه بأن زوج أمه كان يجبره على سرقة الدجاج ،و يبوخه إذا ما بيع بثمن مجزي... ؛ و الكل يعرف صدام بأن اختصاصه سرقة الدجاج ، وبيعه عادة في سوق تكريت أو الدور أو سامراء، ليعتاش من مردوه ... .
وفي احدى المرات شاهد صدام بقرة سائبة ، فاقتنصها وساقها بعيدا عن الأنظار، وقام بتأجير سيارة حمل صغيرة ، لينقلها الى سامراء ويبيعها بثمانين دينارا في سوقها ... ؛ و لكن الصدفة شاءت ان يراه شخص من اهالي تكريت وقتذاك ؛ وهو يقود البقرة المسروقة في سوق سامراء ... ؛ وحينما وصل الى مسامع ذلك الشخص التكريتي خبر البحث عن بقرة ضائعة ... ؛ أخبر أصحابها بأنه رأي صدام يبيعها ... ؛ وعندها قام اصحاب البقرة المفقودة ؛ بتسجيل شكوى ضد صدام لدى شرطة تكريت ، وبدأ أصحاب الشأن يبحثون عنه ، فوصل الأمر لمسامعه ، فهرب لائذا الى بيت خاله خير الله طلفاح في الكرخ الواقع في عقد التكارتة، ومكث هناك مختبئا ... ؛ وبعد إصرار أصحاب البقرة على قصاصهم ... ؛ اعترف أهله بأنه هرب الى بيت خاله في بغداد ، وحينها تم نقل ملف الدعوة الى مركز شرطة الكرخ ، وتم إلقاء القبض عليه هناك ، فأودع السجن عام 1959، بتهمة سرقة البقرة ... .
و صادف صدام في حبسه ثلاثة عناصر من المنتمين الى تنظيمات قوميه عروبية ... ، ينتظر التحقيق معها ، وكانوا يتأسون بأن كيف ينقض عبدالكريم قاسم على السلطة ويستحوذ عليها ،وهو العسكري المغمور الذي يتبجح بأن يناصب عبدالناصر العداء... ؛ وصاح أحدهم منفعلا على الطريقة العروبية : والله لو أحدكم أقدم وقتل عبدالكريم ، ليستحق الثناء وأي شيء يطلبه سوف يوفر له ... ؛ فسمع صدام هذا الهامش من الحوار، فقفزت لذهنه الفكرة وتقبلها ، وأخبرهم بأنه هو الذي يستطيع فعل ذلك ، على أن يعينوه ماليا على اجتياز محن العيش ،والأهم أنه متهم بسرقة بقرة، ويجب عليه تسديد ثمنها البالغ 80 دينار ... ؛ فأستغرب القوم هذا العرض السخي، وأوصوا أن يجمع له المبلغ على عجل ليدفع لأصحاب البقرة، كي يتنازلوا عن الدعوة، وتم إطلاق سراحه وأغلق ملف الدعوة ... ؛ لكنه أوصي من قبل زملائه في السجن بأن يذهب الى عنوان معين في حي بغداد الجديدة ، ويتصل بشخص أسمه عبدالخالق السامرائي ، لكي يجهزه بما يقتضي تنفيذ وعده لهم ... ؛ وعندما فشلت محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم ؛ هرب صدام الى مصر وهنالك تم تجنيده وكان يتقاضى 20 جنيه من المخابرات المصرية ... ؛ و مضت الايام , والليالي حبلى ب لقيط سياسي ؛ حتى جاء انقلاب عام 1963 الاسود ثم انقلاب 1968 المشؤوم ؛ و تحول صدام من سارق الدجاج والبقر الى القائد الفذ والرمز الاوحد والضرورة التاريخية والفارس العربي الذي تخرج له المظاهرات المؤيدة في غزة ونواقشوط واليمن والاردن ... الخ . (1)
فعن أية نزاهة تتحدث , وعن اية عفة يد , وطهارة منشأ , وحسن تربية تتكلم ايها الهجين المنكوس ...؟!
ولو سلمنا جدلا ؛ بصدق دعواك ايها الافاك ؛ وقلنا ان صدام كان يكره المال كره العمى ؛ كما انت تكره المال ايضا ؛ ولا يعشق الاموال , ولا يرنو قلبه لحبها , علما اننا لو سألنا أي شخص هل تحب المال ... ؟
لأجاب : ومن يكره المال ... ؛ لا يكره المال إلا أحمق أو مجنون …؟
ومع ذلك سنصدق بك ايها المعتوه الافاك الدجال ؛ ونتماشى مع افتراءاتك السمجة و ( خرطك وكلاواتك وخرابيطك ) ونؤمن بأن صدام كان يبغض المال ؛ ويعشق السلطة والنفوذ والقوة حد الهيام والجنون كما تتدعي .
ولنا ان نتساءل : الا تستبطن السلطة والقوة ؛ الاموال , وماذا يعني النفوذ غير المزيد من التوسع والتمدد والاستيلاء على الثروات والامتيازات ...؟!
لذلك قالت العرب قديما : (يا حَبَّذَا الإمارة وَلَوْ على الحِجارة ) و أول ما قيل ذلك للجّاج بن عتيقٍ الثقفي ... ؛ وكان زياد بن أبيه ولاَّه بناء دار الإمارة بالبصرة والمسجد الجامع بها. فظهرت له أموالٌ وحال لم تكن. فقيل حَبَّذَا الإمارة وَلَوْ على الحجارة ... ؛ وقيل : غير ذلك .(2)
ولا يهمنا الان تأبينه لامك كما تتدعي ؛ فالطيور على اشكالها تقع ؛ الا اننا لابد لنا من اكمال الحوار معك ؛ فيما يخص باقي السمات الاخلاقية والمثل النبيلة والقيم الكريمة التي الصقتها بصدام رغم انفه ؛ فقد ادعيت انه لا يحب الحرام , ومحافظ في حياته الشخصية بل انه محافظ من الطراز الرفيع , وكأنه من سلالة احد النبلاء او من احفاء الرسل والصالحين والاولياء ... ؛ وبما انك خبير في المعارف الدينية وخريج المعاهد الاسلامية والحوزات العلمية ؛ نرجو من جنابك الكسيف تبيين معنى الحرام ؟
وهل تعذيب ملايين الابرياء بشتى صنوف العذاب , وقتل ملايين العراقيين الاصلاء , واعتقال مئات الالاف من الناس العزل وايداعهم في مطامير السجون المظلمة والمعتقلات الرهيبة ... ؛ واشرافه الشخصي بل وممارسته للتعذيب بيده - وكنت انت احد جلادي قصر النهاية الرهيب ايضا- في قصر النهاية وغيره ... حلال ؟!
وهل اذلال الشعب العراقي وتعذيبه وتجويعه وحرمانه من ابسط حقوق الانسان والمواطنة ؛ وسرقت خيراته ونهب ثرواته , والتبرع بها للأجانب والغرباء والدخلاء وجلاوزة الاجهزة الامنية وزبانية الدوائر القمعية ... حلال ؟!
وهل انصاف الشعب العراقي , واكرامه , ومساواته بأقرانه من مواطني الدول الخليجية المجاورة ؛ حرام ؟!
وعن اخلاق ومحافظة تتكلم ايها الوغد الكذاب ؛ فما علاقة صدام بالسلوك المحافظ ؛ فأن كان صدام الذي مارس اللواط منذ صغره ؛ و ارتكب كل الموبقات في شوارع بغداد , ودروب العوجة وتكريت , وحارات مصر , وكان يرقص وهو سكران في ذكرى عاشوراء وقنوات التلفزيون تنقل ذلك للناس ؛ استهتارا منه بكل القيم الاسلامية والعادات والتقاليد العراقية الاصيلة ؛ ناهيك عن انتهاكه للاعراض وادمانه على شرب الخمور وغيرها ؛ وها هو ابنه المعتوه الكسيح عدي ؛ قلده في استهتاره ومجونه ؛ وصدق من قال : ان الولد سر ابيه ؛ حيث اصبحت سيرته المنحرفة حديث الناس ؛ واما اخوه الملقب بالحية المجرم قصي فقد كان يأكل لحم الخنزير ويحتسي الويسكي ويحيي الليالي الماجنة مع شراذم المجون و( الكيوله ) ... ؛ فعن أي سلوك محافظ تتحدث ايها المنكوس ؛ فأن كان السلوك المحافظ بهذا الشكل ؛ فكيف سيكون التهتك والمجون والاستهتار يا ترى ...؟!
............................................................
- 1- على هامش المحاكمة... من سارق دجاج إلى سارق أمة بقلم:د.علي ثويني / بتصرف.
- 2 -كتاب الفاخر / المفضل بن سلمة / ص 176 .