لا يخفى على الجميع القفزة التكنلوجية التي نعيشها حالياً وخاصة في القرن الحالي والتي ساهمت في زيادة سهولة اجراء المعاملات الادارية في مختلف الاختصاصات وبسرعة اكبر من ذي قبل .

ولكن في عالمنا العربي مازالت في بلداننا الفكرة القديمة في كره ومحاربة التطور التكنلوجي وخاصة في قطاعات الدولة ، ويمكن ان يعزى السبب في ذلك الى عدة نقاط منها :

1- تعيين الموظفين لا على اساس الخبرة والكفاءة بل على اسس ومعايير اخرى كالمحسوبية والمنسوبية وغيرها.

2- عدم تطوير الكوادر للعمل ومواكبة التطور وانما يتم ذلك بشكل مفاجئ لنقل العمل من الروتين الاداري الورقي الذي اعتاده الموظف لعشرات السنين الى عمل حاسوبي متطور يتطلب مهارات في استخدام الحاسوب والبرامج والتعرف على مصطلحات جديدة .

3- عدم اشراك العاملين في دورات تدريبية بشكل دائم ومستمر .

4- عدم تشجيع الموظف على العمل والانتقال من العمل الورقي الى العمل الاكتروني وانما اجباره على العمل وتهديده بالعقوبة مما يجعل منه عدواً للتطور وللعمل الالكتروني.

هذه بعض اهم الاسباب العامة ولكن هناك سبب اخر يدفع موظفي دوائر الدولة الى رفض العمل الالكتروني او تعطيله او محاربته باشكال مختلفة وهذا السبب يكمن في المصلحة الشخصية ومدى الاستفادة من الامور المبهمة والتي يسهل تزويرها وتغييرها او اخفاء اولياتها ببساطة في الاعمال الورقية وهذا بسبب تفشي ظاهرة الفساد الاداري والمالي في المؤسسات الحكومية .

ولكن لو طبقت الانظمة الجديدة وتم استخدام التكنلوجيا الحديثة والحاسوب والشبكات لغرض تحقيق التواصل السريع والدقيق والآمن فما الفوائد المرجوة من ذلك ؟ ويمكن ان ندرج بعض اهم هذه الفوائد:

1- سرعة اداء العمل الاداري وكذلك سهولة الرجوع الى الاوليات وسهولة مخاطبة الجهات ذات العلاقة بنقرة زر بدلاً من ارسال معتمد البريد من مكان الى اخر قد يستغرق منه ذلك عدة ايام او اسابيع واحياناً اشهر.

2- اختصار الوقت وتقليل الزخم من خلال اختصار الاجرائات مع العملاء والمراجعين .

3- اظهار شفافية في التعامل تكون واضحة جداً للمدراء والمسؤولين والجهات الرقابية في نفس الوقت ومعرفة مدى قصور الموظف او كذب ادعاء المشتكي .

4- تحجيم الفساد الاداري وتقليل فرص التزوير وخاصة ان كانت الاوليات تحفظ في خوادم امنة .

5- التهيء والاستعداد للتطور التكنلوجي القادم وتقليص الفارق الزمني بيننا وبين التكنلوجيا بما يتناسب مع الواقع العملي .

وسأتكلم في مقالة اخرى انشاء الله تعالى عن تجربتي في تطوير العمل والمعوقات التي صادفتها وما وصلت اليه محاولاتي المستمرة لغاية هذه اللحظة .

والحمد لله رب العالمين